فى أكثر الأحيان تواجه الأم صعوبة فى التعامل مع أبنائها المراهقين، ويتهمونها بأنها ذات عقلية متحجرة، وأن زمانهم غير زمانها، فيجب فى هذا الوقت أن تتعامل الأم بروية وهدوء وحذر مع أبنائها المراهقين، وإقناعهم بأنهم على خطأ، وأن كل ما يشغل خاطرها أن تحافظ عليهم، وعلى مصلحتهم وليس أي شئ آخر.
ويقول أحد الخبراء النفسانيين :"لا تتحدي أبنائك المراهقين عندما يكونوا غاضبين، لأن ذلك أشبه برمي عود ثقاب وسط كومة من المفرقعات النارية، فإذا كنتِ أماً وبناتك فى سن المراهقة وحدثت خلافات معهن، فلا يجب عليكِ أن تنهمكِ بالصراخ معهن، وتنجري إلى معارك جانبية، فيتجمد تفكيركِ ولا تدرين ما ستفعلين".
فمن المهم أن تفهمي سن المراهقة بشكل جيد لأنها فترة حساسة، ولا تقتصر على التغير الجسدي فقط، بل أيضاً على التغيرات النفسية، فيظهر لدى الأطفال فى بداية سن المراهقة تغير جذري فى سلوكهم مع الآخرين، وتحديداً مع آبائهم، فيميلون إلى الإستقلالية أكثر ويهتمون بشكل أكبر بالطريقة التي يراهم بها الآخرين، وتحديداً أقرانهم، وغالباً ما يكون للأصدقاء والزملاء تأثيراً كبيراً فى اتخاذ القرارات، حتى أنه يتعدى تأثير الوالدين فى فعل ذلك، وإليك بعض النصائح.
إقرأ أيضاً/أطعمة يجب تناولها فى مرحلة البلوغ
1- احترام الخصوصية:
لمساعدة الابنة المراهقة على أن تصبح ذات شخصية قوية ومستقلة، على الوالدين منحها بعض الخصوصية واحترام أن لديها أمور خاصة لا تحب أن يتم الإطلاع عليها.
وأما فى حالة ملاحظة الوالدين لحدوث مشكلة ما، فيمكنهما القيام بسؤال الأبناء عن خصوصياتهم لضرورة تدخلهم فى حل المشكلة وتخطيها، وقد تشمل الخصوصية أغراضاً خاصة أو نصوص تحتفظ بها، أو تكتبها أو رسائل إلكترونية مع صديقاتها.
ومن الضروري أن يتناسب منح الخصوصية مع التأكد من سلامتهم، مثل معرفة الأماكن التي يذهبون إليها، وماذا يفعلون ومع من يتواجدون، مع الحرص على جعل الابنة تشعر بأن والديها يثقا بها.
2- إظهار الحب:
يجب على الوالدين أن يحرصا على إظهار الحب والاهتمام بابنتهما المراهقة، وعدم الإفتراض بأن الإبنة تعرف بشكل تلقائي بأن والداها يحبونها.
ويمكن إظهار الحب من خلال تخصيص الوقت لقضاءه معها، والاستماع لها عند تحدثها بأي أمر واحترام مشاعرها.
إقرأ أيضاً/إستخدامات قشر البيض فى التغذية
3- لا تصرخي أو تتحديها:
فى كثير من الأحيان تتعامل الأمهات مع بناتهن المراهقات بصورة خاطئة وبكراهية شديدة، فيصرخن فى وجوههن رداً على صراخهن، ويتحدونهن.
لكن ذلك يؤجج مشاعرك ويجعلها تخرج عن السيطرة، وأفضل شيء يمكن أن تفعليه فى هذه الحالة هو أن تحافظي على هدوئك وسط هذه العاصفة فذلك أشبه بسكب البنزين على النار، وانتظري فقط حتى تهدأ.
4- تعاملي بالمنطق:
لا تحاولي التجادل مع ابنتك عندما تكون فى ثورة غضب، فهي لا تمتلك القدرة على التوقف عن عصبيتها بسرعة ووزن الأمور بصورة منطقية كما تفعلي، ويتعين التعامل معها بصورة منطقية، ففي نهاية المطاف يجب أن نزن الأمور بصورة منطقية لإزالة التوتر وتهدئة الأوضاع الصعبة.
وهذا يشكل دائماً تحدياً بالغاً مع الأبناء المراهقين لأنه لا يوجد لديهم القدرة نفسها على التحمل التي توجد لدي الأم.
إقرأ أيضاً/كيفية التعامل مع الزوج المزاجى
5- انتبهي لردود فعلك:
من المهم أن تراقبي ردود فعلك الجسمانية، لأن منطقك العقلاني سيخبرك أنك إزاء شخص غاضب ومنزعج، وتشعرين بأن نبضات قلبك تبدأ بالتسارع لأن هرمون الأدرنالين لديك سيصبح مرتفعاً، وعلى الرغم من صعوبة الأمر فإن المنطق يحتم عليك أن تتصرفين بصورة مناقضة لذلك على نحو ما، وتحاولين الاحتفاظ بالهدوء، تذكري أنك تعيرين شجاعتك لابنتك في هذه اللحظات الحرجة وتعلمينها كيف تتعامل مع ثورة الغضب فى المستقبل عندما يتكرر الأمر معها.
6- لا تتعاركي مع ابنتك:
فى بعض الأحيان نسمع عن أمهات يفقدن أعصابهن ويتعاركن مع بناتهن، وفى هذه الحالة قد تقاطع الابنة المراهقة أمها، وتشعر أنه يتعين عليها أن تعتذر لها، بينما الأم من ناحية أخرى تشعر أن الابنة هي التي تسببت بالمشكلة وتخشى أن تفقد سلطتها وهيبتها إذا اعتذرت إليها، فننصحك بأن تقولي لابنتك فى هذه الحالة بأنك فقدت السيطرة على نفسك وعندئذ ينتهي كل شيء ويتوقف الجفاء بينكما.
7- لا تعاقبي ابنتك بقسوة:
معاقبة الابنة وهي فى ثورة من الغضب يؤجج الموقف، انتظري حتى تهدأ وعندئذ هدديها بمعاقبتها بقسوة بالغة إذا أصرت على موقفها، فستلاحظين أنها ستسيطر على نفسها وتهدأ، وأسوأ الأمور إذا تفاعلت معها وهي غاضبة فستشعرين بالإنزعاج الشديد، لذلك هدئي من روعك وابتعدي عنها حتى تهدأ وتحدثي معها عندما تكونان أنتما الاثنتان فى حالة من الهدوء.
