12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

لِمَ المُتواضع مُسْتَغَل.!

2020/08/31 05:25 PM | المشاهدات: 771


لِمَ المُتواضع مُسْتَغَل.!
أميرة عاطف

قد كان الأمر الطبيعي و المعروف أن الإنسان الذي يتبسط مع الناس يُصبح جُزءاً لا يتجزأ منهم، و ما عرفناهُ  أيضًا عن السلف، أن من يتبع الأخلاق الطيبة والتواضع هو من يكون لهُ التقدير و الحب و الإمتنان، و يكن ذا شأنٍ عالي، و لكنهُ ليس بعلو المنصب والجاه والسلطة، بل هو أعلى و أسمى و أحب ممن يتدعون ويتقولون

======

اقرأ أيضًا: محاولة لإيجاد السلام

======

أما الآن فقد أصبح من يتواضع للناس حتى و إن لم يكن هذا التواضع بالقدر الكبير الذي يستدعي استغلاله و التقليل منه وعدم وضعهُ في عين الاعتبار ؛ فإنهم أيضًا يفعلوا ذلك، فـ كلما يُصبح متواضع وكريم وطيب الأخلاق، لن أقول إنه فقط يتم أستغلاله بل إن الأمر قد زاد عن حده إلى أنه أصبح يشعر بأنهُ غريب في بلادٍ غريبة وأن الناس ينظرون لهُ بعين الاستغلال ولا يعيرونهُ إهتمامًا بل إنه صار يرى في قُرارة نفسه أنهم علي حق، و أن كثيرًا من التعالي وعدم التبسط مع الجميع لهو بالأمر الحسن المحبب والمتبع من العامة والدهماء، و أن من دون ذلك فهو ساذج! لا أحد منا يُحب أن يُنظر لهُ بعين  السذاجة و الاحتقار حتي و إن كان أدني الناس شرفًا و قيمةً فما بال من هو أطهر من ماء الغمام! أيُحب أحدكم أن ينقلب الخير في حد ذاته إلي شر فقط لأن الشر هو الذي يسيطر علي العقول والأمور! 

======

اقرأ أيضًا: عدم القدرة علي التعبير

======

لا والله ما يكون هذا ولن يكون سيظل ويبقى التواضع من أشرف الشيم، وأطهر الخصال ألتي يمكن أن يتحلى بها إمرءٌ، كل ما عليك فقط هو أن تثق بنفسك أنك أنت الحق و الصواب ولا تهتز لأي شيء مما يُحيطك ويُحبطك، و إن لم تلقى خيرًا في الدنيا، فأنه يُحتسب عند الله فإن من تواضع لله رفعه ، يكفيك شرفًا أنك أتبعت هدي النبي ﷺ الذي كان أكثر الناس تواضُعًا ، و اجتنبت نواهيه، فأنه لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ! حتى و إن كان كل من في الأرض جميعًا يشعرونك بأنك مختلف فقد صدقوا ، أنت حقًا مختلف ، كل الاختلاف ولكنهُ لاختلافًا حسن.

======

اقرأ أيضًا: كيفة التعامل مع الاخرين