12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

الشذوذ

2020/08/17 10:19 PM | المشاهدات: 1094


الشذوذ
عبير عبد اللطيف

لقد ترددت كثيرًا قبل التحدث في هذا الموضوع فقد يعتقد البعض أن تحدث فتاة في هذا الموضوع هو نوعًا من قلة الحياء وقد يصاب البعض بالخجل من ذكره لذلك سوف أبدأ كلامي بقول الله عز وجل "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة " وقال الله تعالى في آية أخرى "هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها "

أي أن الله سبحانه وتعالى عندما خلق سيدنا آدم عليه السلام خلق حواء من ضلعه لتكون زوجة له ويكونا سببًا في استمرار البشرية وجعل الله الزواج في جميع الشرائع السماوية هو أساس العلاقة بين الذكر والأنثى حتى يكون كلاً منهما ملجأ للآخر ويقضي كلاً منهما حاجة الآخر المعنوية والجسدية وأن ميل الذكر للأنثى والأنثى للذكر هي فطرة جلبوا عليها وما كان غير ذلك يعتبر منافي للفطرة الإنسانية والشرائع السماوية وهذا هو حديثنا اليوم الشذوذ .

 

قد قال الله عز وجل في قوم سيدنا لوط "ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين * إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم مسرفون "

هذا حال قوم سيدنا لوط الشذوذ وأقامة علاقات بين الرجال والتبجح بالأمر وكأنه شيء بالسهل الهين والطبيعي فعندما أرشدهم سيدنا لوط إلى نسائهم كان ردهم عليه " قالوا لقد علمت ما لنا في بناتك من حق وإنك لتعلم ما نريد "

وقد ذكر بعض المفسرين في هذه الآية أن النساء كانوا قد اكتفوا ببعضهن أيضا فعاقبهم الله أشد أنواع العقاب فقال تعالى في كتابه الكريم "فأخذتهم الصيحة مشرقين * فجعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل *إن في ذلك لآيات للمتوسمين" فقد كان عقاب الله لهم هو الدمار الشامل لهذه القرية وأهلها وللأسف الشديد فقد ظهر الشذوذ في بلادنا العربية وبكثرة والمنادات به وحقهم بممارسته فتجد هذان الشابان يخرجان بكل تبجح يعلنان علاقتهم ببعض وكذلك هاتان الفتاتان تفعلان المثل متمنين من الجميع المباركة والدعاء بالأولاد ما هذا الجنون والسفه لا أدري عن أي أولاد يتحدثون ولكننا رأينا حالات هكذا قد يعترض البعض أن بلدنا لم يحدث بها هذا الشذوذ سؤالي لك من يقوم باغتصاب الأطفال الذكور إذا أليس هذا شذوذ ؟وذاك الأب الذي يعتدي على طفله أليس شذوذً؟ وتلك المدرسة التي تعتدي على تلميذتها أليس شذوذ؟ وغيرهم الكثير من الأمثال .

 

الشذوذ هو كافة الممارسات غير الطبيعية والمخالفة للفطرة الإنسانية وينقسم إلى قسمين اللواط ويكون بين الرجال والسحاق وهذا بين الفتيات وهو سلوك حرام ومنفر وخطأ يصدر عن نفس مريضة ومنحرفة يستحق العقاب عليها من الله عز وجل وقد حرم الله سبحانه وتعالى هذا الفعل ويعتبر من الفواحش والكبائر فقد قال الله تعالى " والذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين *فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون " وقد قال رسولنا الكريم صل الله عليه وسلم: (ملعون من عمل بعمل قوم لوط) وقال رسول الله صل الله عليه وسلم أيضا (السحاق بين النساء زنا بينهن ) وقد ثبت أن سيدنا أبو بكر الصديق قام في عهده بحرق شخص قام بهذا الفعل الشنيع .

 

قد ربط البعض ممن يدعون له وأنه حرية شخصية أن الشذوذ جينات خلقت بالإنسان ليس له يد فيها فلماذا إذا الاضطهاد والمحاربة؟ ولكن ظهرت الكثير من الدراسات والتي أجريت في تلك الدول التي تدعو له أنه ليس له أي سبب جيني أو هرموني أو حتى وراثي والدليل على ذلك أنه قد يوجد توأمان متطابقان في كل شيء الجينات والهرمونات والشكل والهيئة وأحدهما شاذ والآخر طبيعي مائة في المئة .

 

هناك بعض السلوكيات قد تساعد في جعل الإنسان شاذ جنسيًا وللأسف معظمها تحدث في مرحلة الطفولة قد لا يلتفت لها الوالدين مثل . 

 

- غياب الأب أو العنصر الذكوري من حياة الطفل فيكون الطفل محاط بمجموعة من الإناث يقومون بتربيته و نشأته فيتأثر بهم وبطبيعتهن أو أن يرى الطفل في الأنثى مثل أعلى وقدوة فيتولد لديه رغبة أن يكون مثلها في كل شئ حتى طبيعتها الجنسية ويحدث داخله نفور من طبيعته الذكورية فيكون ذلك أول بذرة في تشكيل طبيعته .

 

- الألعاب التى قد يقتنيها الطفل قد تؤثر في ميوله الجنسية مثل تفضيل الطفل اللعب بألعاب شقيقاته الأكبر سنًا أو استخدام ملابسهم وأشيائهم الخاصة ولو على سبيل الهزار فتكرار هذه الأشياء قد تؤثر به بنسبة كبيرة .

 

- تعرض الطفل ( الذكر والأنثى ) للاغتصاب من أشخاص من نفس الجنس خاصةً إذا تكرر الأمر على فترات طويلة ولم يتم إنقاذ الطفل من هذا الاعتداء فقد يصاب الطفل في البداية بالصدمة والهلع والإنكار ولكن مع التكرار يتم التعود على الأمر وقد يجد فيه المتعة فيصبح شاذًا فالتجربة الأولى قد تكون عامل أساسي في تشكيل طبيعته وهويته .

 

الشذوذ لا يكون دائما من خلال السلوكيات ولكن هذه العوامل تساعد في تكوينه وبنسبة ليست ضئيلة لذلك يجب علينا مراعاتها، الشذوذ يكون سببًا في كثير من الأمراض التي لا يستطيع الغرب ولا شرق نكرانها مثل الإيدز مرض القضاء على المناعة كما أنه سببًا في انتشار الرذيلة والفجور وإنزال غضب الله عليهم .

 

عزيزي القارىء إليك بعض النصائح التي قد تحتاج إليها وتأخذ بها أو لا تأخذ فالأمر متروك لك .

 

- راقب طفلك جيدًا وراقب تصرفاته ولا تنشغل عنه بأشياء أخرى حتى تستطيع التدخل في الوقت المناسب إذا حدث أي خلل في شخصية طفلك وميوله واستشارة المختصين وتقويمه بالطريقة الصحيحة . 

 

- لا تتجاهل أمر رسولنا الكريم بالتفرقة في المضاجع بين الأبناء بدعوة أنهم من نفس الجنس ولدين أو بنتين ففي مرحلة ما قد يشعر الطفل بالحاجة إلى استكشاف جسمه ومكوناته وقد يفعل هذا بطريقة خاطئة مستغلاً من يشاركه في الفراش فإذا كانت الأمور المادية لا تسمح بذلك فعلى الأقل يكون هناك تفرقة في الغطاء فلكل واحدًا منهما غطاء منفصل .

 

- راقب ما يشاهدونه في مواقع التواصل الاجتماعي واليوتيوب فهذه الأشياء متاح فيها كل شيء وتعتبر قنبلة موقوتة قد تنفجر بك و بأسرتك في أي وقت .

 

- إذا حدث لطفلك أي نوع من أنواع الاعتداء لابد من عرضه على طبيب نفسي لكي يتلاقى العلاج والتأهيل المناسب لجعله شخصية سوية بدون ندوب وتشوهات شخصية .

 

- كن قدوة حسنة لأولادك واجعلهم أصدقاء لك حتى لا يخفوا عنك أشياء قد تضرهم، وكذلك الأم اتخذي من ابنتك صديقة حديثها في ما قد يشغل بالها حتى لا تلجأ لصديقة تضرها أكثر من أن تنفعها، تعرفوا على أصدقاء أولادكم وشخصياتهم عن قرب فالأصدقاء أكثر من قد يضروا ويقدموا نصائح خاطئة مستغلين جهل أصدقائهم .

 

وأخيرًا وقبل كل ذلك علم طفلك مراقبة الله في كل أفعاله وأقواله، وعلمه أن هناك حلالًا وحراماً ثواباً وعقاباً ولا تجعلهم يعيشون بمبدأ هذا صح وهذا عيب فكم من الأشياء التي حرمها الله تحدث في وقتنا هذا بمنطق الصح والعيب فهي حرام ولكنها ليست عيبًا فالكثير من الأشخاص يفعلونها وهذا قمة المهزلة، قربه من الله حبًا و شوقًا وليس تخوفيًا ورعبًا .

 

عزيزي القارئ طفلك هو ذرعتك وكل ما تملك في هذه الحياة فأعطي له كل ما يحتاجه من رعاية وحب واهتمام واحتواء وحماية حتى عندما يأتي وقت الحصاد تجده سندًا وعونًا وفخرًا في الدنيا والآخرة .

اقرأ أيضاً: الشذوذ إرادة أم فطرة

اقرأ أيضاً: ضحايا التنمر

اقرأ أيضاً: التحرش ينمو بالصمت