يتمنى الإنسان أشياء، ويحاول أن يقنع نفسه أنه قادر على تحقيقها، ولا أقصد أن أشك إن كان يستطيع تحقيقها أم لا، وإنما أقصد أنه يتفاجئ عندما يتحول التمني إلى الرجاء فيسعي على أرض الواقع ليحقق ذلك ثم تراه مترددا، مترددا جدا، وتنقسم نفسه إلى إثنين، إحداهما وهى الشامتة تقول للأخرى: ألم يكن هذا ما أردتيه، ها قد جاءت الفرصة، حققيه إذن، وهذه الأخرى (المسكينة) لا تفهم ماذا حدث، لترد.
إقرأ أيضاً:من أين جاءت أمريكا
ربما قد أخطأت فيما أرادت أن تحققه، ولم تعرف ذلك إلا عندما جاءت لها الفرصة فتراجعت، كأنها -هذه النفس - كانت تفكر أن ترتكب معصية فلما أوشكت أن تفعلها، انتصرت على شيطانها فتراجعت.
إقرأ أيضاً:أولاد حارتنا..قضية ظلت عائمة
سمعتُ دكتور إيهاب فكر المتخصص في علم الإدارة يقول عن نفسه إنه كان يتمنى أن يكون موسيقيا، فلما انتقل هذا التمني إلى الرجاء، وأخذ يشتري الآلات الموسيقية ويتدرب عليها، تراجع عن هذا الحلم، وقال إنه لم يجد نفسه فيه، أي أنه أدرك أنه لا يحب أن يكون موسيقيا، ولم يعرف ذلك إلا لما جاءت له الفرصة ليمسك بتلك الآل في يده، ويعزف الموسيقى.
إقرأ أيضاً:عندما لا أستطيع الكتابة
كم أناس غيره حدث لهم ذلك، لا أقول أنهم غير صادقين في أحلامهم، لأنهم حقا كانوا يريدون أن يحققوا ذلك قبل أن تأتيهم الفرصة، ثم عرفوا أن الطريق لن يرتاحوا فيه.فكم مرة نحن الشباب نرسم الأحلام في أوراق تارة، وفي خيالنا تارة، وقد تسلب هذه الأحلام النوم من عيوننا من كثرة التفكير فيها.
