12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

نبذه عن تاريخ الادب اليوناني 

2021/01/19 02:29 PM | المشاهدات: 1839


نبذه عن تاريخ الادب اليوناني 
وروف احمد

يحتل الادب اليوناني مكانة عظمي بين الاداب الاوروبية حيث انها من اقدم ادابها و هو ايضا من اكثر الاداب تأثيرا في العالم حيث اصبح الأدب اليوناني (الإغريقي) بعيد التاثير علي الأجيال الملاحقة عليه نموذجا لجميع الآداب بدءا بالأدب اللاتيني و علي الرغم من ان اللغة اليونانية لم يكن لها مكانا خاصا في ذلك الحين و لكنها ظلت محتفظة بأهمية لا تقدر و لو أن أهميتها ليست تاريخية بحتة.  

و قد ابتكر اليونانيون أنماطا مختلفة من الأدب و قد بلغوا بها حد الكمال و التي قد أثارات الإعجاب علي مر الزمان و عبر الأجيال المتلاحقة حتي يومنا هذا. و من أنماط الفنون الأدبية المختلفة هي الشعر الغنائي و الشعر المسرحي و النثر التاريخي و الفلسفي و الخطابي و المسرحيات الهزلية و المأساوية و المقالات و المطارحات الفلسفية و التاريخ النقدي و تاريخ السير و الرسائل الأدبية.

و نحن ندين بالتأكيد بالمحافظة علي هذا الأدب العريق لعلماء بيزنطة (قسطنطينية).

 

 

إقرأ أيضاً/عروسة النيل ما بين الأسطورة والحقيقة

 

 

و لا يوجد شك أن هذه النصوص قد أصابها نوعا من التحريف لم يكن من الممكن تجنبه نتيجة لعمليات النسخ و التحرير عبر الزمان و لكن هؤلاء النساخ و المحررين كانوا ذوي ضمير حي فهذه النصوص التي هي بين أيدينا اليوم لا تختلف اختلافا كبيرا عن نظائرها.

و بالطبع نحن ندين لمصر بأول النصوص الدراسية التي تم العثور عليها من شعر "سافو" و "ألكايوس" و "باخوليديس" و لكن مع الأسف الشديد هذه التكملة رغم أهميتها الشديدة إلا انها ضئيلة جدا و ذلك بالإضافة إلي البرديات التي تم العثور عليها ممزقة و غير كاملة و هي تتطلب مهارة عالية جدا لفك رموزها و من الصعب جدا بل من المستحيل ملء هذه النصوص المفقودة مهما كانت ضلاعة و عبقرية عالمنا اليوم و لكن هذه البرديات قد غيرت نظرتنا إلي هذا الأدب العريق و كشفت لنا ضآلة معرفتنا و مدي جهلنا به و أن هذا الأدب أغني كثيرا مما تدل عليه بقاياه الموجودة حاليا و أن حكمنا عليه قد يكون ظالما بعض الشيء فمهما كانت البقايا التي هي بين يدينا في يومنا هذا قوية و رائعة فيجب أن نتذكر أنها مجرد بقايا و أننا نتعامل مع مجرد جزء من عالم مفقود لا نقدر مدي روعته و جماله.

 

 

إقرأ أيضاً/تمثال الملك خفرع الديوريتى

 

 

و من المحتمل أن طبيعة البلاد و مناظرها الخلابة كان لها دورا ليس ضئيلا في الحس الأدبي و الفني عند اليونانيين حيث نجد في الشعر اليوناني أن كتابه يهدفون إلي إحداث تأثير عن طريق الاحتفاظ بالنغم المتصل للكلمات التي يتم اختيارها بسبب قوتها الخيالية و النثر عن طريق الإقناع و الوضوح اللذان هما أساسا جوهريا للبلاغة.

و يتسم الأدب اليوناني بالتركيز علي الجوهر و حذف كل ما هو ليس أساسيا في نسيجه و هدفه هو التركيز علي المعني الصادق و ليس المبالغة في الوصف أو الخيال و وضع كل كلمة و تعبير في مكانه الصحيح دون تفصيل و هذا الحذف واعيا متعمدا فهو نشاطا طبيعيا لقوم كانت عبقريتهم تري مواضع الجمال بدقة و وضوح و يعرفون جيدا كيف يستغنون عن المقدمات المبتذلة و الحشو.

و كان الكتاب اليونانيين يوجهون أدبهم هذا إلي الانسانية بأجمعها و ليست جماعات أو طبقات بعينها أي أن شعرهم يخاطب جميع أفراد المجتمع و في ثنايا ذلك نري أنهم لم يرتكبوا خطأ الحكم علي ذكاء المستمعين في ضوء ذكاء أدناهم مستوي حيث كان أدبهم شائع الانتشار و كان يؤدي أو يمثل أمام جموع كبيرة من الناس في الهواء الطلق.

و لذلك نري أن الأدب اليوناني افتقر لكثير من المظاهر التي يتسم بها الأدب الإنجليزي و الإيطالي و كذلك اللاتيني مثل الفخامة الغامضة و السعي وراء الأهداف غير المحددة ز إن ملاحم الأدب اليوناني مسرحياته بسيطة و تتجرد من أي زينة عندا نضعها إلي جوار بدائع أريوستو الناضحة بالفخامة أو مثلا حياة شكسبير الحافلة.

 

 

إقرأ أيضاً/الملابس عند المصريين القدماء

 

 

و علي الرغم من هذه القيود الذاتية علي الأدب اليوناني و أنه كان يفقتر للغموض و الوهم و الطابع الرومانتيكي و لكنه ملئ بالأسرار و الخيال و العواطف الصادقة و نظامه الصارم هذا يساعد علي إبراز الوسائل الغنية التي ساهمت في صنعه بينما نجد الرؤيا الفنية التي تلهم كل أدب عظيم من أبرز خصائصه التي تستحوذ علي انتباه من يقرؤه أو يسمعوه استحواذا تاما و تنقل إليه كل مضامينه من خلال كلمات ذات قدرة فائقة علي التعبير.