إلى أي مدى يمكننا أن نضحي؟
الكثير منا يضحي لأجل أشخاص أو أهداف يريدونها، لكن التضحية تختلف من شخص لآخر، فالتضحية أنواع.
هناك تضحية الزوجة التي تضحي من أجل منزلها وزوجها وأولادها فتنسى نفسها وتهمل شكلها ولا تعد تهتم بجمالها الخارجي ومظهرها فقط كل ماتريده أن تهتم بعائلتها.
وهناك أشخاص يضحون من أجل إسعاد من يحبوهم كحال أغلب العلاقات يقوم طرف منهم بتقديم تنازلات كثيرة وفعل ما بوسعه لجعل الآخر سعيد وأحياناً يضحي بسعادته في مقابل سعادة الآخرين.
تضحية الصداقة كالصديق الذي يضحي من أجل مساعدة صديقه حيث يقوم بالتنازل عن شيء يحبه لأجله أو يتنازل عن فرصة عمل جيدة لصديقه لعلمه أنه بحاجتها حتى وإن كان هو يحتاج إليها.
وأشكال أخرى للتضحية كالأب الذي يعمل كثيرًا لتوفير متطلبات أبنائه وإن كان ذلك على حساب صحته، والزوج الذي توفيت زوجته ولم يتزوج فهو يضحي برغبته من أجل راحة أولاده، وكذلك الأرملة التي تربي وتعلم أبنائها بمفردها دون أن تهتم لحاجتها للزواج.
هناك علاقات كثيرة جميعها يتم التضحية فيها بدون مقابل سواء مادي أو معنوي ،ولكن هذا ليس جيد فأحياناً يجب أن يكون هناك تقدير من الطرف الآخر على الأقل لكل التضحية التي نقدمها من أجله، فالأم والأب كلاهما يضحون بأنفسهم من أجل إسعاد أبنائهم ،والزوجة تضحي من أجل راحة زوجها وأطفالها وتهمل نفسها لدرجة كبيرة، الصديق يتنازل كثيرًا لأجل صديقه والمحب الذي يتنازل ويضحي من أجل من يحب.
كل هذه علاقات وأشكال للتضحية ،وأطرافها يضحون إما بمجهود أو وقت أو متعة أو راحة البال أو السعادة ،ولا ينتظرو مقابل لهذه التضحية.
التضحية ليست بدون حدود ويجب أن يكون لها تقدير من الطرف الآخر فالأم والأب لا ينتظروا الشكر ولكن يجب عليك أن تكون بارًا لهم، الزوجة ليست مجبرة لكي تتخلي عن مظهرها وجمالها لذلك على زوجها دعمها وأن يشعرها أنها مصدر سعادة في حياته، الصديق لا يريد مقابل ماديًا ولكن بالطبع يريد تقدير لما يقدمه.
وأما عن علاقات الحب فإنه يجب تقدير المحب لمن يحب والحفاظ على كرامته، لأن إذا خسرت التقدير خسرت أيضاً كرامتك ومن يحبك حقا يحافظ على كرامتك قبل حبك.
لا تضحي من أجل إسعاد شخص لا يهتم لك ولا لمجهودك ولا يقدر قيمتك إن أردت أن تضحي فضحي لأجل من يستحق التضحية لمن لا ينكر الجميل لمن لا يخون لمن لا تهون عليه.
واحذر أن تتمادى بتضحيتك إلى أن تتنازل عن كرامتك لأن هذا بالطبع غباء وليست تضحية فأنت تضحي بقلبك ومشاعرك وكل شيء عدا كرامتك فهي رمز شخصيتك لا تلغي شخصيتك لأجل أحد من يحبك لا يتركك لن يتنازل عنك ولن يجعلك تندم على مساعدته أو التضحية من أجله ذات يوم.
(من قال أن التضحية ليست لها حدود فقد أخطئ فكرامتك أغلى بكثير من أن تضحي بها)
أقرأ أيضًا : قلبي مقبرة
اقرأ أيضا: جلسات من الثريد
اقرأ أيضًا: يائس متأمل
