12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

يستخدمون كل أنواع الضغط النفسي المُستتر.. ثم يقولون هذا اختيارك.

2020/05/17 06:20 PM | المشاهدات: 777


يستخدمون كل أنواع الضغط النفسي المُستتر.. ثم يقولون هذا اختيارك.
ساره مصطفي أحمد

  ليس الرِق الزوجي أو بالأحرى الزواج بالإكراه بالظاهرة الجديدة على أيّ حال، بل هي أحد أشكال الزواج التي لها جذور عميقة مُنذ الأذل وتتم هذه الزيجة على الرغم من رفض أحد الطرفين أو كلاهما، نوع زواج لا يمُت لحقوق الإنسان بصلة، ويعتبر انتهاك صريح لحقوق الإنسان وتقييد واضح لأبسط حقوقة وهي حُرية وخصوصية رأيه، وترجع ظهور تلك الظاهرة لأسباب كثيرة، أكثرهم وضوحًا مُنذ سنواتٍ وسنواتٍ.. هو اتباع نظام الملكية في الغرب خاصةً، حيث يَرث الابن حتى زوجة أبيه، بدون الأخذ في الاعتبار رأي المرأة أو رفضها أو أي شئ آخر.. وزواج القاصرات مثلًا، يتم عن طريق إجبار الفتاة بزواج أحدهم، ويعتبر هذا أقسى أنواعه.. حيث أنه لا يكون للفتاة حولًا ولا قوةً، وتكون في عمرٍ صغير جدًا، آرائها مازلت في مرحلة التكوين وحتى وعيها وبلوغها الجنسي والعقلي، ولكن يتم اغتصاب أحلامها وأقل حقوقها في سبيل إرضاء والديها أو تقاليد المجتمع العقيمة!.

 

===========================

اقرأ أيضًا اختلاط الاديان ف الزواج

============================

 

لن يكفينا مقال واحد ولا حتى مقالات عدة؛ لحصر كل أنواع تلك الظاهرة القاسية والعقيمة مُنذ التفكير بها وحتى تنفيذها.. ولكن هُناك نوعًا واضحًا جليًا، تتبعه العائلات والأعراف والتقاليد، ولم تقف أو حتى تقل آثاره حتى الآن.. اسميه《زواج الإكراه الشيك》، حيث ترى عائلة ما مثلًا أن ابنتها أو ابنها قد كبروا بما فيه الكفاية، ولا بُد لهم من تكوين أسرة والزواج بأحدهم حتى إذا تم هذا بعدم رضاهم، بل ويتم تزيين تلك الفكرة في أعين الفتاة -خاصةً- من قِبل الأم عن طريق أنها سلكت الطريق نفسه وهذا أمر طبيعي، وتتم عدة مقارنات بين أفراد العائلة الأخرى بتلك الابنة أو الابن كنوع من الحث على التعجيل بأخذ القرار ويتم تناسي أنه قرار مصيري ويحتاج وعي ونضج ورغبة كافية وحرص في الاختيار، وللأسف لا يُدرك الأبوين أن هذا يعتبر انتهاك لحقوق واستقلالية الفتاة -إلا من رحِم ربي-... فيستخدمون الضغط النفسي المُستتر ثم يقولون هذا اختيارك!.

=========================================

 

اقرأ أيضًاهل اهان الاسلام المراة ام كرمها؟

==========================================

ما رأي الإسلام في إجبار المرأة على الزواج بأحدهم؟ 

-قالت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية، إن تلك الظاهرة تعتبر جريمة واضحة في حق المرأة، 

عن أبى هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تنكح الأيم حتى تستأمر، ولا تنكـح البكر حتى تستأذن، فقالوا يا رسول الله وكيف إذنها قال أن تسكت ويتبين لنا من هذا الحديث أن إذن العروس هو أمر ليس ضروري فحسب، بل وحتمي أيضًا؛ وذلك من أجل إتمام عقد القران. يجب أن يتم إبرام عقد الزواج بين ولي أمر العروس (وكيل العروس والذي يجب أن يكون مسلم حر) والعريس، وليس بين العريس والعروس مباشرة، وذلك إذا كانت الفتاة لا تزال بكر، ولكن إذنها لا يزال ضروريا أيضًا؛ وذلك من أجل إتمام عقد الزواج بصورة صحيحة تطبيقًا للشريعة الإسلامية.

 

ومن جهة حقوق الإنسان: من قَبِلَ مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. لقد تم اِتِّخاذ هذا القرار بناءً على العديد من الجوانب، كانطواء زواج القُصَّر، والزواج بالإكراه على انتهاكات صريحة لحقوق الإنسان، وقد تصل تلك الانتهاكات إلى حرمان الأفراد من الحياة بصورة سليمة خالية من جميع أشكال العنف، بالإضافة إلى حرمانهم من بعض حقوقهم الأساسية كحقهم في التعليم، والتمتع بأعلى مستوى من الصحة بما في ذلك الصحة الجنسية والإنجابية.

==============================

 

اقرأ أيضًاحقوق الواجبه للزوجه

===========================

 

كثير من المراجع والأديان التى تُبرأ نفسها من تلك الظاهرة القاسية وتنفيها، وتحث على عدم اتباعها، كنتُ ومازلت دائمًا أتعجب.. فكيف أن تكون الحقيقة واضحة جلية بديهية أمامنا ثم نزعم أننا لا نرى أو لا نعرف ونتبع أهوائنا؟.. ولكن مع الوقت عرفت، إنها عادة البشر المتسلطين الجَهلة، الذي قال عزّ وجّل -فيهم-

 《صُمٍ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ》 (18).

 

 النفسي، المرأة.