علاقة الفسيخ بشم النسيم

يعتبر الفسيخ من الأكلات المصرية التي اعتاد المصريون على تناولها في شم النسيم وهو عبارة عن سمك البوري المملح ويتم تناولة  نيء حيث يتم طهوه  في هذا الملح في ما يعرف بعملية التخمير. 

ولكن السؤال من أول من صنع الفسيخ وما علاقته بعيد شم النسيم؟

على حسب دراسة أثرية للعالم الأثري عماد مهدي فإن أول  من صنع  وتناول الفسيخ  هم المصريون القدماء منذ  2700سنة  قبل الميلاد وكان المصريون يقومون بوضع السمك في الملح ليحافظ عليه ويثني  لهم أكل السمك في الأوقات التي يندر  فيها الصيد وأصبحت أكلة شعبية يتناولها عامة الشعب. 
ولكن ما علاقة هذه الأكلة بعيد شم النسيم؟ 
 يقول العالم الأثري عماد مهدي أن كلمة شم النسيم أصلها كلمة شمو  المصرية والتي تعني عيد الحصاد عند المصريين القدماء حيث كان المصريون القدماء يحتفلون بعيد الحصاد وهو بداية فصل الربيع عندما يتساوى عدد ساعات الليل مع عدد ساعات النهار  فكانوا يقومون بتقديم الأسماك المملحة قرابين للآلهة كما أنهم كانوا يتناولون السمك المملح في هذا اليوم احتفالا بعيد الربيع وأنهم كانوا  يعتقدون أن في هذا اليوم هو يوم بداية خلق العالم كما هو منقوش ومدون على جدران المعابد حيث يقوم المعبود رع في هذا اليوم بالمرور في سماء مصر بالسفينة المقدسة ويستقر فوق الهرم الأكبر وعند الغروب يعود إلى الأرض صابغا  الأفق باللون الأحمر والذي يعد رمز لدماء الحياة  معلنين موت الآلة ست إله الشر. 
وعلى حسب تصريحات الخبير الأثري عبد الرحمن ريحان فإن شم النسيم  عيد مصري وليس له علاقة بأي ديانة سماوية حيث تزامن هذا العيد مع عيد الفصح اليهودي والمسيحي حيث اختار بنو إسرائيل الخروج من مصر يوم شم النسيم حيث استغلوا  انشغال المصريين بالعيد وخرجوا من مصر وقاموا بتناول السمك المملح بعد خروجهم من مصر. 

أما بالنسبة للمسيحية  فبعد فتح مصر على يد عمرو بن العاص وتم تغيير التقويم المصري إلى التقويم القمري تم ربط عيد شم النسيم بعيد الفصح المسيحي حيث أصبح الأقباط  يقومون بتناول الفسيخ بعد انتهائهم من الصيام. 
ولكن المصريون منذ القدم يتناولون الفسيخ حيث كان يعتقد المصريون القدماء كما ظهر في متونهم  المقدسة أن الحياة في الأرض بدأت في الماء  ويعبر عنها السمك وكما ذكر المؤرخ  الأغريقي هيردوت  أن المصريين كانوا يأكلون السمك المملح و يعتقدون أنه أكلة مفيدة. 
وحتى هذا اليوم يحتفل المصريون بعيد شم النسيم  ويتناولون فيه الفسيخ كما ذكر المؤرخ الإنجليزي إدوارد وليم عام 1834 أثناء زيارته لمصر ذكر أن كل فئات الشعب المصري يحتفلون بهذا اليوم ويخروج إلى المنتزهات والحقول الخضراء ويتناولون السمك المملح. 
وسواء كان هذا اليوم له علاقة بالدين اليهودي أو المسيحي أو ليس له علاقة وما هو إلا مجرد عيد عند المصريين القدماء يظل الشعب المصري يحتفل بهذا اليوم في تناغم لا فرق  بينهما بين مسلم ومسيحي