من الثابت انه ظهر خلال العصر الاموي مسحة قوية من الترف والبذخ أدت إلى تسرب تيار من الإسراف بعيدًا عن روح الإسلام ومبادئه السامية ومن ثم اخذت مجالس الغناء والطرب والموسيقى بالغرور والخيلاء تاخذ حيزًا كبيرًا لدى بعض الخلفاء الأمويين ومنهم يزيد بن معاوية والذي ينبغي الإشارة إلى أفعاله هو وأصحابه وينبغي علي ذكر يزيد بن عبد الملك الذي يُقال أنه سار على نهج الخليفة عمر بن عبد العزيز 40 يوم ثم ترك ذلك إلى اللهو والشرب مرة أخرى.
إقرأ أيضًا /الملكة كليوباترا السابعة
قصة الخليفة وجارياته
وقصته تبدأ مع جاريته سلامة القس وما أثير حول حبه لها ودل على ذلك موقفه حينما ماتت حبيبته التي يُقال أنها ماتت على أثر شرقها بحبة عنب فما كان من يزيد إلا وأن حزن عليها حزنًا شديدًا وجاريته ظريفة والذي مات بعد موتها بفترة وجيزة وقيل مات بالطاعون وقيل بل مات كمدًا وأسفًا على فقده حبيبته.
إقرأ أيضًا/قصة سنوهي الفرعونية
خلفاء العصر الأموي والمجون والطرب
كان حال الوليد بن يزيد لا يختلف كثيرًاعن أبيه فعندما جلس على كرسي الخلافه وصف "بانه صاحب شراب ولهو وطرب وسماع للغناء" وهو اول من حامل المغنيين من البلدان وجالس الملهيين وأظهر حبه للشراب وكان بعض خلفاء بني أمية لايظهرون حبهم للندماء بل كان بينهم حجاب حتى لا يطلع الندماء على ما يفعله الخليفه إذا طرب فقد تاخذه نشوة الطرب وهو سكران فيقوم بحركات لا يطلع عليها إلا خواص جواريه هذا في حين بالغ البعض الآخر مثل يزيد بن عبد الملك في المجون بحضرة الندماء واذن لهم في الكلام والهزل في مجلسهم ويُقال ٱن الخليفة الاموي سليمان بن عبد الملك قد بالغ في التفنن في زينته وملابسه حتى أنه في يوم جمعة من خلافته لبس الفاخر من الثياب وتعطر وأمسك بالمرآة وجمع الجمعة وخطب خطبته ووقف على المنبر يردد" أنا الملك الشاب والسيد المهاب الكريم الوهاب"
إقرأ أيضًا /الملك تحتمس الثالث
الترف يصيب أهل مكة والحجاز
وحسبنا أن نشير إلى ما أصاب أهل الحجاز و مكة المكرمة والمدينة المنورة من ترف واسع فعرفو كثرة الألوان في الأطعمة وأكلوا في أواني الذهب والفضة كما عرفو التناغم في الملبس والإكثار من الطيب ولم يقتصر الأمر على ذلك بل إمتلأت حياتهم بفنون من اللهو المختلفة و كان الغناء على رأس هذه الفنون فقد شغفوا به شغفًا شديدًا وكان له دورًا خاصة يقصدها الناس لسماع الغناء ووصل الأمر إلى أنه صار في مكة لون خاص في الغناء
أشهر المغنيين والمغنيات في شبه الجزيرة العربية
أشهر مغنيين المدينة (طويس ومعبد وسائب خائر إبن عائشة ومالك الطائي) أما عن أشهر المغنيات فهم (عزة الميلاء وسلامة القس وجميلة وسلامة الزرقاء) أما في مكة فمن أشهر المغنيين(ابن محرز وابن مسجح والآبجر وابن غريض) أما المغنيات المكيات بغوم وأسماؤوسمية وغيرهن
قصور العباسيين ومجالس الغناء
حيث ازدادت قصور العباسيين ب مجالس الغناء والطرب والموسيقى وكان الخلفاء يقدرون المغنيين ويشجعونهم بالمنح والعطاء ومن اشهر المغنيين( إبراهيم ابن المهدي وعلية بنت المهدى و إسحاق وزمام) و من الجواري التي اشتهرن بالغناء والعزف هن ( شادجية جارية عبد الله بن طاهر وعبيده الطنبورية) وكثيرًا ما كانت مجالس الغناء تلك تقترن بالشراب وإن كانت هناك مجالس أخرى خاصة بالشراب
ولم تقتصر مجالس الغناء والطرب والموسيقى على قصور الحكام فحسب وإنما شغف بها غالبية الناس على إختلاف فئاتهم.