في منتصف نهر النيل وبمحاذاة الحدود الجنوبية تقع جزيرة إجيليكا بمحافظة أسوان والتي تتضمن معبد فيلة بعد عملية الإنقاذ من الغرق في أعقاب بناء السد العالي، حيث أن مكان المعبد الأصلي في جزيرة تدعى فيلة على بعد ٥٠٠ متر من جزيرة إجيليكا، والتي اتخدها الإغريق والرومان قديمًا مركزًا رئيسيًا لعبادة إيزيس وذكرى أوزوريس.
ويرجع تسمية معبد فيلة أو فيلاي إلى اللغة الإغريقية حيث أنها تعني الحب أو الحبيبة، تخليدًا لأسطورة أوزوريس وحب وإخلاص إيزيس له.
أما حين دخل الإسلام أُطلق الاسم العربي على معبد فيلة من قِبل العرب باسم أنس الوجود والذي تعود قصته إلى قصة أنس الوجود الواردة في قصص ألف ليلة وليلة.
وتحتوي الجزيرة على عدة معابد منها لأمنحوتب وحتحور ونختنبو وبعض المعابد الرومانية الصغيرة التي بُنيت بجانب المعابد الكبيرة، وحجرة بين الصرحين الأول والثاني والتي وفقًا للأساطير فإنها للمعبود حورس وتسمى "الماميزي" بمعنى بيت الولادة، وأشهر معبد متواجد بالجزيرة هو معبد إيزيس ومساحته حوالي ربع الجزيرة.
وكانت أسطورة إيزيس وأوزوريس مصدر إلهام وإخلاص على مرّ العصور حيث تم الربط بينها وبين عدة أساطير أخرى، وأشهرها حكاية أنس الوجود وحبيبته ورد، من حيث النقوش التي تظهر على بوابة هادريان، التي تصور أوزوريس داخل قرص الشمس فوق ظهر التمساح يعبر إلى العالم الآخر، كما أن أنس الوجود كان فوق ظهر التمساح يعبر النهر حتى يصل إلى محبوبته ورد التي تدور أحداثها في جزيرة فيلة التي خلدت قصة عشق إيزيس وأوزوريس أيضًا.
وتحكي أسطورة إيزيس وأوزوريس أن الإلهة إيزيس زوجة الإله أوزوريس وإبنهما الإله حورس، وأخيهما الإله ست، قد كانوا أربعة أخوة وهم إيزيس وأوزيريس وست ونيفتيس، ووفقًا للأسطورة فهم كانوا أبناء الإله جب إله الأرض، والإله نوت إله السماء، وتزوج إيزيس أوزوريس، وست تزوج أخته نيفتيس .
وذكر أن إيزيس وأوزوريس كانا إلهين حقيقيين ولكنهما عاشا بين البشر فتطبعوا بطباعهم وأفكارهم ومشاعرهم .
وكان أوزوريس إله الخير فرعون مصر وأخوه الإله ست إله الشر الذي ملك الأراضي الصحراوية القاحلة، وكان ست شريرًا حاقدًا مما دفعه ذلك إلى قتل أوزوريس، للإستلاء على العرش، وحين عثرت إيزيس على جثه زوجها أوزوريس قد جاءتها رؤية بأنها حملت من روح زوجها وعندما عادت إلى مصر أختفت ومعها صندوق جثة زوجها خوفًا من ست، ولكنه تمكن من سرقة الجثة منها وقطعها إلى اثنين وأربعين جزءًا، ووزعها على مقاطعات مصر حينها حتى لا تعثر عليه .
لكن إيزيس تمكنت من جمع أشلاء أوزوريس، ويُقال وجدت قدم أوزوريس اليمنى و بعض الروايات يُقال انها وجدت قلبه في جزيرة بيجا وهي الجزيرة المقابلة لفيلة، فأقامت له فيها مقبرة رمزية اعتادت زيارتها يوميًا، وأصبح حينها أوزوريس ملكًا في مملكة الموتى.
وغرزت إيزيس في روح حورس ابنها روح الإنتقام وعدم الخوف فخاض حروبًا وصراعاتٍ مع عمه ست حتى انتصر واعتلى العرش، وكان مقر الحكم في جزيرة فيلة.
أما قصة وحكاية أنس الوجود التي وردت في حكايات ألف ليلة وليلة، فهي تدور حول عامل عاشق لابنة الوزير التي تبادله نفس المشاعر والرسائل ولكن سرعان ما يكشتف أمرها الوزير، فأسرع في إرسال ابنته ورد في صحبة وصيفاتها كسجينة في جزيرة فيلة، التي كانت محاطة بالتماسيح في ذلك الوقت، حتى لا ترى حبيبها أنس الوجود.
وحين يعلم أنس الوجود بوجود محبوبته يخرج باحثًا عنها في كل مكان ويسأل الجميع ويخاطب كل دابة ليتمكن من الوصول لها.
وتقول الحكاية أن أنس الوجود في رحلة بحثه عن ورد صادف العديد من الأحداث الغير سارة واستطاع بصدق حبه أن يتخطاها و ينتصر عليها، حتى يصل إلى جزيرة فيلة التي حبست بها ورد.
ولكن ليس مكتوبًا لفرحتهِ أن تكتمل فزادت خيبتهُ حين اكتشف أن الجزيرة محاطة بالتماسيح، ويظل أيامًا أمام الجزيرة بلا مأوى أو مأكل يغني ويبكي حتى أشفقت عليه التماسيح، وسمح له كبيرهم الذي يُدعى " سوبيك " أن يقف فوق ظهره ليعبر إلى المعبد ليرى حبيبته ورد السجينة.
ويتصادف أنس الوجود بالوزير الذي جاء في نفس ذاك الوقت لرؤية ابنته، فيري في عينيه حُبًا صادقًا مخلصًا، فبارك الوزير الزواج
