لا أعلم في الحقيقة كيف من المفترض أن يبتدأ المرء كلماته أو من أين يجدر به أن يبدأ السطور الأولى للحديث عن أمر ما، ولكنني سأعتبر هذه مقدمة جيدة بالنسبة لشخص لم يعتاد لسانه على التفوه إلا بقشور الموضوعات وأنه مهما طال الكلام أو قصر لم يستطع قط أن يخرج ما بداخله، وأنه في نهاية كل حديث قد حاول فيه إيصال ما يريده بالشكل المراد، يدرك بعد ذلك أن كل ما قاله كان مجرد هراء لا يمت لما بداخله بأي صلة من قريب أو من بعيد أو ربما ذكر كلام أكثر من اللازم حتى وجد نفسه أنه قد بعُد كل البعد عن موضوعه، ليدرك حينها أنه غرق في كلماته أو أنها قد اغرقته من كثرة بحثه عن هذه الكلمة أو تلك التي قد تؤدي المعنى المراد، ليجد أن كل هذا في النهاية كان عبثًا، وأنه لم يفعل شيء سوى أنه قد أوقع نفسه في خطأ جسيم قد رسم الصورة المخالفة تمامًا و لا هو يستطيع أن يمحوها ولا يستطيع أن ينتقل إلى رسم صورة أخرى، ليمضي بعد ذلك تائهًا، ويحاول أن يكتب بعد ذلك ربما يتذكر نفسه أو هي تحن وتتذكره، ولكنه يجد نفسه قد تاه بين سطور أوراقه وأن الكلمات قد اغرقته مرة ثانية، وأن حتى سطوره أصبحت تجهله.
اقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. قلبي اختاركِ أولًا (الفصل الثاني)
اقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. انتقاد ثم نسخ
اقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. أحبك رغم النصيب
