12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

المعبود سوبك في مصر القديمة

2021/09/07 09:06 AM | المشاهدات: 1217


المعبود سوبك في مصر القديمة
يثرب أشرف

سوبيك أو سوبِك أو سُبِك (كما يمكن نطق اسمه : سِبِك، سوخت، سوبكي)، هو إله مصري قديم مع طبيعة متعددة الجوانب، فهو إله مرتبط بتماسيح النيل، ويمثّل صورياً إما في شكل التمساح أو في شكل إنسان برأس التمساح، وارتبط سبك كذلك بالسلطة الملكية والخصوبة والبراعة العسكرية، وقد اعتبر كذلك إلهاً وقائياً ضد الأخطار بصفات طاردة للشر، ارتبطت بوجه خاص مع الأخطار التي يمثلها النيل بفيضانه.تمتع سوبك بوجود طويل الأمد في عائلة الآلهة المصرية، فمن الدولة القديمة عبوراً للفترة الرومانية ظل معبوداً بصفاته المختلفة. وهو معروف لأول مرة من عدة فصول من نصوص الأهرام الشهيرة في الدولة القديمة، وخاصة من الفصل 317الذي يصف الملك مادحاً له كتجسيد حي لهذا الإله التمساح، ومنه :

 

"أوناس هو سوبك أخضر الريش، مع وجه يحذّر ومقدمة مرتفعة، الراشّ الذي جاء من فخذ وذيل من الإلهة الكبيرة في ضوء الشمس... وقد ظهر أوناس كسبك، ابن نيت، وسوف يأكل أوناس بفمه.

 

 

و كما كان سوبك يعبد في الدولة القديمة، اكتسب مكانة بارزة كذلك في الدولة الوسطى ، وعلى الأخص في عهد ملوك الأسرة الثانية عشر، وبالتحديد أمنمحات الثالث، الذي أولى اهتماماً خاصاً بمنطقة الفيوم، وهي منطقة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بسوبك. فأمنمحات وكثير من ملوك الأسرة بنوا العديد من المشاريع لتعزيز سلطة سوبك كإله ومعظمها كانت تبنى في الفيوم. وفي هذه الفترة، خضع سوبك أيضا لتغير مهم : فقد كان غالبا ما يتحد مع الإله حورس. وهذا جعل سوبك أقرب إلى ملوك مصر، مما أعطاه مكانة أكثر أهمية بين الآلهة المصرية.وأضاف هذا الاتحاد مستوى آخر من التعقيد لطبيعة هذا الإله، كما تم اعتماد سوبك في ثالوث حورس ووالديه: أوزوريس وإيزيس.

 

إقرأ أيضًا/أنواع الشعور المستعارة في الحضارة المصرية القديمة

 

اكتسب سوبك لأول مرة دوره كإله للشمس من خلال علاقته بحورس، ولكن هذا تم تعزيزه في فترات لاحقة مع ظهور الإله سوبك رع، وهو مزيج من سوبك وإله الشمس الرئيسي رع. سوبك حور استمرت كشخصية في الدولة الحديثة ، ولكن لم يتصدر سوبك رع المشهد حتى أواخر الأسرات المصرية أو في العهد المتأخر. واستمر هذا الفهم للإله بعد سقوط آخر الأسرات المصرية في عهود بطالمة ورومان مصر (332 ق.ح.م - 390 ح.ع). وكانت هيبة كل من سوبك وسوبك رع تزداد في هذه الفترة الزمنية وأولي إليه أهمية كبيرة - سواء من خلال توسيع معابده أو من خلال البحث الديني لجعل هذا الإله في أوج قوته في العقيدة نفسها.

 

عبادته:-

 

منطقة الفيوم بأكملها - "أرض البحيرة" كما كانت تعرف في مصر القديمة (التي تشير تحديدا إلى بحيرة قارون) - كانت بمثابة مركز عبادة سوبك. وقد طورت معظم مدن الفيوم نسخها المحلية الخاصة بها من هذا الإله.

 

كان سوبك شيديتي، راعي العاصمة المركزية في الفيوم، كروكوديلوبوليس (أو شيديت كما هو اسمها بالمصرية القديمة)، أبرز شكل للإله. وقد تحققت بناءات واسعة تكريماً سوبك في شيديت، كما أنها كانت عاصمة أرسينويت (مقاطعة الفيوم في العصور اليونانية الرومانية) بأكملها، وبالتالي أهم مدينة في المنطقة. ويعتقد أن الجهود المبذولة لتوسيع معبد سوبك الرئيسي كانت مدفوعة في البداية من قبل بطليموس الثاني.وكان الكهنة المتخصصون في المعبد الرئيسي في شيديت يعملون فقط لخدمة سوبك، وتقلدوا ألقاباً مثل "كاهن الآلهة التمساح" و"من يدفن جثث آلهة التماسيح في أرض البحيرة".

 

إقرأ أيضًا/العقل السليم في الجسم السليم (الجزء الأول)

 

و خارج الفيوم، كانت كوم أمبو، في جنوب مصر، أكبر مركز لعبادة سوبك، وخاصة خلال الفترات البطلمية والرومانية. وتقع كوم أمبو على بعد حوالي 30 ميلا (48 كيلومترا) شمال أسوان وتم بناؤ معبد كبير فيها خلال العصر اليوناني الروماني (332 ق.ح.ع - 395 ح.ع). وكان يسمى المعبد في هذا الموقع "بر سوبك"، وهذا يعني "بيت سوبك".

 

إقرأ أيضًا/المتحف المصري الكبير