سنتحدث اليوم عن والدة السلطان محمد الفاتح أقل ماتوصف به العظمه والشرف الاوصاف تزيد شرف أمامها. تدعي هوما خاتون وهي مسلمه وامراءة صالحه ،كانت تعيش في قرية صغيرة تقع علي حدود إحدي المدن البحرية ، وكان يطلق عليها في ذلك الوقت اسم القسطنطينية، وكانت هذه ، وفي يوم من الايام علمت هوما خاتون أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قد بشر المسلمين بفتح مدينة القسطنطينية وتمنت أن تتقرب الي الله عز وجل بتربية ابنها محمد وتتعهده بالرعاية وتغرس فيه الصفات والمبادئ التي تؤهله الي أن يكون هو فاتح هذه المدينة .
وفي صباح كل يوم كانت تخرج هوما خاتون وفي يدها ابنها الصغير محمد الي حدود قريتها وتقول له : يا محمد، هذه مدينة القسطنطينية التي بشر رسول الله صلي الله عليه وسلم بفتحها علي يد المسلمين، أسال الله العلي القدير أن يكون هذا الفتح علي يديك، فيرد الطفل : كيف يمكنني فتح هذه المدينة الكبيرة يا امي ؟ فتقول الام رداً علي ولدها : بالقرآن والسلطان والسلاح وحب الناس يا بني .
وهكذا كبر محمد وكبرت في قلبه أمنية امه وهدفها التي سعت كثيراً الي تحقيقه بالتدريب المتواصل والعمل الجاد، كما حرصت ام السلطان محمد الفاتح علي تعليمه العلوم والمعارف منذ صغره، كل هذه العوامل تجمعت فيه لتؤهله ليصبح من افضل واهم قادة جيش الدولة العثمانية .
وقد استمرت هذه الام العظيمة في غرس هذه الصفات النبيلة والمعاني العظيمة في كيان ابنها وشخصيته حتي بلغ عمره 22 سنة، ومات ابوه السلطان مراد الثاني، دخلت امه عليه وهو يبكي حزناً علي والده فقالت له : انت تبكي ؟! قم فالقسطنطينية بانتظارك واعداء ابيك في كل مكان .
وقد أولي السلطان محمد الفاتح عناية خاصة للأسطول العثماني، وحرص علي تقويته وامداده بكافة احتياجاته من الاسلحة والزخيرة، كما حرص علي تزويده بالسفن حتي يصبح مؤهلاً للقيام بدوره في الهجوم علي مدينة القسطنطينية تمهيداً لفتحها، وقد حاصر الاسطول العثماني المدينة لفترة امتدت الي عدة اسابيع حتي استسلمت في يوم الثلاثاء الموافق 29 مايو من عام 1453م ، ودخل السلطان محمد الفاتح الي وسط المدينة بين جنوده وقواده وهتف الجميع : ما شاء الله، فقال لهم محمد الفاتح : لقد اصبحتم فاتحي القسطنطينية الذين اخبر عنهم رسول الله صلي الله عليه وسلم، وهنأهم بالنصر وامرهم بالرفق والاحسان الي الناس، ثم ترجل عن فرسه وسجد لله عز وجل حمداً وشكراً علي نعمه وتواضعاً له .