12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

|شمس مصر|.. أول ثورة في تاريخ العالم. 

2022/01/05 11:38 PM | المشاهدات: 765


|شمس مصر|.. أول ثورة في تاريخ العالم. 
بسمة أشرف

في البداية جميعنا نعلم أن العالم شاهد العديد من الثورات على مر التاريخ، والتي يرجع أسبابها لأشياء كثيرة جدًا، فمنها بسبب الظلم والاستبداد والظروف القاسية التي عاشتها بعض الشعوب، ومنها أسباب أخرى ترجع لأمور سياسية أو اجتماعية، وكانت أشهرها في الفترات الأخيرة ثورة 25 يناير في مصر وثورات الربيع العربي بشكل عام، ولكن موضوعنا النهاردة عن أول ثورة في التاريخ، والتي يرجع تاريخها لأكثر من 4000 سنة.

فيا ترى ما هو السبب وراء هذه الثورة؟!، وفي أي عهد من الملوك تمت هذه الثورة؟، وما هي أحداث العنف والدموية التي حدثت في هذه الثورة؟؟!

(ثورة الجياع)، وهي أول ثورة في التاريخ المصري، بل في تاريخ العالم أجمع، والتي ترجع لأواخر الأسرة السادسة في العصور الفرعونية القديمة، وكانت بالتحديد في عهد الملك بيبي الثاني، والتي ذكرت في بردية الأديب الفرعوني "إيبور"، الذي كتب تفاصيل هذه الثورة بشكل شعري أو أدبي في بردية تصل عدد صفحاتها سبعة عشر صفحة، والتي وصفت حالة المجاعة الشديدة التي حدثت في مصر في أواخر عهد الملك بيبي الثاني، الذي حكم مصر حوالي 94 سنة، وهناك بعض الروايات تقول 64 سنة فقط، والذي انتهى حكمه بثورة عظيمة قام بها الشعب المصري في وقتها، وعلى الرغم من نجاح الثورة، إلا أنه نتج عنها حالة من الفوضى العارمة، ويقال أنها استمرت أكثر من مئة سنة، وسميت هذه الفترة بـ [عصر الاضمحلال الأول]، والتي تم فيها إنهيار السلطة المركزية والحاكمة في مصر كلها.

 

إقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. اتحاد الإذاعة والتليفزيون ع الأصل دور

 

فهيا بنا نعرف سبب قيام هذه الثورة؟!، وهذا بالتأكيد يرجع لعدة أسباب

فمنها بسبب ضعف النظام في أواخر عهد بيبي الثاني، وسوء الأحوال الاقتصادية، وتدهور حركة التجارة في مصر كلها.

ولكن الأهم هنا، هو انخفاض منسوب نهر النيل بشكل مبالغ فيه، والذي أحدث مجاعات، وفوضى في جميع أنحاء البلاد، وكل هذه الأسباب هي التي أشعلت أول ثورة اجتماعية في تاريخ العالم.

ويوصف إيبور أحداث الثورة في البردية الأدبية كالآتي: 

فكانت المصائب تحيط في كل مكان، والدم كان يجري في كل أنحاء مصر، حتى أن مياه نهر النيل تحولت من لونها الطبيعي، وأصبحت باللون الأحمر، من كثرة سفك الدماء، لدرجة أن من كثرة أعداد الجثث، فلم يجدوا مكانًا لدفنها، فكانوا يلقوا بها في نهر النيل، حتى أصبحت بمثابة مقبرة عظيمة في وقتها.

وأمتنع الناس عن العمل، ودفع الضرائب، لدرجة أن الفلاحين بدلًا من أن يذهبوا بالفأس لحراسة الأرض، فكانوا يذهبوا وهم حاملين الدروع والسيوف؛ وحتى أن السجون تخربت، وخرج منها كل المجرمين، والبلد كلها أصبحت مليئة بالعصابات.

حتى أن مقابر الملوك لم تسلم من الموضوع، فبدأ الناس يسرقوا كل الكنوز التي بداخلها؛ وأيضًا هجمت الناس على مخازن الحكومة، وسرقوا كل ما كان فيها.

 

إقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. عمر بن عبد العزيز

 

ومن كثرة الفوضى العارمة التي انتشرت في البلاد، يوصف أيبور أن البلد تم تبدل حالها بالكامل، فالفقراء أصبحوا أغنياء، والأغنياء أصبحوا فقراء، ويرجع هذا لسبب نهب العامة، وقطاع الطرق لقصور الأثرياء، لدرجة أن الأمراء من أولاد الأثرياء أصبحوا مجرد متسولين في الشوارع.

وليس عند هذا فقط، حتى أن أمن مصر الخارجي أصبح في وضع كارثي، وهذا لأن عصابات البدو، سواء الذين يسكنون على حدود مصر من الشرق، أو الغرب، انتهزوا الفرصة ودخلوا القرى والدلتا، ونهبوا كل ما كان يقابلهم.

وذكر إيبور أيضًا أن الفرعون حينها فُقد في ظروف غامضة لم يسبق حدوثها من قبل، ولهذا دخلت مصر في حالة من فوضى عارمة لم يسبق لها مثيل.

وانتهى بعدها عصر الدولة القديمة بالكامل، بانتهاء الأسرة السادسة، وبدأت مصر تدخل في مرحلة انتقالية، تعاني فيها من خلل وضعف، حتى جاءت الأسرة الحادية عشر، وتمت إعادة توحيد البلاد على يد الملك "منتوحتب الثاني"، حتى يبدأ عصر الدولة الوسطى في مصر الفرعونية.

ولكن حتى نكون صادقين، فهناك كثير من الباحثين والعلماء المصريين، غير معترفين بكلام الأديب إيبور، ويروا أن كلامه مبالغ فيه بشكل كبير جدًا، وهذا لعدة أسباب وهي: 

أولًا: لأن الأديب الفرعوني إيبور، كتب برديته في الأسرة العشرين، بعد حوالي ألف سنة على مرور هذه الثورة.

ثانيًا: لأن البردية، هي عمل أدبي في صيغة شعر، وبالتالي فيحتمل فيها المبالغة، ولكن هذا لم يمنع على الإطلاق الحقائق التاريخية التي تثبت وجود فترة من الضعف والفوضى، تعرضت لها مصر بعد الأسرة السادسة، والتي تثبت لنا أنه حدث ثورة في مصر بالفعل في عصر الأسرة السادسة.

 

إقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. الملك ساحو رع وهرمه