12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

|شمس مصر|.. مسجد سنان باشا

2021/12/15 03:11 PM | المشاهدات: 478


|شمس مصر|.. مسجد سنان باشا
آية ابراهيم سعد

سنتعرف في بداية مقالنا على صاحب المسجد "سنان باشا": هو سنان باشا بن علي بن عبد الرحمن، من أصل ألباني، وله دور كبير في نهضة الدولة العثمانية، فقد اشتهر بالذكاء والحنكة السياسية والعسكرية وأنشأ الكثير من العمائر خلال فترة ولايته .

عاصر سنان باشا أربعة سلاطين عثمانيين وهم (سليمان القانونؤ، سليم الثاني، مراد الثالث، محمد خان) .

عين والي على مصر مرتين؛ المرة الأولى عام ٢٤ شعبان ٩٧٥ هجرية / ١٥٦٧ م إلى ١٣ جمادي الآخر ٩٧٦ هجرياً / ١٥٦٨ م قضى فيها على الثورات والفتن، ثم توجه إلى اليمن للقضاء على فتنة الزيديين ثم عاد وتولى مصر للمرة الثانية من أول صفر ٩٧٩ هجرياً إلى ذي الحجة ٩٨١ هجرياً، ثم تم استدعاؤه إلى القسطنطينية وتولى منصب (الصدر الأعظم)، وفي عهد السلطان "سليم الثاني" عهد إليه مهمة فتح تونس فخرج على رأس حملة واستطاع نزع تونس من يد الأسبان والاستيلاء على قلاعها وتثبيت الحكم العثماني بها عام ٩٨١ هجرياً .

 

إقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. من تاجر حرير لإمام أهل الرأي

 

تولى منصب الصدارة (تعادل رئاسة الوزراء) مرة ثانية في عهد السلطان "مراد الثالث" عام ٩٨٨ هجرياً، ثم اسندت إليه نيابة الشام (أنشأ بها مسجداً مازال قائماً حتى الآن) ثم استدعى إلى أسطنبول وتولى منصب الصدارة العظمى للمرة الثالثة حيث بلغت الدولة العثمانية أوج فترات ملكها وقيل أنه تولى هذه الصدارة مرة رابعة .

توفي عن عمر يناهز الثمانين عام ١٠٠٤ هجرياً / ١٥٩٦ م .

التخطيط المعماري للمسجد : 

يرجع بناء المسجد إلى ١٥٧١م و٩٧٩ هجرياً، يتكون المسجد من مساحة مستطيلة الشكل طوله ٣٥م وعرض ٢٧م وقبة قطرها ١٥م ويحيط به من ثلاث جهات رواق واحد؛ وهي الجهة الشمالية والجنوبية والغربية، وهناك ظاهرة غير معهودة في هذا المسجد أنه لا يوجد له حرم (فناء مكشوف) يتقدم مكان الصلاة، ورجحت دكتورة سعاد ماهر في كتابها "مساجد مصر وأولياؤها الصالحون" غياب الحرم لوجوده على ضفة النيل الشرقية .

 

إقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. الكلبة التي قتلت أهلها

 

ويأخد بيت الصلاة شكل مربع طوله ١٥م، فوقه قبة مصنوعة من الحجر من الداخل ومن الآجر من الخارج محلاة بشبابيك من الجص المفرغ بالزجاج الملون ويحيط بها شرفة بممر ضيق لها درابزين خشبي تطل على المسجد ويوجد بها ١٦ نافذة، وقال الرحالة المؤرخ "أوليا جلبي" عن القبة (إنها قبة جميلة كأنها صنعت في مصنع السماء) .

يقع المحراب في الضلع الشرقي للقبة ومكسو بالرخام الملون وطاقية المحراب ذات أشرطة دالية أفقية يتوجها لفظ الجلالة ويعلو طاقية المحراب قمرية مستديرة بها كتابة من سطرين: 

السطر الأول (لا إله إلا الله) 

السطر الثاني (محمد رسول الله) وبجوار المحراب يوجد منبر خشبي وأشغال الخرط الموجودة بدرابزين المنبر مصنوعة من خشب الزان وفي الحائط المقابل له توجد دكة المبلغ في الضلع الغربي، أما المئذنة فتوجد في الركن الجنوبي الشرقي. 

 والمسجد له أربعة واجهات حجرية يتوجها شرافات على هيئة الورقة النباتية .

 أعمال الصيانة والترميم للمسجد: 

 في عهد الملك فاروق تم عمل صيانة للقبة .

 وقامت أيضًا لجنة حفظ الآثار بأعمال صيانة وترميم للقبة والأرضيات والجدران والممشى الخارجي وأصلحت المكتب الملحق به وأدخلت به مسكناً من ربع سنان المجاور له .

 وفي عام ١٣٦١ هدمت الساحة الخارجية للمسجد وحل محلها سور حديدي لإظهار الواجهة وأيضًا تم عمل بعض الترميمات الأخرى ونقل إلى جانبه القبلي التكية الرفاعية أو المعروفة (جامع المغربي) .

 

إقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. أشجار السماء العملاقة