12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

الصحبة الصالحة التقية.

2021/09/02 06:53 AM | المشاهدات: 3535


الصحبة الصالحة التقية.
بسمة جمال إبراهيم الدسوقي

إن كل منا له أصدقاء وصحبة سواء في المدرسة أو الجامعة أو العمل أو أي مكان يوجد فيه، ولكن قليل منا له صحبة صالحة تعينه، ويستند عليها وقت الشدة، فنرى الكثير من الأصدقاء، لا يكونوا بجانبنا وقت الشدة، ولا يستحقون لقب أصدقاء من الأساس، فهم لا يعرفون معناها، ولا يستحقونها أبداً، وإذا جاءت لهم فرصة للتخلص منك فعلوا ذلك بسهولة، بدون أي مراعاة للعشرة ولا للصداقة التي بيننا، وتكتشف بعد ذلك أنهم لا يستحقون تلك الطيبة والبراءة التي كنت تتعامل بها معهم.

 

اقرأ أيضًا/ الحزن الخبيث المدمر

نحن نمر بصراع داخلنا هل يكون لنا أصدقاء، نثق بهم ونتعامل معهم بتلقائية أم نكون حذرين في التعامل معهم كي لا نكون فريسة سهلة لكل من يريد أن يلتهمها، ففي الحقيقة إن اختيار الصحبة الصالحة تغير في حياتنا الكثير والكثير، إما أن يكونوا سبب في إفساد حياتك، وإما أن يكونوا سبب في إسعادها، فكون حذرا في اختيار الصحبة التي تحب أن تكون بجانبها كي لا تنصدم بالواقع أنهم لا يستحقون أي ثقة أبدا، ونحن في حياتنا نمر بمسؤوليات كثيرة، وحتى بعد مرور الأيام تجد تلك الصحبة الصالحة هم اللذين يسألون عنك ويطمئنون عليك دائما، حتى وإن كنت مشغول عنهم.

 

اقرأ أيضًا/ إختيار شريك الحياة

إن اختيار الصحبة الصالحة بتفرق في حياتنا جدا، عندما يكون في حياتنا صحبة سيئة نبدأ في التغيير مئة وثمانين درجة لأسوء؛ لكي نكون مثلهم، وفي مثل طريقتهم في التعامل، والأسلوب، وكل شيء، وللأسف نحن نكون على غير وعي بذلك، ونحن نغير مبادئنا وحياتنا للأسوء، وهذا التغيير بسبب تلك الصحبة السيئة التي نكون معهم، ونعطيهم حجم أكبر من حجمهم، ونصغي أذننا لهم، وفي بعض الأحيان يدبرون لك السوء وأنت لا تدري، وتبقى في التعامل معهم وتعطيهم الثقة الكاملة في حياتك، وتتحدث معهم في كل تفاصيل حياتك، وهم لا يقدرون أي شيء نهائيا بل يسعون لكي تكون أسوء مثلهم تماما، فكن حذرا في التعامل مع مثل هذه النوعية من البشر جدا، وترى التغيير بك للأسوء، وذلك لأنك لا يصح أن نضع وردة في بيئة غير صالحة لها وتقول لم تتأثر بتلك البيئة، فالبطبع تتأثر بها جدًا، وذلك لأننا يوجد حولنا الكثير من الفتن في كل مكان.

 

اقرأ أيضًا/ لصوص الوقت

أما عن الصحبة الصالحة، فهم يحبون الخير لك ويتعاملون معك بكل صدق وطيبة، وعندما تكون في شدة أو حاجة هم أول ناس يقفون بجانبك، وحتى إذا كنت سيء لا يسخرون منك ولا يستهزءون بك، ولكن يحاولون تغيرك للأحسن والأفصل ويوجهونك للأفضل ويسعون لكي تكون قريبا من الله عزوجل ،ولكي تكون شخص صالح مثلهم وتفعل الخير دائماً، ولكي تكون شخص قلبه نقي ليس به أي حقد أو حسد لأي شخص، ويكونوا بمثابة الجانب الحلو في حياتك إذا أرهقت من قسوة الأيام والليالي تذهب إليهم لكي يخففون عنك ذلك، فهم ونعم الصحبة الصالحة حتى إذا اشتد بك الطريق يحاولون بكافة الطرق لكي يسهل لك؛ فالصحبة الصالحة حقيقي رزق كبير من عند الله لا يدركه إلا الذي كان لديه مثل هذه الصحبة، فهو لديه كل شيء، ولا يستطيع أن يستغنى عنهم، وكيف يستغنى عنهم وهم يقفون بجانبه دائما، ولا يتركونه أبدا مهما حدث من خلافات بينهم، فنحن بتلك الصحبة في نعمة كبيرة من عند الله يجب أن نحمد الله عليها دائما، فهم سبب لتغير حياتك للأفضل والأحسن، وتشعر معهم دائما بالدفء والراحة النفسية والاستقرار الداخلي الذي لم يكن بداخلك قبل أن تكون معهم، فهم يحبونك بصدق ولا يوجد بداخلهم أي شيء خبيث لك، بل ويحبون لك الخير والنجاح، ويفرحون لفرحك، ويحزنون لحزنك، ويحاولون التخفيف كثيرا عنك، فاحمد الله كثيرا على هذه النعمة الجميلة التي رزقك الله بها، ولا تفرط فيها أبدا، وتمسك بها جدا فقد لا توجد مثلها في هذه الأيام.