12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

المظاهر خداعة

2020/04/28 06:53 PM | المشاهدات: 1296


المظاهر خداعة
مي محمد

المظاهر خداعة

 

نعيش في زمناً تَكثر فيه المجاملات، النفاق والمظاهر الخداعة. 
نحن مجتمع يرفض أن يعترف أنه يعيش التخلف و يَدَعي أنه حامل لفكر جديد ومُختلف .
في الحقيقه لا.... 
اختلاف اللون يؤذينا، اختلاف الشكل يؤذينا، اختلاف الدين يؤذينا، حتي اختلاف الجنس أصبح يؤذينا .
تحولنا إلي نسخ عن بعضنا دون أن نُدرك وأصبحنا نتنازع علي التفاهات، نُقلد الغرب دون التفكير، نَتبع الموضة حتي لو أنها تُخالف الدين وأصبحنا نتسابق علي خداع الناس بمظهرنا وعلي من يمتلك مُقتنيات أفخم .
الفتيات أصبحن يتفاخرن بملابسهن الباهظة 
ويتسارعن من أجل شراء الماركات لكي يلفتن الأنظار، أصبحن يبحثن عن شاب وسيم يلبس ملابس أنيقة باهظة الثمن والأهم هو حالته المادية، أصبحن يتفاخرن بسعر الشبكة التي سيأخذونها من هذا الشاب وإذا كانت أقل من صديقتها لا توافق عليه، ويتنازلن عن المعرفة بشخصية هذا الشاب لمجرد أنه وسيم وملابسه جيدة وغني ، لا ينظرن إلي جوهره الحقيقي، وهنا قد انتصرت عليهن أنفسهن وانخدعوا بالمظاهر.

أكدوا علماء النفس أن الاهتمام بالمظاهر الخارجية وحب التظاهر والتقليد الأعمي كل هذا يعود علي مرض نفسي ناتج من عدم الثقة بالنفس و الإحساس بالنقص. 

كم من شخص تم خداعه بمظاهر الناس الخداعة؟!
نقابل أشخاصا في قمة الأناقة، في أجمل صورة
ولكن من الداخل منافقين وغير سَويين 
ونندم كثيراً علي معرفة هذه الأشخاص ولكن بعد فوات الأوان . 

عجباً لهذا الزمن! 
نحن في زمن أصبح الجلوس بمفردك وحيداً أفضل من الجلوس مع أشخاص ينظرون إلي ماركة حذائك قبل أن ينظرون إلي قلبك وعقلك. 
نحن في زمن الناس أغلي مافيهم ثيابهم وأثمن مايملكون هو مجوهراتهم. 
أصبحت الناس تحب من يضحك عليهما بالكلام الجميل المُزيف، يعلمون أنهم يخدعون بعضهم لكن يستمرون في العلاقة لمصالحهم الشخصية، 
أصبحنا في زمن الفتيات تنظر لبعضهن بحقد وغيره ليس لجمال أخلاقهم وعفتهم بل لجمال ملابسهم ولا يدركون أن كل هذا زائف. 

فيا أيها الإنسان املك في الدنيا ما شئت لكنك ستخرج منها كما جئت ....