12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

ألغاز حضارة المايا

2021/02/04 03:10 PM | المشاهدات: 937


ألغاز حضارة المايا
إسراء نشأت عبد الرازق

عبقريٌ أنت، أم هادئٌ كما ذلك الهدوء الذي يسبقُ العاصفة!

 

ثمة ثغرات لا يُمكن تفسيرها، قضايا لا يُمكن تخطيها، وعقلٌ مُشتت بين الدقيقة الأولى والثانية، تُحلق بفِكرك لأقصى مدى، فتصل للأرض وتهمس لها أنّك اليوم حققت ما أردت

عبقريتُك التي يُحكى عنها اليوم، هي أنت 

غموضُك الذي يتخبط بالتساؤلات هو سِر النعيم الأبدي الذي ستُسأل عنه

 

هُناك في أقصى أطراف الأرض، كانت نُقطة البداية

نحنُ الآن في سنة ٢٠٠٠ قبل الميلاد، حياتُنا مثلهم تمامًا

نحن معهم، ولن نخرج من ذكرياتهم إلا إذا عرِفناهُم تمام المعرفة

 

 

 

إقرأ أيضًا/أفلاطون وملامح عن فلسفته وحياته

 

 

 

 

رحلة زمنية لن تستغرق الكثير، ولن تُكلفك بالماديات عديمة القيمة، ولكنّني سأجعل النور في عقلك، حتى تعرِف الثقافات والحضارات، وأنتَ في مكانك لم تتحرك فعليًا، ولكنّك تحركت معي روحيًا

حضارة سكنت وسط أمريكا وسيطرت عليها سيطرة تامة حتى مُنتصف القرن الـ ١٦ الميلادي، حضارة غامضة، بارعة، يدُق قلبها بالألغاز

إنها « حضارة المايا »

لقد كانت شعوب المايا من أكثر الشعوب الغامضة والتي نقف أحيانًا عند تصرفاتهم مُتعجبين منها!

وبرعوا في الكثير من العلوم، مثل : الرياضيات، الفلك، العمارة، وغيرها من العلوم المُختلفة 

وكما كان المصري القديم يبني الأهرامات، فكانت شعوب المايا تفعل هذا تمامًا، ولكن الهدف مُختلف

هُناك عقائد مُختلفة، وطقوس غريبة يفعلونها

وهذا ما سيجعلُك تُفكر بعمقٍ شديد عن طبيعة ذلك الشعب

 

وكانت الأهرامات عندهم بمثابة المكان المُقدس الذي يستطيعون من خلاله ممارسة شعائرهم، والتعبُد لآلهتهم الأسطورية، وتقديم القرابين البشرية لها!

نعم مثلما قرأت تمامًا 

« القرابين البشرية » 

 

 

 

 

إقرأ أيضًا/ما هو الإليجوس؟ وتطور الشعر الغنائى اليونانى

 

 

 

 

 

والآن، سنذهب معًا لهرم من أهرامات شعُوب المايا

« هرم كوكولكان » ويُقال أيضًا معبد Kukulcan

أنظُر معي إليه، هذا الهرم بُني تقريبًا في عام ١١٠٠ ميلاديًا، وله أربعة واجهات، وكل واجهة بها ٩١ درجة بالإضافة إلى المصطبة الرئيسية

فيكُون إجمالي عدد الدرجات ٣٦٥ درجة بعدد أيام السنة

 

لم تتوقف الأسرار هُنا، فهُناك خفايا أخرى لهذا الهرم

في عام ١٩٩٨ بدأت الدراسات المُكثفة لكشف أسرار هذا المكان، وذلك بسبب ما يُقال عنه من المُحيطين به، فيُقال أن هُناك أصوات غريبة تصدُر منه، فحضر مجموعة من الباحثين وخُبراء الصوتيات ليعلموا حقيقة الأمر

فكانت المُفاجأة

قِف معي هُنا الآن عند قاعدة الهرم وحاول أن تُصفق بيديك 

أتسمع هذا الصوت!

لقد تخبّط صوت التصفيق في جميع درجات الهرم، ولكن نظرًا لعدم تشابه الدرجات سواء في الحجم أو في التجويفات، فكُل مكان سيُردد صدى التصفيق بصوتٍ مُختلف

وفي النهاية تندمج جميع الأصوات لِتُكوِّن صوتًا واحدًا فقط، وهو صوت طائر الكويتزل، والذي كان مُقدسًا عند شعوب المايا

لماذا طائر الكويتزل، وما مدى قُدسيته وعلاقته بهرم كوكولكان!

 

 

 

 

إقرأ أيضًا/مفتاح الحياة

 

 

 

 

 

إنه بمثابة « إله الهواء » عند شعوب المايا، بالإضافة إلى إرتباطه إرتباطًا وثيقًا بـ المعبود كوكولكان الذي بُني هذا الهرم له، وعلى الرغم من مرور الكثير من السنوات التي ظنّ فيها العالم بأكمله أن تلك الأصوات كانت بسبب خطأ هندسي في بناء الهرم، إلا أن العُلماء أثبتوا العكس، وجعلونا ننبهر بأسرارٍ عبقرية ومُرتبة ترتيبًا تامًا

أراك تتعطّش للمزيد من الغمُوض، فتلك هي طبيعتنا البشرية، الفضول والسعي خلف ما هو غامضٌ ومُبهم 

لأدُلُك على إعجازٍ جديد

 

إذا تساوى الليل مع النهار، تلك الظاهرة المعروفة بـ 

« الإعتدال الربيعي والخريفي » 

يحدُث هُنا ما يجعلك تقف مذهولًا لا تجد الإجابة المنطقية عمّا تراه

 

والآن نقف معًا أمام الهرم، في يومٍ من أيام موسم الإعتدال الربيعي، والشمس تُعلن للعالم بداية يوم جديد، إنها تسقُط الآن مباشرةً على أوجه الهرم الـ ٤ وعندما تغيب الشمس لحظة تلو الأُخرى فستترك أثرها

إنه الظِل المُتعرج الذي يظهر بجانب الهرم نظرًا لتعرُج درجاته، ونهايته هو رأس الثُعبان الحجري المنحوت في قاعدة الهرم 

يا لهُ من منظرٍ يجعلُك تشعر بالرهبة الشديدة، تلك الرهبة الغير مُفسرة السبب، ولكنّها تُسيطر على حواسك

والهدف هُنا حسب المُعتقدات الخاصة بشعُوب حضارة المايا 

 

الشعور بـ حضور المعبود كوكولكان، فيقف الجميع يرى الظل المُتعرج، مع صوت طائر الكويتزل المُقدّس

إذًا فلقد كانت كُل خطوة لمن سبقونا بتفكيرٍ عميق وليس عشوائي، بحسابات دقيقةٍ ومُنظمة تنظيمًا يُدهش العالم بأسرِه

وإذا عُدنا معًا إلى زمننا الآن، أعلم أن السؤال يُراودك تمامًا عن مُسمى المنطقة التي يقع بها هذا الهرم تحديدًا

إنها « المكسيك »

 

لم يكُن هذا هو اللُغز الوحيد عن حضارة المايا، ولن يكون آخر محطات الألغاز، إنه نُقطة في مُحيطٍ كامل من التساؤلات التي حيّرت العلماء في شتى الأوقات والأزمنة، ولكننا معًا نصِلُ إلى الحقيقة ولو كانت مُتخفية.