هذا الضريح الصغير شيدته شجر الدُر، السلطانة التي حكمت مصر لمدة ثمانين يومًا في 648 هـ /1250 م بعد وفاة زوجها السلطان الصالح نجم الدين آخر سلاطين الأيُوبيين. خلال فترة حكمها القصيرة، قامت شجر الدُر ببناء ضريح للصالح بالقرب من مدرسته في بين القصرين، بالإضافة إلى مجمع تربتها في جبانة السيدة نفيسة. ربُمَّا تكون قد اختارت هذا الموقع لقربه من العديد من أضرحة سيدات آل البيت، حيث أنه يقع قرب أضرحة السيدة عاتكة والسيدة رقيَّة والسيدة سكينة. قبتها عبارة عن مبنى صغير، كان في الأصل جزءًا من مجمع أكبر تضمن حمامًا ودارًا ومدرسةً مُحاطًا بحديقة. تم تصميم القبة على الطراز "الفاطمي-الأيوبي" السائد في ذاك الوقت، ذي الحنايا الجصية الزخرفيَّة على الواجهات، والجامات في المناطق بين النوافذ.
أقرأ أيضًا:- شمسُ مِصر/المعبد في العصر العتيق
المسقط الأفقي
عبارة عن غرفة مقببة صغيرة ذات ثلاث مداخل في ثلاث جهات مختلفة. في الأصل، كان المدخل الشمالي الغربي يتقدمه رواق كما هو الحال في ضريح السيدة رقية. تواجدت المدرسة بجوار الضريح بينما احتل الدار والحمام المنطقة الواقعة بين هذا الضريح وضريح السيدة سكينة.
الشريط الكتابي الفاطمي
القبة من الداخل بها إزار خشبي على الجوانب الأربعة على ارتفاع حوالي 3.2 مترًا من الأرض. أغلب الظن أن هذا الإزار مأخوذ من مبنى فاطمي ومعاد استخدامه هنا. النص القرآني محفور بالخط الكوفي داخل خراطيش تتناوب مع جامات مفصصة،تتوج المداخل الثلاثة والمحراب بأربعة حنايا جصية مُزخرفة.
أقرأ أيضًا:- [ شمس مصر] المعز لدين الله الفاطمي
تتزين المنطقة الانتقاليَّة أسفل القبة بمجموعة من الجامات والزخارف النباتية والهندسية، لا تُماثلها سوى الزخارف بقبة الخلفاء العباسيين المجاورة بمسجد السيدة نفيسة. وتعد الزخارف المحيطة بقاعدة قبة شجر الدر ذات تصميمات فريدة جدًا تحتوي رسومًا لأزهار اللوتس الممتدة من جامات بخارية. قامت مبادرة الأثر لنا بالكشف عن الزخارف وترميمها في عام 2014.تُعد الفسيفساء الزجاجيَّة التي تتوج المحراب من أبرز عناصر الضريح. تصور نقوش الفسيفساء شجرة تزهر لؤلؤًاعلى خلفية ذهبية. في حين ان هذا النوع من زخرفة الفسيفساء يعد شائعًا في سوريا، فإن هذا المحراب يمثل أقدم مثال معروف في القاهرة، والذي يُمكن تفسيره على أنه تمثيل تصويري لاسم شجر الدر.
أقرأ أيضًا:- شمس مصر / ماء "الميكا " فى صحراء النجف
خلال العصر العثماني عرفت القبة باسم محمد الخليفة والذي يقال أنه أحد أفراد الخلفاء العباسيين في القاهرة الذي دفن هناك، تم إلحاق مسجد صغير عرف باسمه في أوائل القرن التاسع عشر وعرفت المنطقة كلها بالخليفة منذ ذلك الحين. تم هدم ذلك المسجد في عام 1917 ولم يتم استكمال المسجد الجديد المنفصل الذي أنشأته لجنة حفظ الآثار العربية كبديل له.
أقرأ أيضًا:- (شمس مصر) اكتشاف حجر رشيد
تعرض ضريح "شجرة الدُر" الي الإهمال شديد لا يقل عن مايحدث للمساكن المحيطة به القابلة للسقوط ، فضلا عن بابها الحديد المُتأكل من كثرة الصدأ ، وكان من قبل يعلو مقبرتها تاج الذي كانت ترتديه طوال حياتها أما الآن فقد تبدل إلي قبه مبنيه بطراز قديم تغطيها الأتربة ، ولكن هناك مقولة تدعي بأن شجره الدر لم تُدفن في ذلك الضريح الذي اقامته هي قبل موتها باعوام وذلك يرجع الي أن طريقه مقتلها بصوره بشعة منعتها مِنْ دفنها في ذلك المكان، بل الذي دُفن به هو أحد ملوك المماليك.