ظل الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو للإسلام سرا لمدة ثلاث سنوات حتى أمره الله أن يدعو جهرا (فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين إنا كفيناك المستهزئين) ونشط الرسول فى الدعوة فاستجاب للدعوة عدد من المؤمنين، وبدأت قريش تشعر بخطورة الأمر، وإزاء ذلك انقسم المجتمع المكى تجاه الدعوة الإسلامية إلى فريقين:
الفريق الأول: يؤيد الدعوة الإسلامية وانقسموا إلى فريقين، أولهما: فئة أيدوا الرسول وصدقته.
والثانيه: فئة لم تؤمن بالدعوة بل دافعت عنها بسبب القرابة مثلا او شعورهم بالظلم الذى تعرض له محمد.
الفريق الثانى: يعارض الرسول صلى الله عليه وسلم ويضع العراقيل فى طريق محمد،
ولعل اسبابهم لكره الدعوة هى:
سبب اقتصادى:
ممثل فى أن وجود البيت الحرام فى مكة كان سبب رخاء قريش الاقتصادى من خلال قيامهم بتنظيم الرحلات التجارية لبلاد الحبشة والشام واليمن والعراق تلك البلاد التى كان رجال قريش يذهبون إليها دون أن يتعرض لهم أحد بسوء.
سبب اجتماعى:
دعوة سيدنا محمد كانت تدعوا لتغير نظام الحياة الاجتماعية التى كانت تتبعها مكة وهذا مما عارض مشركوا مكة لان هذا من منطلق التطاول على الآباء والأجداد، كما أن دعوة محمد دعت إلى التوحيد وترك الشرك وأن رسالة محمد دعت إلى التساوى بين العبيد والسادة، وهذا كان ليس سهلا على المجتمع المكى، وهذا لأن المجتمع المكى كان يتميز فى ذلك الوقت بوجود تمايز طبقى شديد الوضوح.
سبب سياسى:
عارضت قريش الدعوة الإسلامية لأسباب سياسية ممثلة فى خوفها على زعامتها للقبائل العربية ومكانتها بين تلك القبائل، تلك الزعامة التى كانت مهددة من وجهة نظرهم بالزوال إن هم اعتنقوا الدين الإسلامى.
سبب دينى:
فقد جاء الإسلام ليؤكد بالدرجة الأولى على عبادة الله الواحد الأحد مستبعد كافة مظاهر الوثنية والشرك بالله، وهو ما لا يمكن للتوفيق بينه وبين ما كان يدين به أهل مكه، فانتصار الإسلام كان يستلزم ضرورة إزالة المعتقدات والعبادات التى اعتنقوها.
