العقل هو سلاح الإنسان والذاكرة تشبه الزخيرة لهذا السلاح، حيث تعد الذاكرة صورة حيوية تقوم بحفظ المعلومات لتمكن الإنسان من استرجاعها في المستقبل إذا أراد، وتنقسم الذاكرة إلى شقين ذاكرة قصيرة الأمد ومن خصائصها القدرة على استعادة الذكريات المخزنة سابقاً، والشق الثاني هو الذاكرة طويلة الأمد ووظيفتها تنظيم وتخزين البيانات لحين الحاجة إليها مرة أخرى.
ولكن طبيعة التذكر تختلف عند كل منا فطبيعة الأنثى قادرة على استدعاء الإحساس عند تذكر موقف ما، ولكن هذه الصفة عند قلة قليلة من الرجال.
اقرأ أيضًا/مازالت السفسطة حتى الآن
-إن تذكرت امرأة بعد مرور عام مثلاً أن حبيب لها قد تركها فإنها ستشعر بنفس الألم الذي شعرت به في البداية، فالجميع يعلم ذلك ولكن بطرق عفوية، فمثلاً عندما تذكر أحد بألم خلع الأسنان ستجده يقول "بس دا أنا حسيت بنفس ألم الخلع مرة تاني"، ربما تخرج منه هذه الكلمة بشكل عفوي للغاية ولكن هذه الحقيقة فالكثير منا قادر على استحضار الإحساس الذي شعر به عند وقوع حادث ما حتى بعد مرور الكثير من الوقت.
أما الرجل إذا ترك حبيبته ومضى بعض الوقت فإنه يتذكر أن هذه الفتاة كانت حبيبته لكنه لا يتذكر الشعور بمرارة فقدها مرة أخرى.
اقرأ أيضًا/الانجراف خلف الأهواء
وهناك أيضاً ما يدعى بالذاكرة التفارُقية وهي عجز الإنسان عن استدعاء الإحساس اي الدخول في حالة من الصدمة أو إنكار ما حدث، مثلاً عند التعرض لحادث انقطاع الكهرباء في المصعد وأنت صغير ربما عقلك يظل ينكر ما شعرت به وقتها من خوف لكنك عندما ترى المصعد ترتبك ولا تشعر بالارتياح إن أجبرت على الصعود فيه مرة أخرى، فالكل منا لديه ذكريات مؤلمة لا يود أن يتذكرها ولكن تلاحقنا كالأشباح في حياتنا أو أثناء نومنا، فكلما كان الشيء قد تسبب لك في أي ضرر كلما كان نسيانه أو تجاوزت أمراً صعباً للغاية، لذلك ما لا ندركه في يومنا، يأتينا في هيئة أحلام مزعجة مخيفة مظلمة، وأيضًا إذا تعرضنا لتنمر أو الإساءة ونحن في الصغر فإن ذلك يؤثر كتيراً على ذاكرتنا وتجعلنا متذبذبين غير مستقرين حتى بعد كثير من الوقت.
فالذاكرة سلاح ذو حدين، إما أن تجعلك تقطع علاقتك بكل العالم حولك، فتكون منهزم ضعيف، إما أن تكون قادر على تذكر كل شيء مضى والتعلم منه في الوقت الحالي، وفي المستقبل.
إقرأ أيضًا/كنت لي خير داعم
