هل أنا مسير أم مخير؟
هل أفعالي نابعة عن اختياراتي؟ هل أنا من وضعت نفسي في هذا المكان أم هو القدر؟
كثيراً ما تتردد هذه الأسئلة في خاطرنا ولا نعرف الإجابة بشكل دقيق.
فأولاً المُسَيَّرٌ : هو من كانت أَعمالهُ وأفعالهُ خارجة عَنْ إِرادَتِهِ الفِعْلِيَّةِ، ولا سيطرة لَهُ عَلَى أفعالِهِ.
والمخير : جُعل له حرية الاختيار بين الأمور.
*و من الأشياء التي تكون مسير فيها هي جنسيتك، لون بشرتك، أهلك، كونك ذكرًا أو أنثى، و فيما غير مثل هذه الأشياء فأنت مخير تماماً فيما كُلفت لوجود الأمر والنهي في القرآن الكريم، فأنت مخير تماماً في طاعتك، تخصصك الدراسي، اجتهادك في كليتك، زواجك، تصرفاتك المادية، فأنت تأخذ الكثير من القرارات في اليوم الواحد وأنت مخير فيها فلا تلوم القدر على حالك اليوم.
اقرأ أيضاً: الصديق الصالح والصديق الطالح
القدر مكتوب قبل أن أولد؟فيكف أكون مخير؟
القدر هو كتابة الله عز وجل للأفعال التي ستقوم بها ليس لأنه إختارها لك بل لأنه يعلم الغيب ويعلم ماذا أنت ستختار مستقبلا لأن الله عزوجل ليس محصور في الزمان والمكان مثلنا.
قال أحمد الشقيري: والقدر مكتوب بعلم الله المُسبق وليس بإجبارة وهناك فرق كبير، فكون الله يعلم ماذا ستقرر في حياتك. وكتب هذا في القدر بعلمه سبحانه ليس معناه أنه أجبرك على اتخاد هذا القرار، تماما مثل المدرس في بداية السنة فلأنه يعلم طلابه جيدا، فمن الممكن ان يقول هذا الطالب سيتفوق، وهذا الطالب سيفشل، وفي الغالب يكون كلامه صحيحاً ليس لأنه أجبر الطالب على الفشل، ولكن لأنه يعرف الطالب الجيد، ولله المثل الأعلى.
اقرأ أيضاً: الصلاة على النبي ﷺ
*ونحن كمسلمين يجب أن نكون متيقنين أن الله عادل( إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا ) النساء (40).