12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

عيسى عليه السلام.

2021/04/01 10:26 AM | المشاهدات: 680


عيسى عليه السلام.
اسراء أشرف الطنطاوي

عيسى عليه السّلام، عيسى بن مريم آية من آيات الله تعالى وكلمته، وهو آخر الأنبياء عليهم السّلام قبل الرّسول محمّد ﷺ، وهو صاحب معجزة وحيدة بين الخلْق؛ إذ وُلد من أمّ دون أب وأمّه هي مريم عليها السّلام، وذلك لحِكمةٍ أرادها الله ﷻ، كما أنّ عيسى من أولي العزْم من الرّسل؛ حيث أرسله الله إلى بني إسرائيل فصبر على أذاهم وحِيَلِهم وغدرهم وكذبهم، وقد علّمه الله «الإنجيل والتّوراة» وحفظهما عيسى عليه السّلام، وكلا الكتابين يُرشدان إلى توحيد الله عزّ وجلّ، والاختلاف بينهما قليل في بعض الشّرائع، قال اللهﷻ: ﴿مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآياتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ﴾.

 

نفي الألوهية عن عيسى من خلال القرأن الكريم:-

جاءت في القرآن آياتٌ محكمات متعددة تنفي الألوهية عن المسيح عليه السلام، منها:-

قولهﷻ: ﴿لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ﴾.

قولهﷻ: ﴿وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ﴾.

 

إقرأ أيضًا/صلاة الفجر

 

تنبيه:

عيسى كان مؤمناً بالتوراة مُكمّلاً لها بالإنجيل، حيث قال اللهﷻ في القرآن الكريم: ﴿وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ﴾، وقال ﷻ أيضاً عن عيسى بن مريم عليه السّلام: ﴿وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ﴾، لكنّ بني إسرائيل كذّبوا أنبياءهم وحرّفوا كتُبهم، وعقدوا العزم على قتل نبيّهم وشرعوا بذلك فعلاً، لكنّ فضل الله تعالى منع ذلك ونجّاه ممّا أقدموا عليه.

 

إقرأ أيضًا/سلسلة عقيدتي الدرس الثاني

 

شرح التعريف:

كيف رَفْع عيسى إلى السّماء:-

كانت دعوة عيسى عليه السّلام إلى توحيد الله مقلقةً لأحبار اليهود الذين حرّفوا الكتب السماويّة التي أُنزلت لهدايتهم، فخطّطوا لقتل عيسى عليه السّلام؛ ليحقّقوا مرادهم بُحكم بني إسرائيل، لكنّ الله ﷻ أنجى عيسى عليه السّلام من مكرهم ورفعه إلى السّماء، وحقيقة رفع عيسى عليه السلام إلى السّماء أنّه رُفع ببدنه وروحه معاً.

قالﷻ فى كتابه الكريم: ﴿ تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ﴾.

 

صَلْب وقَتْل عيسى عليه السلام:-

آمن اليهود والنّصارى بأنّ فئةً من بني إسرائيل صلبوا وقتلوا عيسى بن مريم عليه السّلام، ونفى القرآن الكريم ذلك؛ إذ قال اللهﷻ: ﴿وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا﴾، والحقيقة أنّ عيسى عليه السّلام بقي متمسّكاً بالدّعوة إلى توحيد الله تعالى التي جاء بها كلّ الأنبياء عليهم السّلام، فخشي أحبار اليهود أن يتّبع دعوته أعداداً كبيرةً من النّاس، ثمّ يحصل إفساد وضلال الأحبار من اليهود، فقرّروا أن يصلبوه ويقتلوه، فذهبت مجموعة منهم إلى الحاكم الرومانيّ وزيّنوا له أنّ دعوة عيسى عليه السّلام قد تُنهي حُكمه وتُقصيه، فاقتنع الحاكم بضرورة قتل عيسى عليه السّلام، فوصلت الأخبار إلى عيسى بأنّ الحاكم وبعضاً من أحبار اليهود ينوون صلبه وقتله، فتوارى عن الأنظار وأخبر مجموعةً من حواريّيه ومناصريه بمكانه، فوشى أحدهم عنه وهو: (يهوذا الأسخريوطيّ)، مقابل دراهم معدودة ممّن أرادوا قتله، فألقى الله تعالى عليه شكل عيسى عليه السّلام، فظنّوه هو فأخذوه وصلبوه وقتلوه.

قال اللهﷻ: ﴿وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ﴾.

 

إقرأ أيضًا/ما يعين على الصبر على الشدائد

 

نزول عيسى فى أخر الزمان:-

ورد في الأحاديث النبويّة الشريفة بيان علامات قيام السّاعة؛ ومنها: (نزول عيسى عليه السّلام) في آخر الزّمان، ليُكمل مهمّته في الدّعوة إلى الإسلام وتوحيد الله عزّ وجلّ، فيمكث في الأرض فترةً من الزّمن يحكم فيها بالعدل وبشريعة الله تعالى؛ حيث قال اللهﷻ: ﴿وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ﴾، وتفسير الآية الكريمة يدلّ على أنّ نزول عيسى من السّماء سيكون علامةً من علامات السّاعة.

قتل المسيح الدجّال بباب لدّ، كما ورد في الأحاديث النبويّة الصحيحة؛ حيث قال الرّسولﷺ: (والذي نفسي بيدِه، ليُوشكنَّ أن ينزلَ فيكم ابنُ مريمَ حكماً مقسطاً، فيكسرُ الصليبَ، ويقتلُ الخنزيرَ، ويضعُ الجزيةَ، ويفيضُ المالُ حتى لا يقبلَه أحدٌ)، ويكمل مسيرة الدّعوة إلى الله تعالى، وينشر العدل بين النّاس.