ولكن لا بأس

في سباق الحياة نحاول جاهدين أن نصل إلى أعلى المراتب دون أن نشعر بالاكتفاء بما وصلنا إليه، ومهما حققنا من إنجازات دائماً نريد المزيد بلا توقف، ولكن هل المزيد سيجلب لنا السعادة حقاً أم أنه ربما يتسبب في جعلنا مجهدين ومتعبين وغير قادرين على الصمود في مواجهة تقلبات الحياة، وفي بعض الأحيان نصبح غير مؤهلين لاستكمال هذا السباق، لا بأس أن نرضى بما نصل إليه من إنجازات مهما كان حجمها، لابأس أن ننحج مجرد نجاح عادي بسيط، لا بأس إذا لم نكن الأوائل، لماذا نصنع طموح يمكنه قتل كل ما نحبه في الحياة؟ لا بأس بالطموح ولكن الطموح الذي نستطيع أن نحققه، لماذا نحمل أنفسنا ما لا طاقة لنا به؟ لماذا نصبح جلادين أنفسنا؟ 

إقرأ أيضاً/فقدان الشغف

أعلم أن النجاح له قيمة عظيمة في أنفسنا، وأنه يهون علينا ما قد عانيناه للوصول إليه، ولكن في بعض الأحيان ننسى أن لذة المتاهة ليست في الوصول وإنما تكون في الطريق الذي نسلكه، في أحد المرات سمعت خطاب لطالب ولكنه ليس بأي طالب إنه الطالب الذي حصد المركز الأول في إحدى الجامعات في دولة أجنبية، تأثرت كثير بخطابه حيث ذكر أنه سعيد لحصوله على هذا المركز الذي يُصعب على الأشخاص الوصول إليه وأنه اجتهد كثيراً جداً لكي يتفوق حيث أنه لم يكن ينام جيداً ولم يكن على تواصل مع من حوله كي يستطيع أن يصبح الأول، ولكنه ذكر شيئاً جعلني حقاً أتعجب مما قاله حيث أنه ذكر أنه سعيد ولكن هذه السعادة ليست كما تخيلها، حيث أنه تخيل أنه سيصبح في سعادة دائمة عند حصوله على المركز الأول ولكنها كانت مجرد سعادة لحظية حيث عندما انتهت لحظت تكريمه انتهت سعادته، تخيل معي أنه قام بتضييع كمية كبيرة من الوقت لمجرد لحظة سعادة في حين كان بإمكانه أن يعيش الكثير من اللحظات السعيدة.

إقرأ أيضاً /حافة الهاوية

لا يجب علينا أن نوقف حياتنا من أجل لحظة واحدة نريد أن نشعر فيها بالسعادة فيمكن أن تكون السعادة كامنة في اللحظات الصغيرة التي نعيشها لذلك لا يجب أن نفقدها في سبيل تحقيق سعادة وهمية أو كما يُقال عنها سعادة لحظية، أنا لا أقول أن السعادة دائمة ولكن أقول أنه يجب علينا أن نسرق كل لحظة لكي نشعر بالسعادة، لأن الحياة قاسية وبها الكثير من الصعوبات التي تقف في طريق سعادتنا ولكن لا بأس بهذا أيضاً، لا بأس أن تكون الحياة قاسية بعض الشيء، لا بأس أن تنتظر قليلاً لتحصل على سعادتك، وخذها مني نصيحة نحصل على السعادة بالرضا بأقل ما نحصل عليه.

إقرأ أيضاً/عالم لست فيه

لا بأس إن فشلنا، لا بأس إن تعثرنا، لا بأس طالما أننا نعيش فإنه لا بأس، لا بأس لأن لدينا الكثير من النعم التي لا نستطيع أن نحصيها، لا بأس لأن لدينا الكثير من الناس حولنا يحبوننا مهما كنا ومهما فعلنا يحبوننا لشخصنا لا لإنجازاتنا، يحبون أن يرونا بخير، لا بأس لأننا نعلم أن الله قسم الأرزاق وأعطى كل واحد رزقه من الحياة دون أي ظلم، كل له رزقه لذلك ارضي بما أنت عليه ولا تيأس لأنك خلقت قوي وليس ضعيف.