12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

الصفا والمروة.

2021/05/09 10:39 AM | المشاهدات: 646


الصفا والمروة.
اسراء أشرف الطنطاوي

سبب تسمية جبلي الصفا والمروة:- 

تُعرف الصفا بأنها نوع من الحجارة التي تكون عريضة وملساء، وهو مكان مرتفع يقع في الجهة الجنوبية الشرقية من بيت الله الحرام، جعله الله ﷻ إحدى شعائره ومن أعلام دينه، وقد أمر بتعظيمه، وهو يقع في أصل جبل يُدعى أبي قيس، قال ﷻ: (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّـهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ)، وقال ﷻ: (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّـهِ).

 

أمّا تعريف المروة؛ فهي الحجارة البيضاء الصلبة البراقة والتي تُقدح منها النار، فهي مكان مرتفع يقع في الجهة الشرقية الشمالية من بيت الله الحرام، والسعي بين الصفا والمروة هو من مناسك الحجّ الذي لا يتمّ الحج إلّا بفعله، قال ﷻ: (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّـهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيم).

 

إقرأ أيضاً/كيف تتخلص من الهموم

 

تنبية:

أول من سعى بين الصفا والمروة:-

السيّدة هاجر أمّ إسماعيل عليه السلام أوّل من سَعى بين الصفا والمَروة؛ حيث تركها زوجها سيّدنا إبراهيم عليه السلام في صحراء قاحلة مع التمر والماء بأمرٍ من الله؛ مستسلمين لأمر الله ﷻ، ومُتوكّلين عليه؛ قال الله ﷻ على لسان نبيّه إبراهيم عليه السلام: (رَبَّنا إِنّي أَسكَنتُ مِن ذُرِّيَّتي بِوادٍ غَيرِ ذي زَرعٍ عِندَ بَيتِكَ المُحَرَّمِ رَبَّنا لِيُقيمُوا الصَّلاةَ فَاجعَل أَفئِدَةً مِنَ النّاسِ تَهوي إِلَيهِم وَارزُقهُم مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُم يَشكُرونَ)، فكانت تأكل من التمر، وتشرب من الماء، وتُرضع ابنها إسماعيل حتى نفدَ الطعام، وجَفّ صدرها، وجاعت وعطشت هي وولدها، فجعلت تبحث عن الماء في أقرب جبل إليها؛ وهو الصفا، فلم تجد أحداً، ولم تجد ما يسدُّ جوعَها، فذهبت إلى الجبل المقابل؛ وهو المَروة تبحث أيضاً، واستمرّت بالمَشْي بحثاً بين الصفا والمروة سبعَ مرّات، وكانت إذا نزلت إلى بَطن الوادي بين الجبليَن، أسرعَت وهرولَت في المَشْي؛ حتى ترى رضيعها الذي غاب عن عينيها، وذلك إلى أن سمعت صوتاً، فإذا هو ماء زمزم يخرج من الأرض بقُدرة الله، ويليها قول الله ﷻ: (اسعَوْا، فإنَّ اللهَ كتبَ عليكم السَّعيَ).

 

إقرأ أيضًا/الزكاه

 

شرح التعريف:

طريقة السعى بين الصفا والمروة:-

يبدأ الساعي بعد أن يقوم بصلاة ركعتين خلف المقام الإبراهيميّ، وبعد أن يرجع إلى الحجر الأسود ويستلمه؛ فيتوجّه الساعي نحو الصفا، وعندما يقترب منها يتلو قوله ﷻ: (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّـهِ)، فيبدأ من الصفا لقول الرسول ﷺ: (أَبْدَأُ بما بَدَأَ اللَّهُ به)، ثمَّ يصعد إلى الصفا حتى يرى البيت ويستقبل القبلة وعندها يوحّد الله ويكبّره، ويحمده، ويردد هذا الدعاء: (الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أنجز وعده، ونصرعبده، وهزم الأحزاب وحده)، ثلاث مرات، ويرفع يديه ويدعو بما تيسر ويسأل الله من خيّري الدنيا والآخرة.

 

بعد ذلك ينزل إلى المروة؛ فيمشي حتى يصل إلى أوّل علم أخضر، ويسعى الرجل بشكل سريع يميل إلى الركض إن أمكن ذلك دون التسبب بالأذى لأحد؛ فلما رواة جابر رضي الله عنه عن صفة سعي النبي ﷺ قال: (ثُمَّ نَزَلَ إلى المَرْوَةِ، حتَّى إذَا انْصَبَّتْ قَدَمَاهُ في بَطْنِ الوَادِي سَعَى، حتَّى إذَا صَعِدَتَا مَشَى)، وإذا وصل الساعي إلى العلم الأخضر الثاني توقّف عن الركض أو ما يُعرَف بالرمل، ومشى مشياً عادياً حتى يصل إلى المروة؛ فيصعد عليها حتى يرى البيت، ويستقبل القبلة ويدعو ويقول ويفعل كما فعل على الصفا، أمّا بالنسبة للمرأة فقد أجمع الفقهاء على عدم مشروعية رملها لا في الطواف ولا في السعي، وذلك خوفاً من أن تنكشف عورتها في مكان يتزاحم فيه الرجال.

 

إقرأ أيضًا/خرافات لغة الجسد

 

أدعية السعى بين الصفا والمروة:-

اللَّهُمَّ إني أسألُكَ مِنَ الخَيْرِ كُلِّهِ ما عَلِمْتُ مِنْهُ وَما لَمْ أعْلَمُ، وأعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرّ كُلِّهِ ما عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أعْلَمْ، وأسألُكَ الجَنَّةَ وَما قَرّبَ إِلَيْها مِنْ قَوْلٍ أوْ عَمَلٍ، وأعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إلَيْها مِنْ قَوْلٍ أوْ عَمَلٍ. 

 

اللهم كن لنا ولا تكن علينا واختم بالسعادة آجالنا، وحقق بالزيادة أعمالنا واقرن بالعافية غدونا وآصالنا واجعل إلى رحمتك مصيرنا ومآلنا، واصبب سجال عفوك على ذنوبنا، ومنَّ علينا بإصلاح عيوبنا، واجعل التقوى زادنا وفي دينك اجتهادنا، وعليك توكلنا واعتمادنا، وإلى رضوانك معادنا.

 

اللهم إني أَسْأَلُكَ الرِّضَا بَعَدَ الْقَضَاءِ، وَأَسْأَلُكَ بَرْدَ الْعَيْشِ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَأَسْأْلُكَ لَذَّةَ النَّظَرِ إلَى وَجْهِكَ، وَالشَّوْقَ إِلَى لِقَائِكَ، فِي غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ، وَلاَ فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ، اللَّهُمَّ زَيِّنَّا بِزِينَةِ الإِيمَانِ، وَاجْعَلْنَا هُدَاةً مُهْتَدِينَ.

 

اللَّهُمَّ إني أسألُكَ مُوجِباتِ رَحْمَتِكَ، وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ وَالسَّلامَةَ مِنْ كُلِّ إثْمٍ، وَالفَوْزَ بالجَنَّةِ، وَالنَّجاةَ مِنَ النَّارِ، اللَّهُمَّ حَبِّبْنا إلَيْكَ وَإلى مَلائِكَتِكَ وإلَى أنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ، وإلى عِبادِكَ الصَّالِحِينَ، اللَّهُمَّ يَسِّرْنا لليُسْرَى، وَجَنِّبْنا العُسْرَى، واغْفِرْ لَنا في الآخِرَةِ والأولى، وَاجْعَلْنا مِنْ أئمَّةِ المُتَّقِينَ، اللَّهُمَّ يا مُقَلِّبَ القُلُوبِ ثَبِّت قَلْبي على دِينكَ.