12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

البنات والروايات .

2020/08/09 09:53 PM | المشاهدات: 734


البنات والروايات .
عبير عبد اللطيف

لقد كثرت في الآونة الأخيرة روايات الفيسبوك الرومانسية من الدرجة الأولى وهذا ليس خطأ ولكن هل فكرنا يوماً في تأثير هذه الروايات على الفتيات وخاصة في فترة المراهقة التي تعيش الفتاة فيها بكل احساسها؟! 

 

فنجد هذه الرواية تصور الحياة الزوجية بدون مشاكل فالبطل الوسيم قوي الشخصية الذي رأى البطلة فأحبها من أول نظرة ويعمل كل شيء من أجلها ويكون ضعيف أمامها فتتخيل الفتاة أن هذه هي الحياة الواقعية وتترسخ هذه الفكرة لديها فعندما تتزوج تصطدم بالواقع وبأن الحياة الزوجية على النقيد تماماً فهي تتحمل المسؤولية وتتحمل مع زوجها كل شيء ولا تخلوا الحياة من الخلافات فيؤثر ذلك عليها وتحدث المقارنات بين ما كانت تتمناه وبين الواقع .

 

لا أعلم ولكني اعتقد أن هذه الحالمية عند بعض الفتيات قد تؤدي إلى الكثير من الخلافات وأحياناً الطلاق أنا لا أنكر حقها في الرومانسية وأن تكون سعيدة مع زوجها ولكن أيتها الفتاة تذكري أن كل شخص يختلف عن الآخر في تعبيره عن الحب فبعض الأشخاص ترى أن الحب أفعال وليس أقوال فليس شرطاً أن يكون زوجك بالطريقة التي تحلمين بها ممكن أن يكون بطلًا بطريقة خاصة رائعة لم تتخيليها يوماً بطلًا في حكايتك أنتِ حكاية أنتِ بطلتها .

 

 ليس هذا فقط فهناك بعض الفتيات تطلب أن يكون البطل عنيف يضرب البطلة و يعتدي عليها ثم يحدث الحب بينهما ويعيشوا في سعادة العنف في صورة ذهبية كما اُسميه ولكن عزيزتي الفتاة العنف لا يؤدي إلى الحب بل يؤدي إلى الكره والحقد والاعتداء عليها لا يؤدي إلى الحب بل يؤدي إلى الكراهية الشديد له وللذات فبالله عليكِ أي حب الذي يؤدي إليه العنف لا حب مع الإهانة وعدم الأمان والعنف اللفظي والجسدي فإذا أردتِ أن تعلمي ما يحدثه العنف فاذهبي إلى محكمة الأسرة سوف تجدين الآلاف من قضايا الطلاق والخلع سببها العنف والاعتداء على الزوجة ثم اذهبي إلى محكمة الجنايات سوف تجدين الكثير من قضايا قتل الزوجة للزوج بسبب عدم تحملها الضرب والإهانة التي كانت تتعرض لها فقررت أن تنتقم منه وتنهي حياته وتعرض نفسها للإعدام وآلاف قضايا ضرب من الزوج للزوجة أدى إلى موتها .

 

أنا لا أنكر هذا النوع من الروايات ولكن كل الإنكار للتأثير التي تحدثه على الفتاة العزباء وأيضاً المتزوجة فنجدها تتمنى أن يكون زوجها هو البطل وأن يفعل كل ما يفعله في الرواية وقد يكون زوجها أفضل من البطل بكثير ولكن لديها فكرة مقتنعة بها أنها تريد هذا البطل في حياتها .

 

عزيزتي الفتاة القراءة مهمة بكل أنواعها والروايات جزء لا يمكن نكره ولكن انظري إليها على أنها فاصل مثل الفاصل الإعلاني اسرحي معها في دنيا وردية رائعة جميلة من الأحلام وعيشي مع أبطالها وَتمني أيضاً كيف تشائين ولكن تذكري دائماً أن هذه ليست الحياة الواقعية 

 

وأنتن أيتها الكاتبات إني أوجه الشكر والتقدير للجهود التي تقدمونها ولكن تذكرن أن هناك فتيات كثيرة تتأثر بمؤلفاتكن فلا تقدمن لهم العنف الزوجي في صورة ذهبية تخدعهم قدموا من الخيال كيف تشاؤن ولكن راعوا تأثيركن في حياة الآخرين لا تلغوا كرامة المرأة وتذكروا أن هذا هو الحب فالحب أمان وحماية وحنان تفضيل الآخر على الذات وتضحية أيضاً ولكن مع المحافظة على الكرامة والشخصية والزواج مودة ورحمة واهتمام متبادل وليس عنف واعتداء. 

اقرأ أيضاً / الرجل التشيز كيك

اقرأ أيضاً/ رجال ولكن فر قعدة بنات

اقرأ أيضاً/ لا أدري من تكون