12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

الحضارة الصينية

2024/06/03 07:34 PM | المشاهدات: 34


الحضارة الصينية
انجي محمود

نشأت الحضارة الصينية في العديد من المراكز الإقليمية عبر قرى النهر الأصفر ونهر يانغتزي في العصر الحجري الحديث، إلا أنه يقال أنّ البحر الأصفر هو مهد الحضارة الصينية، فمع آلاف السنوات من التاريخ المستمر، تعد الصين واحدة من أقدم الحضارات في العالم ، وهي وحدها، من بين أربع حضارات عريقة، تواصلت فيها الحضارة ولم تنقطع، مثلها مثل حضارة وادي النيل وحضارة بلاد ما بين النهرين وحضارة الهند القديمة. لقد اكتُشف في الصين متحجرات الإنسان البدائي في «يواكو» بمقاطعة «يونّان» (إنسان يواكو) الذي عاش قبل (1.7) مليون عام تقريباً. وظهر «إنسان بكين» الذي عاش في «زوكوديان» بالقرب من بكين قبل 600 ألف عام تقريبًا، ويتصف بالمميزات الأساسية للإنسان، إذ استطاع المشي معتدل القامة، وصنع أدوات حجرية بسيطة واستعملها، كما عرف كيف يستخدم النار ويسيطر عليها،وانتشرت آثار العصر الحجري الحديث (أسلاف الإنسان الحالي) قبل عشرة آلاف سنة تقريباً في أنحاء الصين، واكتشف الأرز وحبوب الدخن التي زرعها الإنسان وبقايا أدوات زراعية في مواقع «هى‌مودو» في «يويتاو» بمقاطعة «ژى‌جيانك» وبانيوه في «شي‌آن» التي يعود تاريخها إلى ما قبل الألف السابع قبل الميلاد.

 وأن الحضارات في العصر الحجري الحديث نشأت في العديد من المراكز الثقافية حول 3 أنهار رئيسية في الصين : النهر الأصفر و نهر يانگ‌تسى ونهر اللؤلؤ, والثلاث أنهار يجرون عامة من الغرب إلي الشرق, وقد نشأت ثقافات النهر الأصفر و اليانگ‌تسى قبل آلاف السنين من الشانگ. وبآلاف السنين من التاريخ المتصل، تـُعـَد الصين واحدة من أقدم الحضارات في العالم، كما تُعتبر واحدة من مهود الحضارة.

 وقدمت أسرة ژو (1046–256 ق.م.) مفهوم تفويض السماء لتبرير حكمها. بدأت حكومة ژو المركزية في الوهن بسبب الضغوط الخارجية والداخلية في القرن الثامن ق.م.، وفي النهاية انقسمت البلد إلى دويلات أصغر أثناء فترة الربيع والخريف. وقد أصبحت هذه الدويلات مستقلة وحاربت بعضها البعض في فترة الدويلات المتناحرة التالية. وقد تطور الكثير من الثقافة والأدب والفلسفة الصينية لأول مرة أثناء تلك الأوقات العصيبة.

وفي 221 ق.م.، تشين شي هوانگ هزم مختلف الدويلات المتناحرة وخلق لنفسه اللقب هوانگ‌دي أو "امبراطور" چين، مؤشراً بداية الصين الامبراطورية. إلا أن الحكم القمعي سرعان ما سقط بعد وفاته، وحلت محله أسرة هان (206 ق.م. – 220 م) التي عمّرت لزمن أطول. طوّرت الأسر المتعاقبة أنظمة بيروقراطية مكنت الامبراطور من السيطرة المباشرة على مناطق شاسعة. ففي 21 قرناً من 206 ق.م. حتى 1912م، قام بالمهام الادارية الروتينية نخبة خاصة من الدارسين-المسئولين. تم اختيار الشباب، الضليعين في الخط والتاريخ والأدب والفلسفة، بعناية من خلال امتحانات حكومية صعبة. آخر الأسر الحاكمة في الصين كانت أسرة تشينگ (1644–1912)، التي حل محلها جمهورية الصين في 1912، ثم في البر الرئيسي من قِبل جمهورية الصين الشعبية في 1949.

تناوب التاريخ الصيني بين فترات من الوحدة السياسية والسلام، وفترات من الحرب والدول الفاشلة، وآخرها كانت الحرب الأهلية الصينية (1927–1949). كانت الصين في بعض الأحيان تهيمن عليها شعوب السهوب ، ومعظمهم تم استيعابهم في نهاية المطاف في ثقافة وشعب صينيي الهان. بين عصور الممالك المتعددة وأمراء الحرب، الأسر الصينية حكمت أجزاء أو كل الصين؛ في بعض العصور امتدت السيطرة حتى شين‌جيانك و التبت، كما هو الحال في الوقت الراهن. الثقافة التقليدية والتأثيرات من أجزاء أخرى من آسيا والعالم الغربي (التي حملتها موجات من الهجرة والاستيعاب الثقافي والتوسع والاتصال بالأجانب)، تشكل أساس الثقافة الحديثة للصين، وكما احتضنت الصين حضارتي يانكشاو وحضارة لونكشان فبلغت ثقافة يانكشاو أوجها حوالي عام 3000 ق.م. وامتدت هذه الثقافة من الوادي الأوسط هوانگ هى إلى الإقليم المعروف حاليًا باسم گانسو، ثم حلت محلها ثقافة لونكشان التي انتشرت في أرجاء البلاد كافة. عاش شعب هذه الحضارة داخل الأسوار، وزرعوا الأرز والدخن وربوا الأبقار والأغنام.