12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

معايير جديدة للحياة

2021/02/17 12:44 PM | المشاهدات: 448


معايير جديدة للحياة
أماني أيمن السروجي

 

بعض الناس تصنع صندوق أوهام لنفسها وتبني عليه حياتها وتجعله المتحكم الأول والأخير بها فمثلاً قد تجد من يوهم نفسه أنه ذو حظ سيئ، وآخر يوهم نفسه بأن الجميع يكرهه، وآخر يوهم نفسه بأنه قد يموت في عمر معين. 

في الواقع تُبنى كل هذه الأوهام من خلال موقف سابق قد تكرر معه لعدة مرات فجعله قاعدة لحياته أو من خلال حلم قد رآه ففسره على أنه سوف يموت في سن معين أو من خلال إنهاء علاقته ببعض الناس في نفس الوقت فيعتقد أن الجميع يريد الابتعاد عنه. 

 

اقرأ أيضاً/رثاء مريد البرغوثي

ولكن إذا بحثنا عن أسوءهم سنجده وهم تحمل المسؤولية حينها يرى الإنسان نفسه وكأنه هو فقط المسؤول عن الجميع ومسؤول عن كل الأخطاء التي تحدث، ويتعامل بهذا النمط في كل مجالات حياته ففي عمله إذا عمل مع فريق يقوم هو بكل الأعمال خوفاً من أن يقوم شخص ما بخطأ ويتحمل هو نتيجة هذا الخطأ، إذا فشل أحد أصدقائه في عمله يبدأ بلوم نفسه ويحمل نفسه المسؤولية الكاملة على الرغم منه أن من الممكن يتشارك المشكلة معه فقط ويحاولا وضع حل، وليس هكذا فقط بل في تعامله مع عائلته أيضاً حين يطلب والده ووالدته من أخاه شيء ولا يفعله يقوم بفعله بدلاً عنه خوفًا من أن يغضب والداه عليه الرغم من أن غضبهم سيكون موجه لآخاه وليس له. 

 

اقرأ أيضاً/تعليق السولية على فوز الأهلي

قد لا يشعر في بداية الأمر أنه يضر نفسه وقد يرى أنه فقط يحاول تقديم المساعدة للجميع يحاول إبعاد المشاكل عن محيطه يحاول تفادي الأخطاء من حوله، ولكن فيما بعد يجد نفسه لا يستطيع الاستمرار لم يعد يستطيع أن يميز ما المسؤولية التي يجب أن يتحملها وما الذي على الآخرين تحمله. ولكن في هذا الوقت يكون قد أفنى كل طاقته ويشعر حينها أنه يختنق ويريد الهروب من كل هذا ولا يستطيع فيبدأ بإلقاء اللوم على من حوله ويرى أنهم من أوصلوا به لهذه الحالة.

ولكن في حقيقة الأمر هو من ألقى بنفسه في هذا كان يمكنه مساعدة الآخرين إذا أراد ولكن ليس عليه أن يقوم بدورهم، يمكنك أن تدعم صديقك في مواقفه الصعبة ولكن لست مجبراً على تحمل مسؤولية الأمر.

 

اقرأ أيضاً/ رسالة متعب إلي بواليا

أكثر الأشخاص عجزاً وإحباطاً على الأرض ليس أفقرهم وليس الذي بلا مال ولا سيارات ولا بيت الشخص العاجز هو من يعلم أنه في مشكلة ولا يحاول أن يجد لها حلًا.

لا تقف عند كونك شخص مُهلك بلا طاقة بل أعد ترتيب أمورك من جديد بالطبع ستأخذ وقت لكي تتعافى ولكنك سوف تجد نفسك بالنهاية.

إبدأ بالتوقف عن تحمل كل المسؤوليات وتحمل فقط المسؤولية الضرورية التي لا يمكنك تجاهلها وحين يمكنك التعرف على مسؤولياتك الحقيقة هنا ستعلم كيف يمكنك مساعدة الأشخاص وليس أخذ دورهم.