"عنخ حاف" هو أحد أبناء الملك "سنفرو" مؤسس الأسرة الرابعة من زوجة غير شرعية وكان أخاً غير شقيق للملك "خوفو" صاحب الهرم الأكبر بالجيزة. وقد كان وزيراً للملك "خفرع" ومسئولاً عن كل أعماله خاصة المعمارية منها. استطاع أن يثبت عبقرية فريدة من نوعها في تصميمه المعماري للهرم الثاني "هرم خفرع" إضافة لما كشفت عنه إحدى البرديات والتي أثبتت اشتراكه في بناء الهرم الأول "هرم خوفو". وقد عُثر على تمثال نصفي للأمير "عنخ حا إف" بمصطبته بالجبانة الشرقية بالجيزة والتي تحمل رقم G7510 ويبلغ ارتفاعه حوالي 50 سم تقريباً، وهو منحوت من الحجر الجيري الملون ويظهر فيه صاحبه بملامح شخصية حقيقية بدون شعر مستعار. والتمثال كان قد عثر عليه مدفوناً في باطن الأرض حتى مستوى اليدين ليبدو كأنه يظهر من باطن الأرض ليستلم القرابين المقدمة إليه. والتمثال موجود حالياً بمتحف تاريخ الفن بمدينة بوسطن ( Museum of Fine Arts, Boston), الولايات المتحدة الأمريكية.
التمثال النصفي لعنخ حاف
اكتشف التمثال في المقبرة ج 7510 بالجيزة، ويصل ارتفاعه إلى 50,48 سم، وهو منحوت من الحجر الجيرى ثم تم تلوينه، وهو الآن في قاعة George D. and Margo Behrakis بمتحف بوسطن بأمريكا
إقرأ أيضًا/الملك "تحتمس الرابع"
ترجع أهمية التمثال لأن النحات الذي قام بتصميم التمثال حطم قواعد كلاسيكية معتادة في زمنه ألا وهي عدم إظهار الملامح الحقيقية بشكل دقيق ومباشر وواضح جداً، وهو ما يجعله أثراً مهماً جداً في تاريخ النحت وينضم إلى قائمة الأعمال النادرة وغير المعتادة.
التمثال مكسو بطبقة رفيعة من الجبس والتي فيها شكل النحات التفاصيل الطبيعية لصاحب التمثال.
كيف وصل التمثال إلى بوسطن
التمثال النصفي تم اكتشافه في عام 1925، وذهب إلى متحف بوسطن عام 1927، وكان من المفترض - طبقاً للعقد الذي كان بين متحف بوسطن والحكومة المصرية - أن يكون في المتحف المصري بالقاهرة، ولكن وللأسف تم إهداؤه كجائزة لبوسطن عن طريق خدمات الآثار لامتنانها in gratitude لبعثة هارفارد – بوسطن لمجهودها في التنقيب وترميم القطع الأثرية من مقبرة الملكة "حتب- حرس".
إقرأ أيضًا/يويا وتويا من الأسرة ١٨
سمات التمثال
من سمات التمثال رأس تظهر خط شعر متراجع، مصابة بالصلع في جزء منها، والحواجب هابطة قليلاً على العيون، والعين كانت ملونة بالأبيض وكان لديه ذقن قصيرة، وفي التمثال كانت مصنوعة من قطعة جبس منفصلة، نظرته تبين شخصية حاذمة وقائدة وذات إرادة قوية.
مصطبة "عنخ حا إف" كانت الأكبر في الجبانة الشرقية بالجيزة، تمثاله النصفي كان موضوع في مقصورة من الطوب الطيني موصولة للجانب الشرقي للمقبرة، بحيث يكون مواجه للطريق الداخل إلى المقصورة، مضيفاً أن العابرين تركوا لـ"عنخ حا إف" أكثر من 90 صنفاً لطعام وشراب لكي يستمتع بهم في الحياة الأخرى.
إقرأ أيضًا/وادي المومياوات بالواحات البحرية