يعد كتاب الإيمي دوات imy-dwAt "كتاب الحجرة الخفية التى تقف فيها أرواح الآلهة والظلال الخيرة" من الكتب الدينية في مصر القديمة ،
وهو من أهم الكتب الدينية التى سُجلت على جدران المقابر الملكية منذ بداية الأسرة الثامنة عشرة ، وكان يُمثل الزخرفة الوحيدة لحجرات الدفن ويُعد أقدم كتب عصر الدولة الحديثة وظهر فى ستة عشرة مقبرة ملكية ، بالإضافة لمقبرة الوزير "وسر آمون" من عهد الملكة "حتشبسوت".
ظهر لأول مرة فى مقبرة الملك "تحتمس الأول" فى وادى الملوك ، وفى مقبرة الملكة "حتشبسوت" (KV 20) ، وإن كانت ترجع الخطوات الأولى لهذا الكتاب قبل ذلك بكثير ثم ظهر الكتاب كاملاً فى حجرة الدفن بمقبرة الملك "تحتمس الثالث" ، ومقبرة وزيره "وسر آمون" ثم مقبرة "أمنحتب الثانى" الذى وضع ساعات الكتاب كاملة فى تتابع ، ووضع النسخة المختصرة فى النهاية
سجلت الساعة الأولى منه فى مقبرة "توت عنخ آمون" ، بينما وضعت أجزاء من ساعتين آخرتين على واحدة من المقاصير الذهبية.
تم تسجيل الكتاب فى حجرة الدفن فى مقبرة سيتى الأول ومنذ عهد رمسيس الثالث والساعتين الرابعة والخامسة منه استمر تسجيلهما فى الدهليز الثالث واستمر الكتاب حكراً على الملوك فقط ، حيث لم يظهر خلال الأسرة الثامنة عشرة فى أية مقبرة فردية باستثناء مقبرة الوزير "وسر آمون" من عهد تحتمس الثالث ، والذى كان ذو مكانة خاصة لدى الملك ، مما كان له الأثر فى منحه الحق فى تسجيل هذا الكتاب داخل مقبرته ، واستمر الأمر حقاً ملكياً حتى الأسرة العشرين ، ومع بداية الأسرة الحاديه والعشرين ووصول كهنة آمون فى طيبة للحكم ، فقد أخذوا هذا الحق وسجلوا أجزاء من هذا الكتاب فى مقابرهم أو على توابيتهم.
إقرأ أيضا/منجم السكري بمرسى علم
ماهي بوابات العالم الاخر؟
ان العالم الآخر وطبوغرافيته ما هو إلا صورة بنت حلوه مشوهة لما تألفه علي الارض كل شئ فيه كبير اكبر من مثيله في الحياة الدنيا وابعاده تقاس بالمقاييس المقدسة التي اكبر بكثير من المقاييس الملكية فأبعاد العالم الآخر كما يصفها کتاب الامي دوات تتجاوز كل الأبعاد الأرضية فمجرد طول المنطقة العازلة المؤدية الى العالم الآخر الحقيقي اكبر من طول كل وادي النيل الي ما تحت الشلال الثاني وتجدر الاشارة بأنه حتي الزمن له ابعاد اخري في العالم الآخر فالساعة الواحدة للرحلة الليلية تعادل عمرا کاملا علي الأرض وفي هذا العالم تكون كل الاشياء معكوسة فالواقع أن الشمس تسير معكوسة كي تعود للظهور في الأفق الشرقي وكذلك كل الكائنات تسير معكوسة في الثعبان الضخم الذي يعيد الميلاد من الذيل الي الفم مما يؤدي الي ان يتحولوا من كبار الي اطفال صغار وحتي النصوص الجنازية القديمة تبدي من أن يضطر الشخص في ذلك العالم الي ان يمشي فوق راسه او ياكل فضلاته الي جانب ان عملية الهضم مقلوبة ايضا وكثيرا ما تشير النصوص والتصوير الي المياة المقلوبة أو المعكوسة في طبيعة مملكة الموتي الي جانب الاتجاه المعتاد للكتابة الهيروغليفية فنجد فقرات كاملة من كتب العالم الآخر لابد من قرأتها بطريقة معكوسة بوابات العالم الآخر ربط المصريين القدماء الموت بالظواهرالطبيعية خاصةفقد كانت دورة الشمس بمثابة الحياة بعد الموت فقد كان للشمس ثلاثة حالات مرتبطة بأسماء الهة الشمس فالشروق هو "خبري" و الظهر "رع" أما الغروب فهو "اتوم" يحكي الأمي دوات عن دورة الشمس اثناء ساعات الليل الاثني عشر فهو مقسم ۱۲ جزء كل جزء يمثل ساعة من ساعات الليل
تبدأ دورة الشمس في العالم الأخر في مركب الإله رع بعبور البوابات ولكل بوابة إله يجب على المتوفي معرفة جميع الآلهة كما يجب عليه معرفة جميع الاشكال و النصوص التي تقابله خلال رحلته لينعم بحياة سعيدة في العالم الاخر كما يلقى المتوفي عوائق مختلفة أثناء الرحلة وعليه أن يتخطاها جميعا
إقرأ أيضا/سعي اليهود لإقامة وطن لهم
اما عن وصف الساعات *
-الساعة الاولى : تدخل مركب الاله "رع" في الافق الغربي ، ما يسمي ب"الأخت" الذي ينقل بين النهاروالليل
-االساعة الثانية والثالثة : تعبر المركب بحر كبير
- الساعة الرابعة : تصل المركب إلى ساحل رملي ويقابل الاله سوكر صقر العالم السفلى
- الساعة الخامسة : تصل المركب إلى مقبرة "أوزوريس ويوقد تحتها بركة من النار ويغطي المقبرة هرم تظهر الالهتين "ایزیس و نفتيس في هيئة حدأتين
- الساعة السادسة : تعتبر اهم ساعة حيث تتوحد {البا روح الاله ارع مع جسمه في دائرة تشكلها الحية احن، وهنا تستعيد الشمس كيانها من جديد
- الساعة السابعة : تقابل مركب المتوفي أفعي متوحشة' أبوفیس
- الساعة الثامنة : يفتح باب المقبرة
- الساعة التاسعة : يترك المتوفى الساحل الرملي ( المذكورفي الساعة الرابعة ) ويعود إلى المياه.
- الساعة العاشرة والحادية عشر : تستمر عملية الانتعاش في الماء.
- الساعة الاثني عشر : تستعيد عين الإله رؤيتها (دلالة على صحته و سلامته وعودة نشأته من جديد و يدخل في الأفق الشرقي ليكون مستعدة للشروق في الصباح و بدأيوم جديد.
و يشكل كتاب الإيمي دوات imy-dwAt "كتاب الحجرة الخفية التى تقف فيها أرواح الآلهة والظلال الخيرة" جزء أساسي في تزيين جدران المقابر الملكية في عهد الدولة الحديثة ، كما وجده منه قليلاً في قبور الموظفين الكبار في الدولة. وخلال الحقبة الوسطية الثالثة فكان يكتب على ورق البردي ، ووجد أيضا في قبور الموظفين الكبار. كما وجدت منه نصوص مكتوبة على التابوت من الخارج والداخل حتى الأسرة 30 على الأقل . وبينما كتب كاملا خلال الأسرة 18 ، فكانت تكتب فيه بعض الساعات فقط في الأسرات التي تلت