12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

الملكة نفرتيتي

2024/03/28 02:18 PM | المشاهدات: 75


الملكة نفرتيتي
محمود جلال اليماني

"الجميلة أتت" هكذا يعني اسمها، تلك الملكة التي تُعد حالة فريدة من بين قريناتها من ملكات قدماء المصريين،واحدة من أكثر النساء غموضًا وقوة في تارخ مصر القديمة.

 فالمرأة التى يعنى اسمها "المرأة الجميلة أتت" شاءت الأقدار الجميلة أن يكون لها حظ من اسمها فاحتفظت لها بأكثر التماثيل جمالا على مر العصور
سحرت نصفها الملايين وألهمت حب علم المصريات والتاريخ المصري

الملكة نفرتيتي 
 أكثر أسرار العصر القديم غموضأ تزوجت نفرتيتي الملك اخناتون، رائد الوحدانية في مصر القديمة، ويُعتقد أنها حكمت المملكة الحديثة مباشرة بعد وفاة زوجها، وقد مثلت فترة حكمها فترة اضطراب ثقافي هائل، حيث أعاد إخناتون توجيه البنية الدينية والسياسية في مصر حول عبادة إله الشمس آتون.

و كان لنفرتيتي دور كبير في مساندة زوجها بفترة العمارنة التي بدأها أخناتون وأيدته ونصرته وأصبحت شريكته في تغيير العبادة الدينية من إله آمون إلى عبادةإله الشمس"آتون" التي جسدت على شكل قرص شمس تخرج منه أيد بشرية تحمل علامة "عنخ" لقد رحبت نفرتيتي بالدعوة الدينية الجديدة وصارت من أقوى المناصرين لها ولعبت دورًا هامًا في دعم زوجها.

 كانت نفرتيتي فتاة تصغر اخناتون ببضع سنوات حين تزوجها  اقصر منه قامة وأجمل تكوينا وكان رأسها يرتفع فوق عنقها النحيل مثل زهرة اللوتس وكانت ملامحها  غاية في الجمال لها عيون واسعة مستطيلة وأنف مستقيم وشفتان مكتنزتان تطوقان فما رقيقا وذقن بديع المثال وكانت كاملة التكوين لدرجة نراها في التمثال الشهير والذي يمتل الجزء الأعلى من جسمها كامرأة متقدمة في السن وهو التمثال الذي عثر علية المستكشفون الألمان وتحديدًا في عام 1912  بقيادة عالم المصريات الألماني "لودفيج بورشاردت"، في مدينة"إخناتون"، أو "تل العمارنة" بمحافظة المنيا اليوم، والتي بناها الملك إخناتون  لتكون العاصمة ومقر عقيدة آتون التوحيدية، قبل أن يتم تدميرها ونهب قصورها و قبل أن يقوم توت عنخ آمون خلفه بنقل العاصمة ثانية لطيبة لإحياء عقيدة آمون.

وطيلة أكثر من قرن مضي، أثار تمثال رأس الملكة نفرتيتي الكثير من الدهشه والتساؤل، فتلك التحفة الفنية وجدت في منطقة صحراوية ضمن أنقاض ورشه أحد النحاتين  التي كانت تعلوها الرمال بمنطقه تل العمارنه  قبل أن يتم العثور علي أطلال مدينة عملاقة كانت يومًا عاصمة لمصر، تلك الأطلال ضمت مدينة هائلة زُينت جدران منازلها وأسوارها وقصورها بنقوش وزخارف بالغة الجمال والدقة، ما يؤكد أن تلك الفترة من تاريخ مصر كانت تشهد ازدهارًا، ولما لا وأن الاسرة الثامنة عشر هي أول أسر المملكة المصرية الحديثة، وهو العصر الذي وصلت فيه مصر القديمة إلى ذروة قوتها.
 
ولقد أصبح  التمثال النصفي الذي صُنع من الحجر الرملي الملون،رمزًا عالميًا للجمال الأنثوي والقوة
وبالرغم من أنها كانت تضع على رأسها التاج الطويل البسيط لن تنفلت من تحته خصلة واحدة من شعرها
التزيد من جمال خطوط وجهها فإنها تعتبر من
أجمل حسناوات العالم الشهيرات وما من دون شك في أن جمال نفرتيتي أصبح أسطورة.

ولقد تم تهريب رأس نفرتيتي من قبل العالم الألماني بورشات إلى ألمانيا عن طريق إخفائه ضمن عددٍ من القطع الفخاريةِ المحطمة وغير القيمة عبر إرسالها إلى مدينة برلين بهدف الترميم.

 وعمل خلال خروجه من مصر على طمس ملامح تمثال نفرتيتي وضع عليها الجبس لتضليل معالمها.

 وقال لهيئة الآثار إن هذا رأس غير محدد ، رغم علمه أنه رأس نفرتيتي ، وهكذا خرجت الرأس إلى ألمانيا .

أن مصر بذلت جهدًا كبيرًا لإعادة رأس "نفرتيتي" إلى البلاد مرة أخرى ،والتي كانت من بينها أحد الوفود برئاسة رفاعة الطهطاوي وكانت الرأس سوف تعود إلي مصر لكن بعد ما الأمر اتعرض على هتلر والتقي برأس نفريتي .وقع في حب نفرتيتي وقال لهم: لا ،" ستبقى في مكتبي حتى أموت ".


اقرأ أيضا/الشاعر العباسي أبو نواس


نفرتيتي سيده النساء:

 "أنت لست الوحيدة التي خلقها الإله في الدنيا لكنك أنت الوحيدة التي خلقها الإله في قلبي
الملك أخناتون مخاطبأ زوجته نفرتيتي»
 فهي مليحه المحيا، بهيجه التاج، صاحبة الريشتين تلك التي إذا ما أصغي إليها الإنسان طُرب، سيدة الرشاقة، ذات الحب العظيم، تلك التي يسر رب الأرضين سماعها، حتي أن اخناتون كان يفضل أن يطلق عليها اسم سيده جميع النساء. أنها«نفر نفرو آتون» فأصبح معنى اسمها الكامل «جميلة هي محاسن آتون، الجميلة أتت»
سيدة الحسن الجميلة والزوجة الملكيةالعظمی
ولقد ذهب البعض إلى التدليل عن أصلها الأجنبي استنادا إلى معنى الاسم، بينما يرى البعض أن الاسم مصري ولا يوجد سبب أن نفترض أن الاسم يعنى أنها من أصل أجنبي وخاصة إذا عرفنا أن أسماء الإناث المصريات قد اتسمت بطابع العذرية 

أما الألقاب الملكية التي أغدق بها عليها اخناتون
والتي تظهر في نقوش مقابر تل العمارنة فهي
سميت بالعديد من الألقاب ، فهي أميرة وراثية  تسبيح عظيم ، سيدة نعمة ، حلوه الحب ، سيدة الأرضين ، زوجة عظيمة لملك ، محبوبته وسيدة كل النساء .


اقرأ أيضا/التاريخ الاسلامي على فترة زمنية طويلة

 
عائلة الملكة نفرتيتي ونسبها: 

يعتقد بعض المؤرخين أن الملكة نفرتيتي هي ابنة "آي"، أحد كبار المستشارين، وقائد الجيش، وزوجته الملكة "تي" غير الحاكمة، وإن كانت تلك النظرية تواجه مشكلة كبيرة لدي المؤرخين، خاصة وأن الوثائق والنقوش لم تقول صراحة أن "أي" و"تي" هما والد ووالدة الملكة نفرتيتي، غير أن "تي" هي في واقع الأمر والدة نفرتيتي في الرضاعة ومربيتها الخاصة، لذا يري بعض المؤرخين أن لوالدها "آي" زوجة أخري تُدعي "لوي"، إلا أن كل تلك الآراء لم تخرج عن كونها مجرد افتراضات لم يدعمها 
اي سند حقيقي.

 لا نعرف فعليه شئ عن والديها حيث أنهما لم يردا في أي نص وهناك الكثير من الآراء و الاستنتاجات
أصلها فالبعض يعتبرها أميرة وراثية باعتبارها ابنة لأمنحتب الثالث والملكة (تي) أو أن أباها أمنحتب الثالث بزواجه من ابنته (سات
آمون) قد أنجب الوريثة نفرتيتي والتي تزوجت
أخيها أمنحتب الرابع سوف تدعم حقه في من وراثة العرش تبعا للتقاليد بمعنى أن أباها أمنحتب الثالث وأمها لم تكن الزوجة الرئيسية أي أنها أخت غير شقيقة أمنحتب الرابع غير أن علماء المصريات لم يعثروا علي اي دليل 

يعتقد البعض أن الملكة نفرتيتي من أصل آسيوي وأنها تنتسب إلى أسرة أجنبية غير معروف موطنها الأصلي وكما جرى العرف في مصر القديمة اختارت لنفسها اسما مصريا بعد أن استقرت في البلاد أو أنها أميرة "ميتانية" أرسلت إلى البلاط الملكي للملك من غرب آسيا وربمانفس الأميرة الميتانية (تاد خيبا) ابنة (توشراتا) والتي أرسلت التتزوج من أمنحتب الثالث تم ورثها الابن عنا لأب ويعتمد أصحاب هذا الرأي على ما يرونه من أن ملامح نفرتيتي أجنبية وإلى أن اسمها الجميلة قد أتت ومن ناحية أخرى على تعصبها للعبادة الأجنبية التي تزعم أصحاب هذا الرأي أنها عبادة من أصل أسيوي ولكن نقف ضد هذا الرأي ثلاث قرائن هي
1. أن زواج الملوك بالأميرات الأجنبيات كان يحدث لأمور سياسية.
2. أن اسمها الذي يعني الجميلة قادمة اسم مصري ولا يمكن أن يكون من میتانی أو أصل أجنبي
3. أن مرضعتها مصرية
4. أن لنفرتيتي أخت مصرية هي( موت نجمت)
زوجة حور محب الذي أصبح ملك فيما بعد في
نهاية الأسرة الثامنة عشر.


اقرأ أيضا/شونة الزبيب بصعيد مصر

أبناء الملكة نفرتيتي:

 يتفق معظم علماء المصريات بأن أمنحت الرابع لم يكن له من زوجته الرئيسية نفرتيتي أبناء ذكور، فقد أنجب الزوجان بنات بلغ عددهن 6 وهن
1-الأميرة ميرت آتون
ويعني اسمها محبوبة آتون وتظهر في النقوش
طفلة تتدرج في عامها الثاني من حكم والدها
عندما بدأ في بناء معبد آتون بالكرنك حيث ظهرت في النقوش المبكرة مصاحبها لأمها الملكة نفرتيتي 

2-الأميرة (مکت آتون)
ويحتمل ولادتها في طيبة في العام الرابع من
حكم أبيها حيث ذكرت (مکت آتون) وأختهاالكبرى "مريت آتون" على ثلاث من لوحات الحدود التي يرجع تاريخها إلى تلك الفترة ويبدو أنها قد توفيت في العام الثاني عشر من الحكم

3-الأميرة  (عنخ اس ان با آتون) حياة آتون وقد ولدت نحو العام الثامن من حكم أبيها ولدينا نقش من نصوص لوحات الحدود المؤرخة بالعام السادس من حكم اخناتون 

4-الأميرة نفر نفرو آتون تاشوی
ويعنی أسمها جميلة جميلات آتون الصغرى ولا
نعلم عنها شئ وكل ما نعلمه أن ملك بابل أرسل
خطابا إلى اخناتون نفهم منه أن إحدى بنات
اخناتون كانت زوجة لأحد أولاد هذا الملك ولكنها كانت تسكن في قصر والدها ولابد أن هذا الزواج كان بالوكالة ولم يكن في بنات اخناتون ما هي في سن الزواج إلا كبراهن ونحن نعلم أنها تزوجت من سمنخ كارع فمن المحتمل أن هذا الأمير البابلي قد تزوج من احد صغيرات بنات اخناتون ولكنه في الوقت نفسه أبقاها عند والدها

5-الأميرة :نفر نفرو رع
ويعني اسمها (جميلة جميلات رع)

6-الاميرة: ستب آن رع
ويعني اسمها باللغة المصرية القديمة (المختارة
من رع)

ويمكن القول من أن بنات نفرتيتي الست قد ولدوا أثناء السنوات التسعة الأولي من حكم أبيهن وذلك اعتمادا على اسم المعبود آتون والذي يبدو أن اعتراه التغيير حوالي العام التاسع من حكمه ولقد تميز الثلاثة الأوائل منهن بأهمية اکبر بينما الثلاث بنات الأخريات الصغار فلسنا نعرف عنهن كثيرا 

إن العائلة الملكية في ذلك العصر احتلت مكانة متميزة في دولة أخناتون ودعوته وتظهر العائلة الملكية في ذلك العصر في مناظر جديدة لم تعرفها مصر القديمه من قبل فقد لعبت تلك المرأة الكثير من الأدوار المهمة في الحياة الدينية والسياسية في مصر، فقد جلب تحول أخناتون الديني معه العديد  من التغييرات جذرية في التقاليد الدينية والاجتماعية والفنية، وكانت نفرتيتي تتميز بجانب جمالها وجاذبيتها بشخصيه قويه، فكانت ذات تاثير واضح على زوجها، وقد نُقشت صورها بما يشبه صور اخناتون، لذا نجد عدم تناسق في شكل ذات البطن الكبير، وعلى جدران المقابر والمعابد التي بنيت في عهد إخناتون، تم تصويرها جنبًا إلى جنب مع زوجها، وبنفس حجمه، وهو ما لم تشهده أي ملكة أخري من قبل، وهو ما فسره المؤرخين بأنه كان واقعا تحت تأثير الحب والوله لها، حتي أنها كانت تصور وهي تضرب الأعداء مثل الملك.

وكان للملكة نفرتيتي دور بارز في التاريخ المصري القديم إذ انتزعت مكانة دينية متميزة عندما نصبت كاهنة تقدم القرابين للإله آتون والذي بعد خمس سنوات من حكم إخناتون أصبح هو المعبود الأكثر شعبية بين المصريين القدماء.
 
وانتقل أخناتون ونفرتيتي إلى مدينة "آخت آتون" في تل العمارنة بالمنيا التي جاءت منها التسمية بـ "عصر العمارنة"واعتقد البعض أن نفرتيتي قد تكون  اختفت في حوالي العام 12 من حكمه حين توفيت إحدى بناتهم وهي ميكيت-أتون، وقد صور حزنهم عليها في بعض الرسوم الحائطية وبعد وفاة ابنتهم اختفت نفرتيتى من البلاط الملكى وحلت ابنتها ميريت أتون محلها وحصلت على لقب الزوجة الملكية العظمى بعد العام الثاني عشر لحكم أخناتون اختفت نفرتيتى ولم يوجد أي ذكر لها ويعتقد أنها توفيت ودفنت في مقبرة بأخت أتون ويعتقد أيضا أن توت عنخ آمون نقل مومياءها مع والده أخناتون عندما هجرت أخت أتون غير أن الاكتشافات الحديثة أكدت أنها ذُكرت على بعض آثار زوجها بعد العام 12وأن زوجها حكم منفردًا وربما حكمت نفرتيتي بعد وفاة أخناتون قبل توت عنخ آمون

قامت نفرتيتي بتغيير اسمها عدة مرات وكتبت اسمها مثل الملوك داخل خرطوشين موازيين بعضهما البعض وكانت هناك رسالة بعثتها ملكة مصرية إلى ملك الحيثيين تطلب منه أن يرسل لها أحدًا من أبنائه كي تتزوجه واعتقد بعض العلماء أن نفرتيتي قد تكون هي من أرسلت هذه الرسالةولكن البعض الآخر يعتقد أن من أرسلت هذه الرسالة هي عنخ إس إن آمون أرملة توت عنخ آمون

وهناك أسئلة كثيرة حولها ما تزال دون إجابة مثل تاريخ وفاتها ومكان موميائها
أما عن وفاة الملكة نفرتيتي فلازالت الأدلة غير
قاطعة في ميعاد وفاتها فالبعض يرى أنها عاشت حتی تولی توت عنخ آمون عرش البلاد بتأييد من نفرتيتي وحاشيتها والبعض الأخر يرى أنها كانت حية على الأقل حتى وفاة زوجها واحتمال أنها دفنت في المقبرة الملكية بالعمارنة.

ومنذ ذلك الحين وهناك محاولات كبرى للكشف عن مقبرة نفرتيتي جميعها باءت بالفشل خاصة بعد اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون منذ 120 عاماً بالصدفة  ولكن دون جدوى