12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

الصبر

2020/07/17 05:57 PM | المشاهدات: 935


الصبر
بسمة أسامة

 الصَّبر يناقض الصَّبرُ في اللغة لفظة الجَزَع، ويُقصَد به: حبس النفس، وكفّها عن الجَزع، والسَّخَط، أمّا شرعاً فهو: الامتناع عمّا حرّمه الله، وأداء ما أوجبه من الفرائض، وعدم السخط، أو الجزع، أو الشكوى ممّا قدَّرَه الله -سبحانه أي الرضا بمقدور الله، مع حُسن التأدُّب عند البلاء، والمِحَن، دون الاعتراض على ما قُدِّر، ويُقصَد بالصبر في الاصطلاح الشرعيّ أيضاً: الثبات على ما ورد في القرآن الكريم، والسنّة النبويّة، وتجدر الإشارة إلى أنّ أهل الإيمان يُصابون بالمِحَن، والابتلاءات؛ لتحقيق العديد من الغايات المختلفة؛ فيتميّز المؤمن الحقّ الصادق بها، وفي بيان ذلك أنزل الله -تعالى- بعد غزوة أحد قوله: (مَّا كَانَ اللَّـهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ) 

 

اقرأ أيضاً: الأسرة فى الإسلام

 

كما أنّ في المصائب والابتلاءات تربيةٌ لنفوس المؤمنين، واختبارٌ لقلوبهم، وحقيقة إيمانهم، قال -تعالى-: (وَلِيُمَحِّصَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ)، وتزيد المِحَن من الأجر والثواب عند الله، وترفع المقامَ، والدرجات، وتمحو الخطايا، والسيِّئات 

 

اقرأ أيضاً:الحرية

 

لذلك كان جديراً بالمؤمن عدم اليأس والقنوط من رحمة الله إن أصابته مِحنةٌ ما؛ إذ تترتّب العديد من الآثار على اليأس، ومنها: أنّ صفتَي الجزع والقنوط لا تُعدّان من صفات أهل الإيمان؛ فالمؤمن شاكرٌ لربّه راضٍ بقضائه، فرحمة الله وَسِعت كلّ شيءٍ، قال الله -تعالى-: (وَرَحمَتي وَسِعَت كُلَّ شَيءٍ)، ويُعَدّ اليأس والقنوط من صور حبّ الحياة الدنيا، وإيثارها على الحياة الآخرة، وعدم الاعتراف بفضل الله -سبحانه-، ونعمته، ممّا يُؤدّي إلى الكسل، والفتور عن العبادات، والطاعات، والغفلة عنهما، وبالتالي الاستمرار في ارتكاب الذنوب، والمعاصي.

 

اقرأ أيضاً: الأسلحة الكيميائية