12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

|شمس مصر|.. كن أنت ولا تكن غيرك.

2022/01/14 03:01 PM | المشاهدات: 253


|شمس مصر|.. كن أنت ولا تكن غيرك.
بسمة جمال إبراهيم الدسوقي

إن كثيرًا من الناس يعيشون طيلة حياتهم لتحقيق أهداف الآخرين، وليس أهدافهم هم، ويعيشون حياتهم دائمًا لا يشعرون بالسعادة في تحقيق هذه الأهداف، بل يظلون يسألون أنفسهم لماذا نحن غير سعيدين بعد أن حققنا هذا الهدف؟ ويكتشفون بعد ذلك أنه لم يكن هدفهم هم بل هدف والديهم، ويجبرون أنفسهم على فعله لكي يرضيهم.

 

اقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. ليس فريق عمل بل أسرة

 

إن المجتمع نفسه هو الذي يفرض على الإنسان تحقيق هدف الآخرين، مثل هدف الأب أو الأم يوصون أبنائهم بدخول كلية يحبها الأب أو الأم، ولا يدركون ماذا يريد هذا الابن أو البنت، فليس أي هدف يحبه الآباء يحبه الأبناء، بل كل شخص لديه هدف يختلف عن الآخر تمامًا، فلا يجب أن نفرض على أبنائنا ما نحبه، بل نعطي لهم الفرصة لتحقيق أهدافهم التي يحبونها، وذلك لكي لا نندم فيما بعد على ذلك، ويكون الندم بعد فوات الأوان.

 

اقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. الرضا بالمقسوم أعظم ما يكون

 

ويجب علينا أن نعرف ونتأكد تمامًا أن تحقيق هدف الآخرين ليس شيئًا مهمًا على الإطلاق، بل نفعله ولكن بنفس غير راضية به تمامًا، ويوجد احتمال أن لا نكمل في هذا الهدف، وذلك لأنه ليس هدفنا، ونبدأ في البحث عن هدف آخر يناسب طبيعة شخصيتنا وأهواءنا، وذلك فهذا الذي نحبه، ونحب أن نكمل فيه.

 

اقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. يلازمنا منذ نعومة أظافرنا

 

يجب أن نعرف أن تحقيق هدف الآباء ليس شيء مريح إطلاقًا إذا لم نكن نحب هذا الهدف، ونسعى لتحقيقه، فلا ينبغي من البداية أن نفعل أهداف الآباء وليس هدفنا نحن، وذلك لأنه يسبب كثيرًا من الأضرار النفسية بعد ذلك، لأننا نفعل شيء لم نحبه، وغير سعيدين به، ويجب أن نعرف أن تحقيق هدفنا نحن وليس هدف الوالدين، ليس هذا من عقوق الوالدين على الإطلاق، بل كل إنسان له هدف محدد ومعين غير الثاني، فنحن مختلفون، وهذا الاختلاف شيء جميل، وضعه الله في كونه، وذلك لكي نتكامل مع بعض، ونقدم شيء رائع في النهاية، فكل إنسان وضع الله له بداخله مهارة يستطيع أن يخرج ما بداخله من إبداع وتفنن، فعندما يحب الإنسان عمل شيء يبدع فيه كل الإبداع، فهذه هي طبيعة البشر، فكن أنت في تحقيق هدفك، ولا تكن غيرك، والله دائمًا يحثنا على السعي في تحقيق هدفنا نحن، وليس هدف غيرنا، وذلك عندما نسعى لتحقيق أهدافنا نحن نشعر بالرضا والسعادة تملأ قلوبنا، ونسعى أكثر وأكثر لكي نكمله، ولا نمل من السعي وراء هدفنا إطلاقًا، بل نسعى أكثر وأكثر ورائه، لتحقيق ما في وسعنا، وما بداخلنا من إبداع، وعندما ننجزه نشعر بالسعادة والفخر، وذلك لأننا نحب هذا الهدف، ومهما يكن فيه من ضغوط نستطيع أن نكمل فيه بنفس راضية وتحمل تلك الضغوط، وإذا لم يكن هذا هدفنا لن نشعر بالسعادة، ولن نكمل فيه، ونشعر بالإحباط، فيجب علينا أن نغرس في أبنائنا حب أنفسهم، والسعي وراء تحقيق الذات، فهذا أجمل ما يكون، فالإنسان يعيش مرة واحدة فقط لا غير، فعيشها صح، وحقق كل ما تحبه أنت.