12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

خانقاه فرج بن برقوق 1411- 1399م/ 813- 801ه

2020/10/06 06:01 AM | المشاهدات: 1128


خانقاه فرج بن برقوق 1411- 1399م/ 813- 801ه
ميرنا عبدالوهاب الغنام

 

تقع هذه الخانقاه بجبانة المماليك أو ما يعرف باسم القرافة الشرقية.
وأنشأها الملك الناصر زين الدين أبو السعادات فرج بن برقوق بن السلطان برقوق ، وتلقب بالناصر وكان عمره عشر سنوات .

* عمارة الخانقاه:-

استغرق بناء هذه الخانقاه اثنتا عشر سنة كاملة لأن الناصر فرج أراد أن يجعل ما حولها مدينة عامرة بالأسواق والخانات والحمامات إلا أنه مات قبل أن يكمل ذلك وكانت هذه المنشأة مقامة حسب وصية أبيه السلطان الظاهر برقوق في مكان فسيح محاور لتربةالأمير يونس الدوادار، ولهذا لم تلتصق بأية مباني أخرى ، وقد أراد صاحبها أن تكون مجمعًا دينيًا يؤدي أكثر من وظيفة.

* واجهات المنشأة:-

أولًا : الواجهة الشمالية الغربية :

تطل الواجهة حاليًا على شارع الأشرف ، وهي واجهة مستطيلة قسمها المعمار إلى تجويفات رأسية تنتهي من أعلاها بصدور مقرنصة ، وجعل بكل تجويف شباكين فوق بعضها، السفلى على هيئة مستطيل عليه مصبغات من البرونز يعلوه عقد مستقيم من صنجات معشقة ثم نفيس ويعلوه عقد مقوس والشباك العلوي على هيئة معقودة عبارة عن شمسية من الجص المعشق بالزجاج الملون.
وتشغل الواجهة من الخارج اتساع الظلة الشمالية الغربية والظلتين الجنوبية والغربية والشمالية والشرقية ،وقد أبرز المعمار هذه الواجهة بطريقة عملية وجعل بها قاعدتي المئذنتين ، كما فتح بها شباكي السبيلين الموجودين بالزاويتين الغربية والشمالية ، وكذا الكتابين اللذين يعلوهما،  و على حافة السطح العالي صف من الشرفات على هيئة ورقة نباتية ثلاثية. 

ثانيًا : الواجهة الجنوبية الشرقية :

قسمت هذه الواجهة إلى تجاويف رأسية تنتهي من أعلاها بصدور مقرنصة بها شبابيك سفلية وشمسيات علوية ، ويشغل الزاويتان الجنوبية والشرقية قبتان متماثلتان من الحجر بينهما قبة صغيرة تعلو المنطقة التي تتقدم حنية المحراب الرئيسي ويبرز تجويف المحراب في هذه الجهة على هيئة كتف نائي من سمت الواجهة كلها ، ويلاحظ أن المناطق التي تعلو محرابين القبتين والمحراب الرئيسي بها قمريات مستديرة من الجص المعشق بالزجاج الملون .

ثالثًا : الواجهة الشمالية الشرقية والواجهة الجنوبية الغربية. 

تتكون الواجهة الشمالية الشرقية من ثلاث طوابق فوق بعضها بعدد أدوار الطباق الملحقة بالخانقاه، وقد قسمت الواجهة كلها إلى نوافذ مستطيلة عليها مصبعات من البرونز يطل بعضها على طريق العام، والبعض الأخر على صحن المنشأة وهي خاصة بغرف أو طبقات الصوفية.
أما الواجهة الجنوبية الغربية فلا يوجد بها شبابيك القبة ، اما بقية الواجهة فهي مسمطة .

* المئذنتان: 

نظرًا لإتساع هذه المنشأة حرص المعمار على تزويدها بمنارتين عاليتين متشابهتين تتكون كل واحدة منهما من قاعدة مربعة المسقط ، ويتوج البدن المربع شرفة مربعة محمولة على مقرنصات حجرية ذات دلايات ولها جوانب من الحجر المفرغ على هيئة زخارف نباتية وهندسية ، ويأخذ البدن في الطابق الثاني شكلًا اسطوانيًا زخرف بالجفوت والميمات البارزة، وتأخذ شرفة الطابق الثاني شكل البدن ، يلي ذلك منطقة البابات وهي مجموعة من الأعمدة الرخامية تحمل الجوسق العلوي وتنتهي  المئذنة بخوذة من نوع القلة ، وكانت قمة إحدى المئذنتين وقد سقطت وجددتها لجنة حفظ الآثار العربية سنة 1975م .

* الصحن:

مساحة الصحن مستطيلة 36.60× 19.70م ، وهو مكشوف سماوي يتوسطه نافورة كانت وقت الإنشاء مغطاة بقبة خشبية نصف دائرية ظهر في كثير من كتب الرحالة إلا أنها أزيلت بعد تهدمها، ويفتح على الصحن ستة أبواب توصل من الخارج أو من خلاوى الصوفية إلى الظلات وأرضيتها الآن مكسية بالألواح الرخامية .

* السبيلان والكتابان:

يوجد في الركن الغربي والركن الشمالي من هذه الخانقاه سبيلان وهو من نوع السبيل ذي الشباكين، ويتكون السبيل من صهريج مقبب في باطن الأرض يعلوه حجرة التسبيل وهي حجرة مستطيلة بها شباكان مستطيلان لهما بروز عريضة من الخشب المفرغ يتوسطه نافذة من المصبعات البرونزية، وكان التسبيل في هذين السبيلين يتم عن طريق الأحواض مباشرة حيث لا يوجد مكان للسلسبيل، يعلو حجرة كل سبيل كتاب من نفس مساحة السبيل ، وكان عشان الكتابان مخصصان لتعليم أبناء المسلمين لهما شرفة مطلة على الجهة الشمالية الغربية وأخرى بالجهة الجنوبية الغربية أو الشمالية الشرقية ، وعلى واجهة الشرفة عقود محمولة على أعمدة من الرخام ويظللها رفرف مائل مخصص لحماية الأطفال من حرارة الشمس وأمطار الشتاء .