12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

كهف مجلس الجن

2024/03/28 03:34 PM | المشاهدات: 97


كهف مجلس الجن
انجي ماهر

كهف مجلس الجن ثاني أضخم كهف في العالم. يقع في محافظة مسقط ولاية قريات في سلطنة عمان، ضمن منطقة فنس (هضبة سلمى) تبلغ مسافة الطريق من الشارع العام إلى قريات صور (18 كم).

تبلغ مساحة أرضية الكهف 61 ألف م2،  وسعته 4 ملايين م3، أما طوله فيصل إلى 310 أمتار وعرضه 225 مترًا، وهو على هيئة قبة ارتفاعها عند الذروة وإلى أعلى نحو فتحة الكهف 120 مترًا. ورغم ضخامة حجمه إلا أن من الصعب اكتشافه من خارج في هذه المساحة الشاسعة، وكل ما يدل على وجوده من الخارج مجرد فتحات خمس تبدو غير ذات أهمية للناظر إليها من أحد جوانبه.

أقرأ أيضًا/من هم بنو الأفطس؟
اكتشف كهف «مجلس الجن» لأول مرة صدفة أثناء البحث عن الصخور الكربونية بغية اكتشاف احتياطيات مائية جوفية عميقة، وأول من هبط إلى داخل الكهف أحد خبراء التنقيب وهو (دون ديفيسون) في عام 1983م وذلك عبر الفتحة التي يبلغ عمقها 120 مترًا وهي أقل الفتحات ارتفاعًا بين الفتحات الثلاث، ثم قامت زوجته (شيريل جونز) في العام التالي 1984م لتهبط من أعمق فتحة (عمقها 158 مترًا). ثم جاء (دون جونز) بعد ذلك ليهبط من الفتحة الثالثة في عام 1985م.
يتطلب الوصول إلى فتحة الكهف جهدًا كبيرًا حيث يتوجب قطع مسافة 1,300 متر من الدروب الجبلية الوعرة تستغرق حوالي خمس ساعات تقريبًا، كما لا يمكن النزول داخل الكهف إلا بالحبال. وقد قدّر الجيولوجيون عمر (كهف سلمى) -كما يسميه البعض نسبةً إلى المنطقة الواقع فيها- بخمسين مليون سنة ويعد مستودع كنوز للحياة الطبيعية.

أقرأ أيضًا/كهف الجارة بالصحراء الغربية
كانت على جدرانه تُشاهد خيالات تتحرّك وتنتقل. ثمة من سمع أصواتًا تأتي من صوبه، وقيل إنّ «من دخل إلى جوفه لايعود»، وقيل أيضًا إنّ «المغيّبين في أعماقه مُحتجزون». كثيرة الحكايات التي نسجتها المخيلة الشعبية العُمانية حول «كهف مجلس الجن»، وكلّها تحاول تفسير معلم غريب في تكوينه الجيولوجي.

تقول إحدى الحكايات الشعبية إنّ امرأة صالحة تدعى سلمى، كانت تأكل من قوت يومها، وترعى خرافها، وحين غفلت عنهن، أكلهنَّ «النمرُ العربي»، فغضبت، ودعتِ الله عز وجل أن ينتقم من الجاني، فأرسلت السماء سبعة نيازك أدت إلى تكوّن الفتحات في جدرانه. قيل إنّ عدد النيازك توافق عدد الخراف، فسميت تلك الهضبة بهضبة سلمى، وأطلق على الكهف «مجلس الجن»، وسمي أيضًا «كهف سلمى».

أقرأ أيضًا/الملكة نفرتيتي
يتميّز كهف «مجلس الجنّ» بجمالياته الفريدة من البلورات والمنحوتات الجيرية والحياة الفطرية التي تؤهله لأن يكون مزارًا سياحيًا وعلميًا واعدًا، وهو ما تبنته وزارة السياحة العمانية بالفعل من خلال عملها الدؤوب على دراسة الخصائص الطبيعية والعلمية للكهف والجدوى الاقتصادية لتطويره واستقطاب الخبراء المتخصصين في هذا الشأن، وتهدف من وراء ذلك إلى تتويج هذه الجهود مستقبلًا في تهيئة الكهف ليكون معلمًا سياحيًا متاحًا لجميع فئات السياح