12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

عمر بن الخطاب رضي الله عنه

2020/09/21 10:02 PM | المشاهدات: 466


عمر بن الخطاب رضي الله عنه
ميرنا عبدالوهاب الغنام

 

ولد عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد عام الفيل بثلاث عشرة سنة وكان من أشراف قريش واسمه بالكامل هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن قرط بن زراح بن كعب بن لؤي أمير المؤمنين أبو حفص العدوي الفاروق وكُنيته : أبو حفص الذي كنّاه بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولُقب بالفاروق لإنه فرق بين الحق والباطل ، وأسند إليه السفارة في الجاهلية فكان مبعوث قريش إلى القبائل الأخرى في السلم والحرب ، أسلم عمر في السنة السادسة من البعثة.

وكثرت الروايات التي تروي قصة إسلام عمر - رضي الله عنه- ومن أشهرها عندما دخل على أخته وزوجها وكذا استماعه للقرآن من النبي - صلى الله عليه وسلم- وهو حلف أستار الكعبة ، يرجحون بعض العلماء أن السبب الأساسي في إسلامه هو دعاء النبي له عندما قال - صلى الله عليه وسلم- :" اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك بأبي جهل بن هشام، أو بعمر بن الخطاب ، قال : وكان أحبهما إليه عمر" وها هو الحبيب الصادق - صلى الله عليه وسلم- يبشر عمر بن الخطاب - رضي الله عنه- بأنه من أهل الجنة حيث رأى قصر عمر في الجنة.
وكان موقف عمر - رضي الله عنه- عند وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أن وقف صارخا يقول :" إن رجالا من المنافقين يزعمون أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- توفى وأن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ما مات ، لكن ذهب إلى ربه ، كما ذهب موسى بن عمران ، فغاب عن قومه أربعين ليلة " ثم رجع إليهم بعد أن قيل قد مات "  والله ليرجعن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم، يزعمون أنه مات ".

ومن أشهر الفتوحات الإسلامية في عهده:- 
أولا : إستكمال فتح العراق
عند إنسحاب خالد بن الوليد بفرقته من الجيش من العراق إلى الشام تاركا المثنى بن حارثة الشيباني وانتهز الفرس في العراق هذه الفرصة للإعداد للحرب لكن سرعان ما أرسل المثنى لعمر بن الخطاب -رضي الله عنه- لإمداده في الحرب وعلى الفور إلى أن أرسل المدد للعراق بقيادة أبو عبيدة بن مسعود الأفقي وخاض مع الفرس عدة معارك وهي معركة النمارك والسقاطية وموقعة الجسر ومعركة البويب وموقعة القادسية والمدائن ومعركة جلولاء وموقعة نهاوند ٢١٠ه/ ٦٤٢م.
* فتح بيت المقدس: فتح القدس أو غزوةالقدس جزء من الصراع العسكري الذي وقع في ١٦ هجرية بين الخلافة الراشدة الإسلامية والإمبراطورية البيزنطية وقد بدأت وقام جيش المسلمين بقيادة أبو عبيدة الجراح بمحاصرة القدس في شوال ١٥ هجرية وبعد ٦ أشهر ، وافق صفرونيوس على الإستسلام بشرط قدوم الراشدي في عام ١٦ هجرية ، سافر الخليفة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه- إلى القدس لتسلم مفاتيح المدينة ، هذا الفتح يؤكد السيطرة العربية على فلسطين والتي لم تهدد مرة أخرى حتي الحروب الصليبية ، وبعد الفتح الإسلامي للقدس سمح عمر لليهود بزيارة وممارسة شعائرهم الدينية في القدس ما يقرب ٥٠٠ عام .

ثانيا: الفتح الإسلامي لمصر
اقترح الصحابي عمرو بن العاص على الخليفة عمر بن الخطاب بفتح مصر بهدف تأمين الفتوحات وحماية ظهر المسلمين من هجمات الروم لكن عمر بن الخطاب رفض في البداية لكنه ما لبث أن وافق وأرسل لعمرو الإمدادات وكانت من أفضل وأهم الفتوحات في التاريخ الإسلامي.

وعندما شعر عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه في أيامه الأخيرة طلب من السيدة عائشة بأن يُدفن بجوار صاحبيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر الصديق رضي الله عنه فوافقت السيدة عائشة رضي الله عنها وبعد بضعة أيام توفى شهيدا فحزن عليه المسلمون حزنا شديدا وصلى عليه صهيب الرومي- رضي الله عنه - صلاة الجنازة إماما بجموع المصلين ، ولا نملك عند وداع هذا الصحابي الجليل إلا أن نقول له : جزاك الله عنا وعن الإسلام والمسلمين خير الجزاء فكم تعلمنا من سيرتك العطرة التي فاح عبيرها في الدنيا كلها وكم تعلمنا من مواقفك الخالدة التي سطرتها على جبين التاريخ بسطور النور .
(فلن ننساك أبدا ما دامت أرواحنا في أبداننا) .