إن كتمان الإنسان للحق وهو يعلم بحقيقه الأمور هو إضعاف للحق فقال الله تعالي في كتابه الكريم (وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ).
جاء في تفسير هذه الآية أن الله تعالى قد حذر اليهود عما كانوا يتعمدونه من تلبيس الحق بالباطل ، وكتمانهم للحق وإظهار الباطل ، وأمرهم بإظهار الحق والتصريح به ، وحذرهم من تحريفهم آيات التي جاءت في التوراة والتي تصف رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنبي الخاتم ، فخلطوا الحق بالباطل ، ليشتروا بآيات الله ثمنا قليلا.
وكتمان الشهادة إذا عرفها الإنسان ، نوع من الظلم قال الله تعالى:
(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ).
ولذلك أمر الله أن تكون الشهادة بالقسط والعدل ، حتى وإن كانت ستؤثر على القرابة مهما كانت درجتهم ، لأن شهادة الحق هي المقدمة وعدم إتباع الهوى ، فمن البر قول الحق حتي وإن كان هذا سيؤثر على العلاقة بالوالدين قال تعالى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقِيراً فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَن تَعْدِلُوا وَإِن تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً).
إقرأ أيضاً/مكفرات الذنوب
إن الحق هو صفة من صفات المسلم ويخبرنا القرآن هذه الحقيقة في آيات كثيرة تبين أن النصر دوماً في جانب الطرف الذي يدافع عن الحق، فقال تعالي: فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون .
وقوله تعالي: ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون .
وقوله تعالى: وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا .
وقوله تعالي: بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق .
وقوله تعالي: قل جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد .
وقوله تعالى أيضاً : ويمح الله الباطل ويحق الحق بكلماته.
إقرأ أيضاً/الدرس الثالث عشر
الله دائماً ينصر الحق فقول الحق هو واجب ودين ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه والله بما تعملون عليم .
وكما قال عمر بن الخطاب ( أميتوا الباطل بالسكوت عنه ).
إقرأ أيضًا/كنز من كنوز الجنة