12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

زفتى التى فى خاطرى

2021/01/05 09:44 PM | المشاهدات: 1781


زفتى التى فى خاطرى
على يحيى الوشاحى

     عزيزى القارئ 

      تعرف خطأ أن مدينة زفتي ترجع تسميتها لكلمة " زفس " آلهة الجمال عند الرومان ولكن إلهة الجمال عند الرومان تعرف أو يطلق عليها "فينوس " وهناك رأى آخر بأن مدينة زفتي في فترة من الفترات استوطن علي أرضها عالم جليل لم يعرف الناس اسمه وكان يعاونه فتي صغير فأطلقوا عليه " ذو الفتي " وفي الحاتين تم 

تحوير الكلمة "لزفتي " .

     

وتقع مدينة زفتي في محافظة الغربية يحيط بيها من ناحية الشرق نهر النيل " فرع دمياط " ويحيطها من الغرب مركز السنطة ويحيطها من الشمال مركز سمنود ويحيطها من الجنوب محافظة المنوفية .

 

 

إقرأ أيضاً/الرموز المسجلة على التوابيت

 

 

وتتميز مدينة زفتي بمعالمها السياحية والآثرية حيث تضم كوبرى مدينة زفتي التي يربطها بمدينة ميت غمر التابعة لمحافظة الدقهلية يسمي بـ " الكوبرى الفرناساوى " أحد أهم المنشآت الآثرية ذات التراث الفريد .

  

ويبلغ طول الكوبرى حوالي 417مترا ، وتم إنشاؤه في عام 1907 أي منذ أكثر من 100 عام ، أثناء فترة الاحتلال الانجليزى لمصر ، وذلك لسهولة نقل الأسلحة والذخيرة وساعدت السيطرة علي الكوبرى في وقوع الحادثة الشهيرة " جمهورية زفتي " علي يد المحامي يوسف الجندى .  

 

 

إقرأ أيضاً/موقع العبيد

 

 

ولك أن تتخيل عزيزى القارئ في ذلك من الزمن أن يتم تصنيع الكوبرى ليكون قابل للفتح والغلق وذلك لمرور السفن ، إلا أنه في الوقت الحالي ومنذ عشرات السنوات لم يتم فتحه لعدم مرور السفن ، وتم بناء الكوبرى عن طريق نقل أجزائه مفككه عبر ناقلة بمياه النيل وتم تركيب أجزائه بالمكان الموجود به , وقد قام بتصميم الكوبرى علي يد المهندسان داليدى وبيلي في مصنع فيف ليل بفرنسا ومقرها باريس .

والجدير بالذكر أنه بدأ العمل في إنشاء الكوبرى عام 1902 قبل نشوب حريق ميت غمر الشهير ببقعة أشهر وتم الانتهاء منه مع الخط الحديدى طنطا الزقازيق عام 1907 وهو التاريخ المسجل علي لوحة حديدية في منتصفه وتم إنشاء تفريعة الخط الحديدى زفتي – ميت بره – بنها في نهاية نفس العام ( 1907) وفي نفس الفترة الزمنية تم اكتمال كوبرى المنصورة المشابه تماما في هندسة الانشاء كما لعب هذا الكوبرى دورا هاما في ثورة 1919 حيث دارت عليه معركة بين القوات البريطانية وأهالي ميت غمر وزفتي والتي أطلق فيها قائدالقوات البريطانية عبارته الشهيرة 

                              "Not Worest than Zefta but mit Ghamre "

والذى تعني " ليس أسوأ من زفتي غير ميت غمر " نتيجة خسائره الكبيرة من مقاومة أهالي البلدتين واضطراره إلي طلب الدعم من القيادة لاخماد الثورة .

 

 

إقرأ أيضاً/رانى لاكشمى باى

 

 

والجدير بالذكر عزيزى القاري أن الكوبرى كان هدفا للطيران الإسرائيلي في حرب 1973 إلا أنه يقال أن وحدة الدفاع الجوى المكلفة بالحراسة وبمساعدة المقاومة الشعبية قد قامت بتدمير الطائرة المكلفة بالمهمة .

سيبقي كوبرى مدينة زفتي هو قبلة الزائرين ومنارة للمسافرين وحصنا قويا ضد الأعداء وشاهدا أيضا علي تلك الحقب الزمنية .

 

كما تضم مدينة زفتي أيضا قناطر زفتي والتي تم إنشاؤها في قرية دهتورة التي تقع في أعماق الدلتا علي بعد كيلومترا واحد من مدينة زفتي المشهورة .

تم إنشاء قناطر زفتي أو كما يطلق عليها أهالي مركز زفتي بـ " الخمسين عين "في عهد الخديوى عباس حلمي الثاني ، حيث وضع أخر حجر في البناء 7 مارس عام 1903 وذلك لتوفير المياه للوصول لمساحة مليون فدان من خلال تغذية فرع دمياط وتقع علي نهر النيل فرع رشيد وهي أهم الممرات الرئيسية التي تربط محافظة الدقهلية 

وجاءت تسمية " الخمسين عين " نظرا لعدد عيون القناطر وهي المكونة من خمسين فتحة يتم التحكم فيها بالفتح والاغلاق للتحكم في نسبة المياه التي يتم تصريفها في اتجاه الشمال والتي مازالت تحتفظ بطابعها الجميل وبعض استراحات الأجانب المنتشرة في مدخلها والمقامة علي الطراز الأوروبي .

 

 

إقرأ أيضاً/سليمان خاطر

 

 

وتعتبر أحد أهم الآثار المعمارية الفريدة داخل محافظة الغربية بأكملها وبنيت في الأساس لرى مئات الأفدنة بإقليم الدلتا ، إلا أن مع تغير الزمن تحولت من الرى فقط لمصيف لمحدودى الدخل ومتنفس لأهالي الأقليم لذلك يلجأ إليها الجميع للاستمتاع بأوقات الترفيه والاجازات الرسمية نظرا لجمالالطبيعة بها ، كما تتميز بإنتشار الاستراحات علي ضفاف الخمسين عين ، والمنتزهات لكن مع مرور الوقت تحول ذلك الآثر العظيم إلي مكان عشوائي متهالك يتوسل لوزارة الآثار للانقاذه فبعد أن كان منتزه الأمراء والملوك والسادة , تحولت لمرتع الحيوانات والقمامة العشوائية .

ونطالب وزارة الآثار بضم المنطقة لها وفقا للقانون مع اسناد أعمال التطوير لهيئة التنمية السياحية والتنشيط السياحي بإعتبارها معلم سياحي يتميز بكافة المقومات السياحية والثقافية والآثرية وعنصر هام للحد من مشكلة البطالة وزيادة الدخل القومي وتنشيط سياحة الأقاليم.