12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

|شمس مصر|.. الرضا صفة حميدة

2021/10/24 10:31 AM | المشاهدات: 478


|شمس مصر|.. الرضا صفة حميدة
فرحه أيمن

الرضا من الصفات الحميدة التي يتحلى بها الإنسان المؤمن البصير الذي يدرك زوال الدنيا وفناءها، وأن خير الدنيا ليس فيها إنما هو في الآخرة، وأن صبره على البلاء ورضاه بما قُسم له وثقته في ربه _عز وجل_ هو طريقه للجنة، وأن أشقى أهل الأرض وأرضاهم أولهم دخولًا للجنة، وأن من ملأ قلبه بالرضا منَّ الله_سبحانه وتعالى_ عليه وملأ صدره غنى وقناعة؛ فالرضا هو باب الله الأعظم ومستراح المتقين الصابرين القانعين

 

إقرأ أيضًا/حكم السرقة في الإسلام

 

تعريف الرضا

الرضا لغة: ضد السخط ومعناه الركون إلى الشيء وعدم النفور منه 

أما معناه اصطلاحًا: فهو طيب النفس عما يصيبها وهو ارتفاع الجزع والصبر على البلاء وتقبل القدر خيره وشره، ولمَّا كان أعظم رضا هو رضا الله سبحانه؛ خُصَّ لفظ الرضوان بما كان من الله عز وجل :((يبتغون فضلاً من الله ورضواناً)) -[الحشر:8].

 

 إقرأ أيضًا/العمل واجب ديني

 

اجتماع الرضا مع التألم:_

أكد علماء الدين أن اجتماع الرضا مع التألم لا يعتبر نوعًا من السخط أو التبرم؛ فالمريض يشرب الدواء كارهًا له متألمًا ولكنه راضٍ بما قسمه الله_عز وجل_ له، والصائم متألمًا من الجوع والعطش ولكنه راضٍ به تنفيذًا لأمر الله_عز وجل_ وكذلك البخيل الذي يدفع الزكاة متألمًا لفقد ماله لكنه راضٍ بذلك.

لذلك فإن اجتماع الألم مع الرضا لا يفسده كما نجد المبتَلى يتألم لبلائه ولكنه يحمد الله ويرضى به..فكلنا لدينا بلاء مختلف؛ سواءً في نوعه أو في شدته ولكن أصبرنا وأرضانا هو خيرنا يوم القيامة.

أقوال السلف والعلماء عن الرضا:_

يقول ابن قيم الجوزية: (وطريق الرضا طريق مختصرة قريبة جداً، موصلة إلى أجل غاية، ولكن فيها مشقة. ومع هذا فليست مشقتها بأصعب من مشقة طريق المجاهدة ولا فيها من العقبات والمفاوز ما فيها. وإنما عقبتها همة عالية، ونفس زكية، وتوطين النفس على كل ما يرد عليها من الله. ويسهل ذلك على العبد: علمه بضعفه وعجزه ورحمته به، وشفقته عليه، وبره به، فإذا شهد هذا وهذا، ولم يطرح نفسه بين يديه، ويرضى به وعنه، وتنجذب دواعي حبه ورضاه كلها إليه: فنفسه نفس مطرودة عن الله، بعيدة عنه. ليست مؤهلة لقربه وموالاته، أو نفس ممتحنة مبتلاة بأصناف البلايا والمحن).

ويقول مصطفى السباعي: الثبات على الصبر أشدّ من الصبر نفسه، والرضا بالحرمان أشدّ من الحرمان نفسه، وما كل صابر ثابت، ولا كل محروم راضٍ، ولا كل نائحة ثكلى، ولا كل عبوس حزين، ولا كل محبٍ متيّم. 

 

إقرأ أيضًا: إياكم ومحقرات الذنوب

 

أقسام الرضا:_

الرضا قسمان؛ رضا من العبد بالله، ورضا من الله عن العبد.

أما رضا الله عن العبد فبينه الله_عز وجل_ في نقاط عدة منها:_

١_الإسلام والإستجابة لأوامر الرسول _صل الله عليه وسلم_

٢_البراءة من الكفر والكفار.

٣_طلب مرضاة الله.

٤_الأمر بالمعروف.

٥_النهي عن المنكر وغيرها.

وأما رضا العبد بالله؛ أن يرضى به ربًا ويرضى بحكمه وشرعه.

أنواع الرضا:_

هناك نوعان من الرضا أحدهما محمود والآخر مذموم.

أما المحمود؛ فهو كرضا الله عن العبد، والرِّضا بما قسم الله_عز وجل_ والرَّسول _صل الله عليه وسلم_ ، والرِّضا عن العمل الصَّالح .

وأما المذموم؛ كالرِّضا بالقعود عن الجهاد ،والرِّضا بالدنيا، والرِّضا عن المنافقين ،والرِّضا مقابل الأخذ من الصَّدقات ، والرِّضا بالابتداع في الدين.

منزلة الرضا في القرآن الكريم والسنة:_

منزلة الرضا منزلة عظيمة؛ فقد رفع الله _تعالى_ منزلة الرضا فوق منزلة جنات عدن، فرضوان رب الجنة أعلى من الجنة بل هو غاية مطلب سكان الجنان، وهذا ما جاء في الآية الكريمة في قوله_تعالى_ ((وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾) [التوبة72]. 

ورضا الله تعالى هو أقصى ما يمتناه أهل الإيمان فقد قال _تعالى_ عن داود _عليه السلام_ وقد أُعطِيَ من الملك ما أُعطي:

 

(﴿فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ﴾) [النمل: 19].

وعن العباس بن عبد المطلب قال رسول الله ﷺ: ((ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد رسولًا)).

وتبين لنا الآيات منزلة المتقين الراضين بما قسمه الله لهم ومكانتهم في الدنيا والآخرة وما لهم من جنانٍ وقصورٍ في الآخرة.

ثمار الرضا:_

١_محبة الله_تعالى_ ورضوانه وتجنب سخطه.

٢_الفوز بالجنة والنجاة من النار.

٣_دليل على حسن ظن العبد بربه فتتجلى منزلته ويعظم أجره.

٤_دليل على صلاح القلب وحسن الإسلام.

٥_سبب من أسباب الراحة النفسية والروحية أن يعرف العبد أن خلف كل ابتلاءٍ خير وراحة وأجر عظيم

والأهم أن يكون الرضا خالصًا لله _عز وجل_ في ابتغاء مرضاته، ولا يكون منبعه من إكراهٍ أو حاجة مؤقتة ينتهي الرضا بانتهائها .

 

إقرأ أيضًا/الدنيا دار الفناء