بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله ﷺ
فان الله عز وجل قد أمر عباده المؤمنين بحفظ ايمانهم فقال تعالى: {وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (89)} المائدة
ونهى عن الحلف إذا لم يكن هناك داعي فقال تعالى: {وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ أَن تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 224].
اقرأ أيضاً: فضل صيام شهر شعبان
ونبه الإسلام إلى حرمة الحلف بغير الله عز وجل فعن سيدنا عمر ابن الخطاب أن سيدنا رسول الله ﷺ أدركه وهو يحلف بأبيه فقال (إن الله ينهاكم أن تحلفوا باباكم فمن كان حالفا فليحلف بالله أو ليسكت) البخاري ومسلم، فنهى الإسلام عن تلك العادة الجاهلية من الحلف بالآباء والأمهات والأصنام وغيرها ولكن يكون الحلف بالله وحده، بل وصل الأمر أن يجعل الحلف بغير الله شرك فقال النبى ﷺ (من حلف بغير الله فقد أشرك) الترمذى وصححه الألباني.
ولقد حذر الله عزوجل نبيه ﷺ من صاحب الحلف فقال له: {وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ} [القلم: 10] والحلاف كثير الحلف والقسم ﻻ يبالي بحلفه وﻻيتقي الله في قسمه.
اقرأ أيضاً: حكم سجود التلاوة وفضله وصفته
انواع اليمين ؛-
1ـ اليمين اللغو: هو ما يجري على ألسنة الناس بلا قصد كقولهم: لا والله، بلى والله، والله لتأكلن أو لتشربن أو لتجلسن مع عدم قصد اليمين، فعن أم المؤمنين عائشة قال النبى ﷺ (هو كلام الرجل فى بيته ك ﻻوالله بلى والله) ابوداود وصححه الألباني.
ويدخل فيها أيضًا الحلف على شيء يعتقد أنه كما حلف، ثم يتبين له أن الأمر على خلافه. كمن يحلف أنه لا يملك كتاب البخارى ثم يجده عنده وهذا النوع من اليمين لا كفارة فيه ولا يؤاخذ عليه الإنسان فقد قال تعالى: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ} [البقرة: 225].
2ـ اليمين المنعقدة: وهي أن يحلف على شيء ليفعله أو يتركه فإذا حنث فيها فعليه الكفارة، قال تعالى: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ) [المائدة: 89].
3ـ اليمين الغموس: هي أن يحلف بالله كذباً على أمر معين، وسميت غموساً؛ لأنها تغمس صاحبها في نار جهنم والعياذ بالله، وهي من أكبر الكبائر، روى البخاري في صحيحه من حديث عبد الله بن عمرو ابن العاص، أن أعرابيًا جَاءَ إِلَى النَّبيِ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ: يَا رَسولَ الله: مَا الْكَبَائِرُ؟ قَالَ: "الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ"، قَالَ: ثُمَّ مَاذَا ؟ قَالَ: "ثُم عُقُوق الوَالِدين"، قَالَ: ثُمَّ مَاذَا ؟ قَالَ: "الْيَمِينُ الْغَمُوسُ"، قُلْتُ: وَمَا الْيَمِينُ الْغَمُوسُ؟ قَالَ: "الَّذِي يَقْتَطِعُ مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، هُوَ فِيهَا كَاذِبٌ"
وبين لنا الله عزوجل عاقبة الحالف الكاذب فقال: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَٰئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [ال عمران: 77]
وقال النبى ﷺ (ثلاثة ﻻيكلمهم الله وﻻيزكيهم وﻻينظر إليهم يوم القيامه ولهم عذاب اليم المسبل والمنان ورجل جعل الله بضاعته ﻻيبيع إلا بيمينه وﻻيشترى إلا بيمينه)مسلم
وكذلك لوكان اليمين يأخذ حق مسلم، روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مَنِ اقْتَطَعَ حَقَّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِيَمِينِهِ، فَقَدْ أَوْجَبَ اللَّه لَهُ النَّارَ، وَحَرَّمَ عَلَيْهِ الْجَنَّة"، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: وَإِنْ كَانَ شَيْئًا يَسِيرًا يَا رَسُولَ اللَّه ؟ قَالَ: "وَإِنْ قَضِيبًا مِنْ أَرَاك" )اى عود من السواك رواه مسلم
ولقد أخبرنا الله عن حال المنافقين فقال: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ (1) اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (2)} المنافقون، فيجب على من حلف هذه اليمين أن يتوب إلى الله توبة نصوحاً، وﻻبد من زوال ماترتب عليه من آثار ورد الحقوق التي ضاعت بهذه اليمين
متى ﻻيحنث- أى يقع فى اليمين -الإنسان فى يمينه:-قال النبى ﷺ (من حلف على يمين فقال إن شاء الله فﻻحنث عليه)رواه الخمسه وصححه الالبانى
إذا وقع الانسان فى اليمين وجبت عليه الكفارة على الفور ومن أخرها لغير عذر كان آثم
إذا حلف على أمر مستقبلي من الممكن فعله أو تركه كمن قال والله ﻻ أكل اللحم اليوم فإذا أكل فعليه الكفاره
اقرأ أيضاً: حذيفة بن اليمان
حفظ الايمان يكون بأمور منها:-
1-عدم الحلف إﻻ عند الحاجه
2-اذا حلفت ﻻتخالف يمينك
3-إذا خالفتها فبادر بإخراج الكفاره
مقدار الكفاره:-قال تعالىَ(لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الْأَيْمَانَ ۖ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ ۖ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ۚ ذَٰلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ ۚ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)المائده (89)
ماذا يفعل من عليه أيمان كثيرة وقع فيهاوﻻيعلم عددها ويريد أن يكفر عنها؟
1:-إذا كانت على شئ واحد كفر عنها مرة واحدة
2:-إذا كانت على امور متفرقه اجتهد فى عددها وكفر عنها كل واحد بكفاره وتبراء ذمته ولو كانت أقل مما عليه ،وما كان زياده فهو صدقه.
