قلنا أن جدّ رسول اللّٰهﷺَ "عبد المطلب" قد كفله ثمان سنوات كاملة ثم أوصى به عند عمه أبي طالب وهو الذي كان حريصا عليه أشد الحرص، ولم تمض هذه المدة إلا بأحداث جليلة عظيمة منها:
١- رضاع النبيﷺَ: في سَنة مقفرة جدباء على أهل البادية تخرج "حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية" وكانت مرضعة تبحث عن طفل ترضعه فيكون في ذلك مال تعين به نفسها وأسرتها، وفعلا تجد النبيﷺَ وتأخذها إلى بادية بني سعد حيث يرضع هناك، وينشأ في البادية فيقوى جسده ويصح لسانه، وتجد حليمة المرضعة من بركات النبيﷺَ ما يجعلها تتعلق به وهي لم تعلم بعد أنها ترضع خير البشر.
يتم النبيﷺَ سنتين رضاعة وقد وجدت حليمة من بركته ما جعلها تتعلق به تعلقا شديدا، فتذهب إلى أمه على رأس الحول الثاني طالبة من أمه "آمنة بنت وهب" أن تتركه معها إلى حين؛ لتنال من بركته، فوافقت أمه لأنها كانت تعلم أن نشأته في البادية خير له، فتأخذه حليمة مسرورة إلى بيتها في البادية، لكن يحدث ما يجعلها تخاف فتذهب به إلى أمه آمنة فورا...
إقرأ أيضًا:مولد النبي -صلى الله عليه وسلم-
٢- حادثة شق صدر النبيﷺَ: أخذته حليمة فرحة بموافقة أمه على ذلك وعادت به إلى البادية، وذات يوم تركته يلعب مع الصبيان، فأتاه ملكان على صورة رجلين فشقا صدره ثم أخرجا قلبه فشقاه ثم أخرجا حظ الشيطان منه، ثم أعادوا كل شيء كما كان، ثم تركاه وانصرفا...
رأى الصبيان ذلك فخافوا عليه وذهبوا إلى مرضعته حليمة فأخبروها وهي التي بدورها ذهبت إليه تسعى، فرأته أصفر الوجه، على وجهه أثر الإرهاق من تلك العملية الجراحية المبكرة، فخافت أن يموت منها، فأخذته إلى أمه آمنة بنت وهب الزهرية.
إقرأ أيضًا:حفر بئر زمزم إلى زمن عبدالمطلب
٣- وفاة أمه: لم يمض من الوقت كثير حتى أخذته أمه في زيارة لبني النجار (أخواله) وفي طريق رجوعها عند منطقة اسمها "الأبواء" ماتت أم النبيﷺَ وفقدها وعاد بدونها؛ ليصير يتيم الأم والأب معا، صلى الله عليه وسلم، وبعد نحو سنتين من هذا الحدث الأليم يموت جده الروح التي كانت رحيمة به، ليصير في كفالة عمه أبي طالب، وفي كفالة عمه أبي طالب تحدث أمور جسام نذكرها مرتبة متتابعة -إن شاء اللّٰه- والحمد لله رب العالمين.
إقرأ أيضًا/قصة أصحاب الفيل
