تقارير وتحقيقات

"إيفرغراند" ....الأسهم العالمية المتضررة من تلك الأزمة

2021/09/27 11:09 PM | المشاهدات: 839

منار فوزي

تعتبر إيفرغراند من أكبر شركات العقارات في الصين، وواحدة من أكبر الشركات حصولًا على الإيرادات العالمية، وهي تابعة لهونغ كونغ وتوجد بمدينة شنتشن جنوب الصين، ويعمل بها نحو 200000 عامل ، تتمثل استثماراتها في السيارات الكهربائية والألعاب الرياضية والمتنزهات وتجارة الأطعمة والمشروبات والمياه المعبأة ومحلات البقالة، ومنتجات الألبان.

لكن خلال السنوات الماضية تعرضت «إيفرغراند» لديون ضخمة اقترضتها لتمويل مشاريعها الكبرى، مما أثر عليها بسمعة سيئة في السوق العالمي، حيث تزيد تلك الديون عن 300 مليار دولار، فقد قال محللو بنك جولدمان ساكس أنه من الصعب تعافي الشركة واستعادة اتزانها من جديد، فقد تنازل مجموعة من المستثمرين عن حقوقهم التي بلغت 13 مليار دولار، ولكن ديونها مزالت في حال الجنون، والشركة غير قادرة على السداد.

فهناك مخاوف هائلة من انهيار مجموعة "إيفرغراند" على الاقتصاد الصيني وانخفاض معدلات النمو به، وقلت تلك المخاوف بعدما وافقت شركة التنمية العقارية على تسوية بعض مدفوعات الفائدة على سندات محلية، ولكن من المؤسف أن حاملي السندات الدولارية لم يتسلموا بعد قيمة كوبونات مستحقة السداد.

وتعتبر أزمة "إيفرغراند غروب" الصينية شبه أزمة "ليمان برازر" في الولايات المتحدة، لكن إيفرغراند أثرت عالميًا على اقتصاديات العالم مثل أمريكا وأوروبا وغيرها

وأعلنت مجموعة "سيتي غروب" إن أسعار المنازل الصينية ستنخفض بدرجة كبيرة بصرف النظر عما يحدث لمجموعة "إيفرغراند".

فقد تأثرت الشركات الموردة، والمقرضون والمستثمرون بدرجة كبيرة بأزمة المجموعة الصينية، ثم تأثرت الشركات المعتمدة في إيراداتها على الصين.

ويركز السوق الأمريكي على الأسهم الصناعية، بينما السوق الأوربي يركز على أسهم شركات التعدين.

شركات التنمية العقارية
أثرت "إيفرغراند" على القطاع العقاري خاصة مع تركيز بكين في مراقبة شركات التنمية العقارية، وأعلنت مجموعة "غولدمان ساكس"، أن قيمة الأصول التي تمتلكها الشركة تريليوني يوان (310 مليارات دولار) – أي ما يعادل 2% من إجمالي الناتج المحلي للصين، ولا يمكن التصرف في هذه الأصول.

وهبط مؤشر "هانغ سنغ العقاري" إلى أدنى مستوى في خمسة أعوام في أوائل الشهر الجاري،فيحتوي المؤشر على 12 سهماً، منها شركة "كانتري غاردن هولدينجز" التي خسر سهمها 25% من قيمته منذ نهاية مارس الماضي، وشركة "تشاينا إوفرسيس لاند أند إنفستمنت" التي انخفضت أسعار أسهمها بنسبة 16%.

وتمثلت أسهم الوحدات التابعة لمجموعة "إيفرغراند" في مجموعة "إيفرغراند للخدمات العقارية" – التي انخفضت قيمة أسهمها بنحو 50% خلال 2021 – و مجموعة "تشاينا إيفرغراند للسيارات الكهربائية"– والتي تراجعت أسهمها بنسبة 90%.

وقد أثرت الأزمة أيضا على ثاني أكبر اقتصاد في العالم، حيث أذت الأسهم الأمريكية المعولمة، وربما تتلقى الضربة الصناعية الأعنف في العالم.

وأعلن ستيفن توسا، محلل لدى "جيه بي مورغان" أن مبيعات شركات الصناعة التحويلية الأمريكية سوف تتأثر أسهمها بنحو 10% بسبب الأزمة الصينية، مثل أسهم "جنرال إليكتريك" و "أوتيس وورلدوايد" وشركة "هاني ويل إنترناشيونال"، وشركة صناعة معدات البناء والمعدات الثقيلة "كاتربيلار".

شركات التعدين الأوروبية
وقد أثرت أزمة مجموعة "إيفرغراند" على أسهم شركات المواد الخام الأساسية الأوربية، فجاءت الإيرادات من الصين بنحو 62% من إجمالي إيرادات مجموعة "بي إتش بي غروب"، و58% من إيرادات "ريو تينتو" وحوالي نصف إيرادات شركتي "أنغلو أميركان" و"غلينكور".

وأعلن أحد استراتيجيي "ليبروم"، أن شركات صناعة الأسمنت الأوروبية ستتأثر بأضرار أزمة "إيفرغراند"، مثل "هايدلبرغ سمنت"، وشركات توريد مواد البناء مثل "كون أو واي جيه" (Kone OYJ) و شركة "شيندلر هولدينغ".

وتخضع أسهم الوحدات التابعة لمجموعة "إيفرغراند" للمتابعة، مثل مجموعة "إيفرغراند للخدمات العقارية" – حيث هبطت أسهمها للنصف خلال 2021 – و مجموعة "تشاينا إيفرغراند للسيارات الكهربائية"– هبطت أسهمها بنسبة 90%.

وأيضا وُضِعت شركات توريد مواد ومعدات البناء الاسيوية لمشروعات مجموعة "إيفرغراند" للمتابعة وذلك لتحديد ديون شركة التنمية العقارية المستحقة لها وهل ستنهض الشركة أم تنهار وذلك حسب إيراداتها الجارية.