12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

مصر نيويورك أفريقيا

2022/12/16 01:45 AM | المشاهدات: 1262


مصر نيويورك أفريقيا
محمد فرحانه

مصر في كفة والعالم بأجمعه في كفة أخرى، فبينما يقيس العالم التكنولوجيا وما يتعلق فيها بالأجيال أراحت مصر تقيس مدنها بالأجيال قبل سنوات كانت مصر تبني مدن الجيل الثالث وحتى فترة قليلة بدأت ببناء مدن الجيل الرابع، واليوم هى تبني مدناً على طراز الجيل الخامس، وكما نشهد تطوراً متسارعا في التكنولوجيا يحدث ذلك في مصر لكن فيما يتعلق بالمدن أبوقير هى مدينة في ظاهرها لكن في تفاصيلها تكمن الأعاجيب والأسرار؛ في يوم الخامس عشر من نوفمبر في العام الجاري وعلى هامش مؤتمر المناخ اجتمع كبار المسؤولون المصريون وناقشوا إنشاء جزيرة إصطناعية قبيل ساحل الإسكندرية في مصر وأطلقو عليها إسم أبو قير تبلغ مساحة هذه الجزيرة في وضعها الحالي ٧٠ فداناً، وستبلغ مساحتها الإجمالية ١٤٠٠ فداناً وذلك بعد الانتهاء من ردم البحر ستشمل المرحلة الأولى بناء سلسة من الأبراج والفنادق الفخمة كما سيتم إنشاء أكبر ميناء تجاريا على البحر الأبيض المتوسط هو ميناء أبوقير الجديد .

 

وسيتم ربط أبوقير بباقي أحياء الإسكندرية عبر مترو، وسيتم وصلها بمدن أخرى من الجيل الرابع والثالث على ساحل البحر الأبيض المتوسط، كما ستقوم مصر بتحويل بهذا الخط الذي يعمل بالديزل إلى مترو كهربائي تصل تكلفة مشروع السكة وحدها ١.٥ مليار دولار، وسيصبح أول مترو يعمل بمحافظة غير القاهرة الكبرى، ولن يكون مترو أبو قير هو القطار الكهربائي الوحيد في المحافظة حيث سيتم تجديد ترامواي الرمل ليكون صديقاً للبيئة، وستضم مدينة أبو القير أيضاً مؤسسات تعليمية وأماكن جذب سياحية وفنادق فاخرة وأبراج سكنية ومراكز تسوق ومستشفيات ومراكز طبية ونوادٍ رياضية، وستصبح المدينة وجهة للأندية والمنتخبات الرياضية العالمية لأن مثل هذه الأماكن يفضلها الرياضون أكثر من غيرها.
 أما عن سبب بناء هذه المدينة فيعود إلى تحول مصر تدريجيا نحو الطاقة النظيفة وجائت قمة المناخ لتسرع من عمليات بناء العديد من المشاريع حيث قامت مصر بتوقيع اتفاقيات ب٨٣ مليار دولار من أجل مكافحة التغير المناخي، والتخفيف من الأثار الناتجة عن تغير المناخ؛ وتأتي مدينة أبو قير تزامناً مع صدور عدة تقارير تتحدث عن غرق مدينة الأسكندرية بعد إرتفاع منسوب مياه البحر.
 ويتوقع أن تحصل الدولة المصرية على عائدات بالمليارات من هذه المدينة التي ستكون قبلتاً للمستثمرين من جميع انحاء العالم تسعة عشر مليار جنيه هي الإستثمارات الأولية للبنية التحتية للمدينة، ستشارك أربع شركات مقاولات مصرية في التنفيذ بالمشاركة مع مكاتب هندسية أمريكية سيتم الإنتهاء منها في عام ٢٠٢٤ ولن يستغرق بنائها غير عامين فقط.

 

تعتبر مدينة أبوقير إمتداداً خطة مصر طويلة الأجل التي بدأت مع مدن الجيل الرابع، وذلك لجذب الإستثمارات الأجنبية، وخلق فرص عمل جديدة، وحتى اللحظة قامت مصر ببناء نحو ١٤ مدينة على طراز الجيل الرابع تتسع هذه المدن لأكثر من ٣٠ مليون شخص، وأبرز هذه المدن هى العاصمة الإدارية ،والتي بإمكانها أن تستوعب ٦.٥ مليون نسمة وبمجرد من الإنتهاء منها بدأت ببناء مدن الجيل الخامس، وكانت البداية مع مدينة أبو قير.
 تم بناء مدن الجيل الرابع على طراز معمارياً متطور يعتمد على الطاقة الحديثة ستساهم هذه المدن في جذب الإستثمارات الخارجية، وتم إختيار مواقع هذه المدن وفق خطط محكمة من أجل ربط محاور التنمية في مصر.
 فمن رأيك هل تنجح الدولة المصرية في خطتها التنموية الطويلة وتستحوذ على الجزء الأكبر من الإستثمارات في المنطقة؟