من آداب الإسلام التي تعلمناها أن ينسب الفضل لأهله وهذا ما يسمى حاليًا بالملكية الفكرية التي قدستها آداب الإسلام وتعاليمه في قوله _تعالى_ (( وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ)) والذي فسرها الطبري _رحمه الله_ قائلًا: "ولا تغفلوا -أيها الناس- الأخذ بالفضل بعضكم على بعض فتتركوه".
إقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. إغواء بني أدم
يقول أبو ذر -رضي الله عنه- كما في المسند: "ما مات رسول الله -صل الله عليه وسلم- وطائر يقلب جناحيه في السماء إلا ذكر لنا منه علماً "
ونفهم من هذا الحديث الشريف ما سنه رسولنا الكريم _ صل الله عليه وسلم_ اتباعًا لأمر الله أن ننسب الفضل لأهله حتى لو كان فعلًا بسيطًا كرفرفة جناح الطائر ولكنه حقه أن ينسب إليه، والإسلام دين الحق والحقوق، ما سن سنة إلا وكان بها نفع عظيم للأمة جميعها؛ فالإنسان بطبعه يحب الثناء على ما يفعل، وحينما يجتهد يظل مترقبًا لردود الأفعال على اجتهاده التي ينتظر أن تنهال عليه حتى ولو بتعبير بسيط بالشكر أو الثناء لما في ذلك من أثر عظيم على النفس البشرية.
إقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. قصة أصحاب الكهف
وعلى صعيد آخر نجد مواقفًا كثيرة في حياة الرسول _صل الله عليه وسلم_ تدل على إعترافه بأفضال الآخرين كما كانت السيدة خديجة _رضي الله عنها_ واقفة بجوار النبي _ صل الله عليه وسلم_ في نشر دعواه وفي بداية حياته؛ ما تركها ولا نسي حقها وفضلها من الثناء ومن المواقف الطيبة، في الصحيحين، من حديث عائشة -رضي الله عنها- "أن هالة أخت خديجة استأذنت النبي -صل الله عليه وسلم- فعرف استئذان هالة، فارتاح فقال: "اللهم هالة!".
إقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. التبرك بالأضرحة في الإسلام
وتتوالى المواقف والأحداث التي تثبت لنا أهمية الإعتراف بحقوق الآخرين، فنحن نعامل الإحسان بالإحسان حتى مع الأعداء والكافرين كما أمر ديننا أن نقابل المعاملة بالحسنى وأن الدين معاملة مع الله؛ فمن سيتعامل مع الله ويتحايل عليه حاشاه _عز وجل_ وهو خير الماكرين، وكيف يتهاون عبد في حق الله وحق عباده ظنًا منه أن الله سيعفو عنه ويغفر له إن طلب المغفرة؛ فالله _عز وجل_ يسامح في حقه لكنه لا يسامح في حقوق عباده إلا إذا سامح العبد في حقه