يحكى أن في قديم الزمان أن جحا كان لديه حمار وفي أحد الأيام خرج جحا قاصدًا سوق المدينة هو وابنه ومعه الحمار فسار جحا في طريقه إلى السوق وكان في الطريق ثلاثة قرى يجب أن يمر عليهم حتى يصل إلى السوق.
سار جحا ووصل إلى القرية الأولى وهو في طريقه سمع بعض الأفراد يؤشرون عليه هو وابنه ويضحكون بصوت عالي ويقولون انظروا إلى جحا يمشي هو وابنه ويتركون الحمار ولا يستفيدون منه شيء وما الحمار إلا دابة نحمل عليها ونستريح بها ومن مشاق الطريق فنظر إليه حجا وأكمل سيره حتى تكرر الأمر ثلاث مرات وحين وصل آخر القرية قرر أن يركب ابنه الحمار وأكمل سيره.
اقرأ أيضًا:|شمس مصر|.. الملك نب بحتي رع
وعندما وصل جحا إلى القرية الثانية سمع بعض الأفراد يؤشرون عليه ويقولوا انظروا إلى جحا وابنه هذا الابن العاق يركب على الحمار ويستريح هو من مشاق الطريق ويترك أباه العجوز يمشي على قدميه لم يلتفت إليهم جحا وسار في طريقه ولكن تكرر الأمر ثلاثة مرات حتى وصل إلى آخر القرية فقرر إنزال ابنه من على الحمار وركب هو وأكمل طريقه.
اقرأ أيضًا:|شمس مصر|.. متحف النوبة بأسوان
ها قد وصلنا إلى القرية الثالثة كان الجميع ينظرون إلى جحا وابنه والحمار في استغراب ونظرات مشمئزة تنطلق نحو جحا والحمار استغرب جحا هذه النظرات وأكمل سيره ولم يمر إلا القليل حتى صاح أحدهم فجأة انظروا إلى جحا يركب الحمار ويستريح هو من مشاق الطريق ويترك ابنه الوحيد يسير على قدميه في هذه الحرارة فما من جحا إلا أنه رفع ابنه فوق الحمار واركبه معه عليه لصبح الآن جحا وابنه على الحمار.
اقرأ أيضًا:|شمس مصر|.. الحياة في مصر القديمة
وعندما وصل جحا إلى آخر القرية وجد بعض الأفراد ينظرون إلىّ ويقولون انظروا إلى جحا ذو القلب القاسي يركب هو وابنه على الحمار المسكين كيف له أن يتحمل مشاق الطريق وحمل هذين أيضًا في هذا الحر فنزل جحا وابنه من على الحمار وحملا الحمار فوق أكتافهم.
اقرأ أيضًا:|شمس مصر|.. مصادر تاريخ اليونان
وصل جحا والحمار وابنه إلى السوق فنظر إليهم كل من في السوق وهم يضحكون بصوت عالي ويقولون انظروا إلى هؤلاء الأغبياء جاءوا بما هو غريب يحملا الحمار فوق كتفهم بدلًا من أن يحملهم الحمار حينها أنزل جحا الحمار هو ينظر إلى ولده وقال يا ولدي لن ترضى الناس ولو أفنيت عمرك كله لهم
وأنت يا صديقي حدد أولوياتك وضع نفسك أولًا وسِر في طريقك فلن يعجب الناس ما تفعل ولو فعلت ما أعجب غيرهم فافعل ما يرضيك أنت النهاية.
