12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

التاريخ الاسلامي علي فترة زمنية طويلة

2024/03/28 02:02 PM | المشاهدات: 59


التاريخ الاسلامي علي فترة زمنية طويلة
بسمله سامح المنشاوي

امتداد التاريخ الاسلامي:-
يمتد التاريخ الإسلامي على فترة زمنية طويلة تغطي معظم العصور الوسيطة على مساحة جغرافية واسعة تمتد من حدود الصين في آسيا إلى غرب آسيا وشمال أفريقيا وصولا إلى الأندلس.
 ويمكن اعتبار التاريخ الإسلامي يمتد منذ بداية الدعوة الإسلامية بعد نزول الوحي في شبه الجزيرة العربية على النبي محمد بن عبد الله بمكة ثم 

تأسيس الدولة الإسلامية بالمدينة المنورة مرورا بالدولة الأموية في دمشق التي امتدت من حدود الصين حتى جبال البرانس شمال الأندلس ثم الدولة العباسية بما تضمنته هذه الدول الإسلامية من إمارات وسلطنات ودول مثل السلاجقة والبويهيين وفي المغرب الأدارسة والمرابطون ثم الموحدون وفي بلاد الشام الحمدانيون والزنكيون وغيرهم أخيرا في مصر الفاطميون وفي الشام ومصر مثل - الأيوبيون والمماليك ثم سيطرة الدولة العثمانية التي تعدّ آخر الإمبراطوريات التي كانت تحكم باسم الإسلام على امتداد رقعة جغرافية واسعة وكانت تلك الإمبراطوريات التي ذكرت قد حكمت رقع واسعة من البلاد غير العربية فوصلوا إلى بلاد ما وراء النهر شرقا وفرنسا وإسبانيا غربا.

اقرا ايضًا/شونة الزبيب بصعيد مصر
الدين والدوله في الاسلام
منذ البداية تميز الإسلام بأنه أكثر من دين ينظم العلاقة بين الإله كخالق وبين الإنسان كمخلوق كما تفعل معظم الأديان الأخرى فقد قام الرسول محمد ﷺ منذ بداية نزول الوحي «القرآن الكريم» بتأسيس المسلمين بشكل جماعة برزت منذ أيام الاضطهاد المكي لتتطور إلى مجتمع وما يشابه الدولة في المدينة المنورة. 
وهناك في المدينة تتابع نزول الوحي منظما علاقات الأفراد المسلمين «مهاجرين وأنصار» بين بعضهم البعض وبين أفراد الأديان الأخرى «اليهود في المدينة» وكل هذا يجعل من الإسلام دينا جماعياً حتى أن عباداته بمجملها تقوم على فكرة الجماعة والتضامن في المجتمع إضافة إلى تحديد علاقة الإنسان مع الخالق والطبيعة مما يجعله دينا 

ذا جانبين: روحي ديني، واجتماعي سياسي.

اقرا ايضًا/الملك بطليموس الأول
تفسير التاريخ الإسلامي
تختلف وجهات النظر التي تحاول شرح وتفسير التاريخ الإسلامي بكل تعقيداته وزخمه بالأحداث والثورات والقلاقل، حسب الخلفيات الأيديولوجية التي يتبناها المحللون والأدوات التحليلية التي يستخدمونها.

في العصر الحديث بعد ما يسمى بعصر الصحوة كانت هناك توجهات واضحة من قبل المؤرخين المعروفين بالقوميين لتفسير التاريخ الإسلامي على أنه تاريخ عربي محض، في ذات الحين نرى أيضا مؤرخين شيوعيّين يميلون لرؤية التجاذبات السياسية والعسكرية في مجمل التاريخ الإسلامي بوجهة نظر ماركسية تغلب العوامل الاقتصادية والصراع الطبقي فوق كل اعتبار آخر، أما المؤرخون العلمانيون فكانوا يحاولون جهدهم لمنع إدخال العامل الديني ضمن تفسير الأحداث وكانت جهودهم تتركز على إعادة استكشاف ما يدعى بالتاريخ الجاهلي باعتبار أن بذور النهضة العربية بدأت في ذلك العصر وما الإسلام إلا بذرة التطور في الفكر العربي.

بين كل ذلك الاختلاف على تفسير الأحداث بقي المؤرخون ذوو التوجه الإسلامي يناضلون لإثبات تفرد الإسلام كدين أحدث ثورة اجتماعية وحضارية منحت العرب دولتهم وحضارتهم وهذه حقيقة لا جدال فيها ويؤكدون على تسامح الإسلام ووصول العديد من الأعراق الإسلامية الأخرى إلى سدة الحكم.
 كما يؤكد هؤلاء المؤرخون على أن بعثة النبي محمد بن عبد الله كانت نقطة فارقة أحدثت انقلابا في تاريخ المنطقة خصوصًا والعالم عمومًا.
 لكن نقطة الضعف الأساسية أنهم يقدمون بعد ذلك توصيفا للأحداث دون تفسيرها فبعض السنة تؤكد على عدم الخوض في تفاصيل أحداث فتنة مقتل الخليفة الثالث عثمان بن عفان والخلاف بين معاوية بن أبي سفيان وعلي بن أبي طالب باعتبار الاثنين من الصحابة وكلاهما مغفور لهما، أما الفريق الآخر من أهل السنة والجماعة فيؤكد خطأ معاوية في الخروج على علي ويثبتون أحقية علي بدلالة انتخابه وبيعته.
 على الطرف الآخر النقيض يقف الشيعة موقفهم المعروف من دعم علي وآل بيته في خلافة المؤمنين بتقرير رسول الله محمد بن عبد الله جاعلين الخلافة شأنا شرعيا بخلاف نظرية السنة التي تجعل الخلافة أمرا سياسيا يتفق عليه المسلمون وينعقد بالبيعة.

يمكن تصنيف العوامل التي تلعب دورا رئيسيا حسب تفسير عبد العزيز الدوري إلى:

عوامل عقائدية: تلعب فيها أمور الدين والعقائد دورا أساسيا.

عوامل ثقافية: فالثقافات والعادات المختلفة سواء الموجودة مسبقا عند العرب مما يدعى بالعادات القبلية والبدوية أو العادات التي صادفوها عند انتشارهم في الأقاليم المجاورة مثل الموروث الفارسي والكسروي والموروث الروماني واليوناني

عوامل حضارية فلسفية: تشكل مجموع العلوم والفلسفات التي تلقاها المسلمون عند اختلاطهم 

بالشعوب الأخرى وهي أساسا: الفلسفات الهندية والفارسية واليونانية.

عوامل اقتصادية: فالمال والثروة طالما كانت ذات دور رئيسي في الكثير من الحروب والنزاعات التي رسمت تاريخ الجنس البشري.
يعتمد عابد الجابري تصنيفا مشابها في كتابه العقل السياسي العربي حيث يقوم بدراسة التاريخ الإسلامي حسب محاور 

ثلاثة:«العقيدة، القبيلة، الغنيمة» كما يدخل أيضا المدخلات الغريبة من عادات حكم وتقاليد فارسية ويونانية رومانية.

اقرا ايضًا/كهف الهوته بسلطنة عمان
ظهور الإسلام
توفي رسول الله محمد بن عبد الله عام 632 بعد أن وحد شبه الجزيرة العربية تحت راية الإسلام.
 محمد بن عبد الله والتسلسل الزمني للإسلام في القرن 6 م
كانت الجزيرة العربية قبل ظهور الإسلام مجموعة من القبائل العربية والبدو الرحل ينتظمون في قبائل. 
ويعدّ الولاء للقبيلة وتحالفاتها الأساس في تنظيم المجتمع العربي «مفهوم العصبية». 
كانت الغالبية العظمى تدين في مكة بالوثنية إضافة للديانة اليهودية في يثرب والمسيحية في نجران ونجد وكانت مكة مركزا دينيا يؤمه العرب من كل صوب لأداء الحج إلى البيت الحرام الذي بناه إبراهيم.

في هذا الجو ظهر محمد ليجهر بالإسلام وكان أهم تأثير سياسي للإسلام أنه استطاع إقامة دولة في المدينة المنورة يسودها تشريع يحكم الجميع ووثائق ومعاهدات مع يهود يثرب الذين كانوا يسكنون المدينة. 
لاحقا استطاع المسلمون هزم المشركين في عدة معارك وفتحت مكة قبل وفاة رسول الله ﷺ بعامين فحطمت أوثان العرب التي كانت موجودة في الكعبة وأعلن التوحيد.

التوحيد الذي جاء به الإسلام لم يكن دينيا روحيا فقط بل كان أيضا اجتماعيا سياسيا، فالجزيرة العربية كلها دخلت في عقيدة واحدة وأصبح لها كيان واحد وقبلة واحدة وإله واحد هو الله. 

في حين ضعفت العصبيات القبلية والمطامع المادية في تلك الفترة مؤقتا قبل أن تعود للظهور بعد أن حقق المسلمون انتصارات مهمة لإسقاط دولة الساسانيين وفتح بلاد الشام.