12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

البعث والخلود والتحنيط عند القدماء المصريين

2020/09/07 09:18 PM | المشاهدات: 884


البعث والخلود والتحنيط عند القدماء المصريين
رحمه جاد الرب


لاحظ المصري القديم أن الشمس تشرق ثم تغرب ثم تشرق من جديد ، وان القمر يسطع ثم يختفي ثم يضيء من جديد ، وان النيل يفيض ثم يغيض ثم يفيض من جديد. 
فأوحى ذلك للمصريين القدماء أن الانسان يعيش لفترة مؤقتة ثم يموت لفترة مؤقتة ثم يبعث ليعيش الحياة الأبدية. 
لذلك لجأ المصري القديم الي التحنيط لحماية الجسد من التحلل و الفناء والاحتفاظ بملامحه وشكله حتي تتمكن الروح من التعرف علي الجسد فيبعث مرة أخرى. 
وكانت تتم عمليه التحنيط و يتم إخلاء جثمان المتوفى من كل ما تحتويه من عناصر رخوة لا يمكن تجفيفها وهي بداخل جسم الانسان لذلك قام المصري القديم بانتزاع الرئتين و المعدة والأمعاء و الكبد وحنط كلاً منهما علي حدة في أربعة اواني اخذت شكل أبناء حورس الأربعة ، وهي "أمستي" علي هيئة راس انسان لحفظ الكبد ، و "حابي" علي هيئة راس قرد لحفظ الرئتين ، و "قبح سنوف" علي هيئة راس صقر لحفظ الأمعاء ، و "دوا موتف" في هيئة ابن اوي لحفظ المعدة. 

ويتوقف انتقال المتوفي الى الحياه الأبدية و الخلود علي محاكمة كانت تقام يوم البعث. 
وتظهر اعتقاد المصريين القدماء بهذه المحاكمة في (بردية حونفر) وهو وزير للملك (ستي الاول). 
و تصور البردية مشهد من اهم مشاهد المحاكمة ، حيث نجد في البردية الشخص المتوفي يوجد منه نسختين متطابقتين و يقصد بهما هنا الجسد والروح ؛ ويوجد الاله "ايزيس" اله العالم السفلي عند قدماء المصريين وهو يرأس المحاكمة وهو الذي يحدد انتقال الشخص للحياة الأبدية من عدمه ويساعده في هذه المحاكمة زوجته أوزوريس واخته نفتيس. 
ونجد "انوبيس" اله التحنيط يمسك بيد نسجه من نسختين المتوفي ، وكان التحنيط يحدث للجسد لذا فهذه النسخة تمثل الجسد ، ويمسك انوبيس بيده الاخري مفتاح الحياة. 
وفي الجهة الاخرى نجد الاله "حورس" اله السماء يمسك في يده النسخة التي تمثل التي تمثل روح المتوفي وفي يده الاخرى يمسك مفتاح الحياه. 
وفي المنتصف يوجد الميزان حيث لا ترجع الروح للجسد الا بعد وزن قلب المتوفي في كفه وفي الكفة الاخرى يوجد بها ريشه ترمز للإله "ماعت" اله القسط والعدل عند قدماء المصريين. واذا كان القلب اخف من الريشة ذلك يعني ان المتوفي كان صالحا في حياته الدنياوية وبالتالي يستحق الانتقال للحياة الأبدية وهنا ترجع روحه الى جسده. اما اذا كان القلب اثقل من الريشة ومعنى ذلك ان المتوفي قام بذنوب كثيره في الحياه الدنياوية فانه لا يستحق ان ينتقل للحياة الأبدية وفي هذه الحاله يقوم حيوان اسطوري مفترس جزء من جسده اسد وجزء منه تمساح وجزء منه فرس نهر يسمى "أمّت"  بالتهام القلب وبذلك لا ينتقل للأبدية و الخلود.