من أنا؟ ماذا أحب؟ ماذا أفعل في هذه الحياة؟ وماذا أريد من هذه الحياة؟ أسئلة نطرحها جميعاً على أنفسنا ولكن ما يميز كل واحد فينا هو متى نطرح هذه الأسئلة، فالبعض منا يسألها في سن مبكر والبعض الآخر يتأخر كثيراً في طرح هذه الأسئلة على نفسه.
هذه الأسئلة هي التي تبين من أنت حقاً تبين ذاتك الحقيقية، هذه الأسئلة تفتح باب نفسك أمامك تجعلك شفاف أمام روحك وهذا ما سيجعلك إنسان أفضل على أي حال
اقرأ ايضا / للملائكة أقلام
في مشهد يتكرر في معظم البيوت تقول الأم لطفلها انظر إلى فلان وقلده كي تنجح في حياتك هذه الجملة حرفياً يمكن أن تفقد الطفل هويته وذاته في محاولة إرضاء والدته في تقليد الشخص الناجح في نظرها، هذه الأم حاولت جعل ابنها ناجح من وجهة نظرها ولكنها لم تدرك أنها يجب أن تشجعه أن يكون نفسه أن ينجح فيما يحب حتى لو كان ما يحبه شيئاً بسيطاً، نتج عن طريقة تربية هذه الأم طفلاً للأسف لا يرى نجاحاته في الحياة يرى أن ما يفعله دائماً ليس له قيمة، نتج طفل يقارن نفسه بغيره ويعاقب نفسه على نجاح غيره.
اقرأ ايضا / الضوضاء الصامتة
وعندما نرى تبعية تربية هذا الشخص نجد أنه عندما يكبر قليلاً ويبدأ باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي ولكونه شخصاً فارغ من الداخل وليس لديه شخصية خاصة به يبدأ محاولاته في تقليد كل ما يرآه ناجحاً سواء كان جيداً أو سيئاً والسيئ يكون أكثر في أغلب الحالات، وللأسف هذه الحالة موجودة في الكثير من شبابنا اليوم لكونهم يعتمدون على التقليد الأعمى بدأوا ينهون ثقافتهم بنفسهم لاعتقادهم أن الثقافة الغربية أنجح، سعياً وراء نجاح لا يشبههم فقدوا أنفسهم أسرع، فقدوا هويتهم الضائعة من الأصل بدل محاولة البحث عنها.
اقرأ ايضا / الوحدة بين الناس
قرأت في إحدى المرات على مواقع التواصل الاجتماعي جملة كتبتها فتاة أشكرها حقاً على ما قالته لأننا لو فهمنا وحاولنا تطبيق هذه الجملة لكان الحال أفضل في جميع الأحوال كتبت: "في حين يبحث الجميع عن نصفهم الآخر أبحث أنا عن ذاتي"
هذه الجملة يجب أن نتدبر فيها كثيراً، حيث أن المعظم يبحث عن نصفه الآخر على اعتقاد منه أنه سيكمله وأنه ناقص بدون النصف الآخر ولكن الحقيقة أن تكتشف ذاتك أولاً هو الأهم أن تعرف من أنت وماذا تريد هو الأهم، أنت حقاً فارغ من الداخل بدون معرفة هويتك ليس بدون نصفك الآخر، اعرف ذاتك لتسهل حياتك على نفسك.
