12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

ماذا فعل سعد بن معاذ ليهتز له عرش الرحمن.

2020/10/04 08:41 PM | المشاهدات: 1022


ماذا فعل  سعد بن معاذ ليهتز له عرش الرحمن.
إهداء شعبان

من هو سعد بن معاذ..

هو سعد بن معاذ بن النّعمان بن امرؤ القيس وهو صحابيٌّ جليل، وسيد من أسياد الأوس في يثرب قديما، وقد عاش في يثرب أي المدينة المنورة قبل الهجرة، ولد قبل الهجرة بتسع سنين.

 

متى أسلم سعد بن معاذ؟

 

أسلم سعد بن معاذ في عمر ٣١ وحسن إسلامه، وقد أسلم على يد الصحابي الجليل مصعب بن عمير الذي بعثه النبي ﷺ إلى يثرب ليعلم الناس أمور دينهم، وقد استطاع سعد بن معاذ بعد أن دخل الإسلام التأثير على جميع رجال ونساء قبيلته وإقناعهم بالإسلام فلم يبق أحدٌ من بني عبد الأشهل إلا وأسلم على يده، بعد أن هددهم بأنه لن يكلم أحداً حتى يدخل في الإسلام.

وقال ابن إسحاق في قصة إسلام سعد بن معاذ -رضي الله عنه-"لما أسلم وقف على قومه فقال: يا بني عبد الأشعل، كيف تعلمون أمري فيكم؟، قالوا: سيدنا وأفضلها نَقِيَةً، قال: فإن كلامكم عليَّ حرام، رجالكم ونسائكم؛ حتى تؤمنوا بالله ورسوله، قال: فوالله ما بقى في دار بني عبد الأشهل رجل ولا امرأه إلا أسلموا"

 

 

إقرأ أيضا: اللهمَّ قنا عذابك يوم تبعث عبادك

 

 

صفاته.

كان من أطول الناس وعظيما، وكان رجلاً ابيضا، جسيما جميلا ً،حسن الوجه واللحية، وكان تقيا ورعاً، قال عنه ابن حجر: "فكان من أعظم الناس بركة في الإسلام، وله مناقب كثيرة، وكان من الذين حرصين على إعلاء كلمة الله ﷻ ومن الذين ينصرون دين رسوله ﷺ، ومن الذين قالت فيهم السيدة عائشة رضي الله عنها "ما كان أحداً أشد فقدا على المسلمين بعد رسول الله صلى الله عليه وصاحبيه من سعد"

 

مشاركته في الغزوات.

كان له العديد من المواقف التي رفعت من شأنه

في غزوة بدر الكبرى كان سعد بن معاذ-رضي الله عنه-له موقف عظيم حينما وقف زعيم الخزرج سعد بن عبادة ليبيّن للنبي ﷺ استعدادهم وجاهزيتهم للقتال والصمود في وجة الأعداء،

وكان سعد بن معاذ رضي الله عنه من أوائل المدافعين المجاهدين بمالهم وأرواحهم ونفوسهم في سبيل إعلاء كلمة الله ﷻ، وكان رضي الله عنه من أوائل من خرجوا مع الرسول ﷺ، وأبدى استعداده واستعداد قومه للقيام بأي رغبه للرسول ﷺ.

وأيضا عندما وقف الرسول ﷺ يستشير الناس في الخروج لقتال الكفار وقال : (أشيروا علي أيها الناس )، فتكلم بعض المهاجرون أبا بكر وعمر والمقداد فدعا لهم ثم كررها وقال : [(أشيروا علي أيها الناس )

 

ففهمت الأنصار أنه يعنيهم، فقام سيد الأنصار سعد بن معاذ، رضي الله عنه، فقال : {والله لكأنك تريدنا يارسول الله ؟} قال :أجل. 

 

قال : {فقد آمنا بك وصدقناك، وشهدنا أن ماجئت به هو الحق، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة، فلعلك يارسول الله تخشى أن لا تكون الأنصار يريدون مواساتك، ولا يرونها حقا عليهم، إلا أن يروا غدوا في بيوتهم وأولادهم ونسائهم، وإني أقول عن الأنصار، وأجيب عنهم، يارسول الله فارتحل وسر حيث شئت، وانزل حيث شئت، وصل حبل من شئت، واقطع حبل من شئت، وسالم من شئت، وحارب من شئت، وخذ من أموالنا ما شئت، وما أخذته أحب إلينا مما تركت علينا، فما ائتمرت من أمر فأمرنا لأمرك فيه تبع فامض يارسول الله لما أردت فنحن معك، فوالذي بعثك بالحق؛ لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك، وما تخلف منا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدواً غدا، إنا لصبر في الحرب، صدق في اللقاء، لعل الله يريك منا ماتقر به عينك، فسر بنا على بركة الله }، فسرّ رسول الله ﷺ بقول سعد رضي الله عنه.

 

وقد شارك في غزوة أحد، وكان فيها من الأبطال الذين ثبتوا مع النبي ﷺ، عندما ترك الرماة أماكنهم وتوتر الموقف وقد شهدت غزوة أحد اضطراباً حين قيل أنّ الرسول ﷺ استُشهد، وكان سعد بن معاذ من المرابطين الذين ثبتوا مع النبي ﷺ وصحابته.

 

أما في غزوة الخندق قد أصيب في غزوة الخندق إصابة بليغة،و من المواقف التي وردت عنه في غزوة الخندق، قول السيدة عائشة رضي الله عنها: "أصيب سعد يوم الخندق، رماه رجل من قريش يقال له ابن العَرِقَة ،رماه في الأكحل، فضرب عليه رسول الله ﷺ خيمة في المسجد، يَعُودُهُ من قريب، فلما رجع رسول الله ﷺ من الخندق،وضع السلاح فاغتسل، فأتاه جبريل، وهو ينفض رأسه من الغبار،فقال: وضعت السلاح؟والله ما وضعناه، اخرج اليهم، فقال رسول الله ﷺ:فأين؟فأشار إلى بني قريظة، فقاتلهم رسول الله ﷺ، فنزلوا على حكم رسول الله ﷺ فرد رسول الله ﷺ عليهم -الحكم فيهم إلى سعد -رضي الله عنه ض-قال: "لقد حكم فيهم بحكم الله عزّ وجل"

 

أما في غزوة بني قريظة، فقد أوفده الرّسول ﷺ إلى يهود بني قريظه حتى يتبين موقفهم من هذه الحرب، وقد تفاجأ من موقف اليهود حينما قالوا له ليس بيننا وبين محمد عهداً على الرغم من المواثيق والعهود الذين اتفقوا عليها سابقا، وقد حفظ سعد بن معاذ هذا الموقف الغادر لليهود وظلّ يدعو الله تعالى أن يبقيه حيًّا حتّى يرى مصير هؤلاء الغادرين. خاتمة حياته تعرّض رضي الله عنه إلى إصابة شديدة في كاحله في غزوة الخندق، وقد ظلّ مصاباً حتّى انتصر المسلمون في هذه المعركة وأتي به رضي الله عنه محمولاً ليحكم في يهود بني قريظة حيث حكم حكماً وافق حكم الله تعالى من فوق سبع سموات حينما أشار على النّبي عليه الصّلاة والسّلام أن يقتل رجالهم وتسبى ذراريهم وتقسّم أموالهم،فقال الرسول الكريم : لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع أى سبع سموات.

وقد أعيد سعد إلى قبته التى ضربها له رسول الله صلى الله عليه وسلم فى المدينة فحضره الرسول وأبو بكر وعمر وأخذ الرسول عليه الصلاة والسلام رأس سعد ووضعه في حجره وسجى بثوب أبيض، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: اللهم إن سعدا قد جاهد في سبيلك وصدق رسولك وقضى الذي عليه فتقبل روحه بغير ما تقبلت به روحا فلما سمع سعد كلام الرسول فتح عينيه ثم قال: السلام عليك يا رسول الله أما أني أشهد أنك رسول الله جزاك الله خيرا يا رسول الله من سيد قوم فقد أنجزت الله ما وعدته ولينجزنك الله ماوعدك.

 

 

إقرأ أيضا..الصلاة في الإسلام

 

 

وفاته.

 

 بعد إصابته في غزوة الخندق قُطع جُزء من ذراعه إلا أنّه لم يتوقف عن القتال، وصبر على جروحه وقد كان هذا في السنة الخامسة للهجرة، ولما تُوفي كان لم يزل في عُمر السابعة والثلاثين وعندما تُوفي لاحظ الصحابة أن جنازته كانت سريعة وكان الكفن خفيف الوزن بالرغم من ثقل وزنه، وهذا دليل قول جبريل للرسول صلى الله عليه وسلم بأنه قد نزل سبعون ألف مَلَك لحمله، بل وتحرّك عرش الرحمن استبشاراً بقدومه، وقد قال عنه رسول الله، صلى الله عليه وسلم: هَذَا العبد الصالح الَّذِي تَحَرَّكَ لَهُ الْعَرْشُ، وَفُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَشَهِدَهُ سَبْعُونَ أَلْفًا مِنَ الْمَلاَئِكَةِ، لم ينزلوا إلى الأرض قبل ذلك، ولقد ضُمَّ ضمة ثم أُفرِج عنه، والمقصود بالضمة هُنا ليس ضمة فيها ألم بل هي شبيهة بألم فقد الشخص عزيزاً عليه وليست من عذاب القبر، وقد قال الصحابة الذين حفروا قبره أنهم كانوا كلما تعمقوا في الحفر اشتموا رائحة تُشبه المِسك.

 

 

 

 

 

 وقبل موته تفجّر الدّم من جرح سعد بن معاذ بسبب إصابته، فلقي الله شهيداً، واهتزّ عرش الرّحمن لوفاته.

 

وقد روي أن جبريل عليه السلام أتى إلى الرسول صلى الله عليه وسلم حين قبض سعد بن معاذ من جوف الليل وقال له:يا محمد من هذا الميت الذي اهتز له العرش؟فقام الرسول صلى الله عليه وسلم يجر ثوبه إلى سعد فوجده قد مات" وحمل الناس جنازته فوجدوه خفيف مع أنه كان رجلا جسيما ،فقال الرسول صلى الله عليه وسلم:أن له حملة غيركم والذي نفسي بيده لقد استبشرت الملائكه بروح سعد واهتز له عرش الرحمن.

 

أسلم وهو عنده ٣١عاما ،وقد توفي وهو عنده ٣٧عاما

ست سنوات فقط،باغته الموت وهو صغير إلا أنه كان كفيلا لكي يهتز له عرش الرحمن .