12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

الإمبراطور يوليوس قيصر

2024/06/12 03:57 AM | المشاهدات: 57


الإمبراطور يوليوس قيصر
انجي محمود

يوليوس قيصر هو إمبراطور روماني مشهور كان جنرالًا عسكريًا خاض الكثير من الحروب والمعارك، وتدرج في الحياة السياسية في روما ليصبح أول إمبراطور لها، وله العديد من الإنجازات والفتوحات العسكرية فضًلا عن تبنيه سياسات إصلاحية مهمة. 

وقد وُلِد يوليوس قيصر في اليوم الثاني عشر أو الثالث عشر من شهر تموز/يوليو سنة 100 قبل الميلاد. 

وعلي بالرغم من كونه أرستقراطي المنبت، فإن عائلته لم تكن ثرية على الإطلاق. توفي والده، غايوس قيصر، حين كان عمره 16 عامًا، لذلك عاش السنين التالية من عمره مع والدته أوريليا، وكانت أوضاع روما خلال فترة شباب يوليوس مضطربة للغاية؛ فقد عمّت الفوضى والقلاقل أرجاء البلاد، وبدت الجمهورية الرومانية، ولاسيما الطبقة النبيلة، عاجزة عن التعامل مع حجمها ونفوذها الكبيرين.

ورغم ذالك كان يوليوس قيصر منذ صغره محباَ للعلم حيث درس في اليونان العديد من العلوم, إذ كانت اليونان مركز العلوم في ذلك الحين و كان أبناء أثرياء روما يرسلون إاليها للتعلم ثم التدرج في العمل السياسي أو ما شابه. انضم قيصر إلى المعترك السياسي منذ بداياته حيث كانت عائلة قيصر معادية بصورة تقليدية لحكم الأقلية المتمثل بمجموعة من الأعضاء النبلاء في مجلس الشيوخ، وجاء قيصر ليتبع هذا التقليد. أودعه سولا بالسجن لفترة قصيرة لكنه تمكن من المحافظة على علاقات طيبة مع النبلاء لعشر سنوات بعد إطلاق سراحه فقد سعى يوليوس قيصر في الفترة اللاحقة لوفاة والده إلى التعاون مع أفراد الطبقة النبيلة في البلاد والتقرب منها، فتزوج من كورنيليا ابنة إحدى العائلات المشهورة آنذاك، مما أغضب الدكتاتور الروماني سولا، وتحداه إلى أن يطلب من يوليوس قيصر تطليق زوجته، وإلا سيواجه عواقب وخيمة تتمثل في خسارة ممتلكاته؛ وبالطبع، رفض يوليوس الانصياع للأمر، فكان الانضمام للجيش مخرجه الوحيد من هذه المعضلة، وبعد أن عاد يوليوس إلى روما بعد وفاة سولا، وبدأ حياته العملية في الشأن السياسي، ولكنه سرعان ما انتقل إلى رودس بهدف دراسة الفلسفة هناك. وخلال رحلته إلى الجزيرة، اختُطف على يد القراصنة، كان هذا الأمر بمثابة الفرصة المناسبة كي يبرهن عما يمتلكه من قدرات عظيمة في التفاوض والقضاء على حركات التمرد، فأقنع خاطفيه بإطلاق سراحه مقابل فدية، وبعد ذلك جهّز حملة عسكرية أبحرت لقتال القراصنة والقضاء عليهم، فأسرهم ونفّذ حكم الإعدام فيهم جميعًا.

وقد تعزّزت مكانة يوليوس قيصر لدى الرومانيين عندما قاد الجيش لمحاربة ميثراداتس السادس، ملك البنطس الذي أعلن الحرب على روما سنة 74 قبل الميلاد. وحالما انتهى من الحرب عاد إلى روما وتعاون مع بومبي، وهو قائد عسكري كان يقاتل في صفوف سولا. وبعد ذلك، تولى يوليوس قيصر منصبًا حكوميًا رسميًا برتبة موظف مالي، ثم شغل بعدها عدة مناصب في ظل حكم بومبي، في حين كان يوليوس قيصر يرتقي سلم المجد والشهرة في روما، كانت حياته الشخصية مليئة بالعثرات والمآسي، إذ تُوفيت زوجته كورنيليا سنة 69 قبل الميلاد، فقرر الزواج من بومبيا، إحدى قريبات بومبي.

ولكنّ هذه العلاقة لم تكلل بالنجاح، فتطلق الزوجان سنة 62 قبل الميلاد. ومع ذلك، لم تنل كل هذه المآسي من عزيمته أو طموحه السياسي، فعُين حاكمًا لمقاطعة إسبانيا التي كانت خاضعة آنذاك للسيطرة الرومانية، وبموازاة ذلك، أدرك يوليوس بحنكته المعهودة مدى ضرورة تعزيز تحالفه الوثيق مع بومبي، مما خوّله في سنة 59 قبل الميلاد أن يشغل منصب القنصل، الذي كان يعدّ من المناصب المهمة ذات النفوذ الواسع في روما. 

وكان قيصر علاقة حب مع كليوباترا، التي كانت ملكة مصر. كانا واقعان في الحب وحتى كان لديهما طفل معًا يدعى Caesarion.

وكان قيصر معروفًا بقسوته مع أعدائه في الحروب، بالإضافة إلى دهائه وحنكته العسكرية والسياسية. شارك في تأسيس أول حكومة ثلاثية في روما، وبعد ذلك تولى سدة الحكم لوحده، ثم انصب تركيز يوليوس قيصر بعد ذلك على الناحية العسكرية؛ فأمر بتجهيز جيش كبير، وقاد عدة حملات عسكرية لتوسيع نفوذ روما، فنجح في فتح بلاد الغال، وبلغت جيوشه المناطق الممتدة على ضفاف النهر، ونتيجة لذلك، ذاع صيته في روما بوصفه جنرالًا شجاعًا لا يهاب الحروب أو المخاطر، ولا يبدي أي شفقة أو رحمة اتجاه أعدائه، حتى قيل إنه أَمَر في إحدى المعارك بحبس الماء عن أعدائه، وقطع أيدي الناجين منهم. 

وعلي الرغم من انه أدخل العديد من الإصلاحات على البلاد، ولكنه اعتبره مجرد طاغية لذلك اغتيل في سنة 44 قبل الميلاد وقد اغتيل على يد أقرب معاونيه .